الإمارات تدشن جسراً جوياً لإغاثة منكوبي زلزال أفغانستان المدمر

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف، الذي ضرب غرب أفغانستان، والهزّات الارتدادية التي أعقبته إلى أكثر من ألفي قتيل، وأصبح الوضع الإنساني في المناطق المتضررة شديد الحرج، في ظل تواصل الموجات على مدار الأسبوع الماضي، والتي كان آخرها الزلزال العنيف الذي بلغت شدته 6.5 درجة على مقياس ريختر، يوم الأحد الماضي، بعد هزتين أرضيتين عنيفتين وقعتا في المنطقة نفسها.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنّ سكّان منطقة هيرات، يمضون لياليهم في الهواء الطلق منذ وقع الزلزال المدمّر الأسبوع الماضي، والذي أعقبته 8 هزّات ارتدادية قوية. وتضاربت حصيلة ضحايا الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي، لكنّ وزارة الكوارث أكّدت مقتل 2053 شخصاً على الأقل.

ونظراً للظروف التي تمر بها أفغانستان، في ظل المقاطعة الدولية لحكومة طالبان، وبالتزامن مع تدهور كافة مؤسسات الدولة، وانهيار البنية التحتية في البلاد، وفي ظل انشغال العالم بالأزمات المحتدمة هنا وهناك، سقطت أفغانستان من ذاكرة المجتمع الدولي، ولم يمد أحد يد العون بالشكل الكافي؛ لمواجهة آثار وتداعيات تلك الكارثة الإنسانية، باستثناء دولة الإمارات، انطلاقاً من دورها الإنساني، الذي يتجاوز كافة الخلافات الأيديولوجية، في وقت الكوارث والأزمات.

جسر جوي إماراتي للإغاثة

كعادتها، سارعت دولة الإمارات العربية إلى إغاثة المناطق المنكوبة جراء الزلزال في أفغانستان، بإرسال مساعدات إغاثية فورية إلى مقاطعة هيرات المتضررة من الزلزال الذي خلّف وراءه آلاف القتلى والمصابين والمشردين، بما في ذلك المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمساعدات العينية، وذلك في إطار التزامها المستمر بمساعدة البلدان في أوقات الأزمات، وتأتي المساعدات تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وهو نهج إماراتي لا يكاد ينقطع في أكثر من مناسبة حول العالم.

وفي هذا السياق، غادرت الإمارات، الجمعة الماضية، عدد من طائرات الإغاثة المحملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية والمساعدات العينية، متوجهة إلى أفغانستان لتغطية النقص الحاد في تلبية احتياجات المتضررين من الزلزال. كما ساهمت العديد من المؤسسات الإغاثية في الإمارات في توفير الإمدادات لمساعدة المتضررين من آثار الزلزال، الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الراهن.

ويعد توفير هذه الإمدادات الضخمة، جزءاً من الجهود المتواصلة، التي تبذلها دولة الإمارات لتقديم الإغاثة العاجلة إلى البلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم الحاسم للدول والشعوب في جميع أنحاء العالم في أوقات الأزمات.

قوات الإنقاذ الإماراتية، مجهزة بمعدات حديثة، تقوم حتى اللحظة بجهود مضنية؛ للبحث عن أحياء تحت الأنقاض، ورفع أطنان الركام في مناطق وعرة التضاريس

وفي هذا السياق، تمّ نقل 53 طناً إضافياً من مساعدات الإغاثة، بما في ذلك 500 خيمة وعدة طرود غذائية، على متن طائرتين كجزء من الجسر الجوي الذي تم إنشاؤه بين دولة الإمارات العربية المتحدة وأفغانستان.

من جهته، قال سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، إنّ الجسر الجوي الإنساني مستمر على مدار الأسبوع، لتقديم الإمدادات اللازمة؛ لتلبية الاحتياجات الأساسية لشعب أفغانستان، وتجاوزت المساعدات نحو 140 طناً من المواد الإغاثية.

وأضاف أنّ جهود الإمارات مستمرة؛ لتخفيف المعاناة الناجمة عن الزلزال، الذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية في دولة أنهكتها الحروب والصراعات المتواصلة.

وأكد الشامسي أنّ دولة الإمارات العربية، مسترشدة بتوجيهات القيادة، تبذل جهوداً حثيثة للوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني وتقديم الدعم الإنساني، انطلاقاً من المبادئ الإنسانية التي أرساها الوالد المؤسس لدولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. نهيان.

وزارة الدفاع تدخل على خط الأزمة

في وقت سابق، بدأت عمليات القيادة المشتركة لوزارة الدفاع الإماراتية، مهمة إنسانية عاجلة، وبالفعل وعلى وجه السرعة، افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانياً في مدينة هيرات بأفغانستان، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أنّ العملية الإنسانية ستوفر المساعدة الطبية للشعب الأفغاني، ويأتي افتتاح المستشفى صباح يوم السبت الماضي، مع وصول المزيد من المساعدات من الإمارات.

قوات الإنقاذ الإماراتية، مجهزة بمعدات حديثة، تقوم حتى اللحظة بجهود مضنية؛ للبحث عن أحياء تحت الأنقاض، ورفع أطنان الركام في مناطق وعرة التضاريس، وفي ظل ظروف شديدة الصعوبة، وتمكنت بالفعل من إنقاذ عدد من المصابين.

جدير بالذكر أنّه تمّ اتخاذ الترتيبات اللازمة لافتتاح المستشفى الميداني، لمد يد العون للمتضررين في الساعات الأولى يوم السبت الماضي، بالإضافة إلى تزويد المستشفى بالمستلزمات الطبية والأدوية، وذلك لتقديم الرعاية الصحية اللازمة، وإجراء العمليات الجراحية المتقدمة للمصابين.

تعمل الفرق الطبية، والمنظمات الإغاثية الإماراتية على مدار الساعة؛ لعلاج المصابين، وتوفير أماكن آمنة للمنكوبين، وأخذ كافة الإجراءات اللازمة

وتعمل الفرق الطبية، والمنظمات الإغاثية الإماراتية على مدار الساعة؛ لعلاج المصابين، وتوفير أماكن آمنة للمنكوبين، وأخذ كافة الإجراءات اللازمة؛ للاطمئنان على الوضع وتحديد احتياجات المتضررين من الكارثة، وذلك في إطار الدور الإنساني لدولة الإمارات في مساعدة المتضررين والمنكوبين حول العالم، ومد يد العون لهم والاستجابة للقضايا الإنسانية الملحّة.