الإرهاب الإخواني بين التنظير والممارسة!

الإرهاب الإخواني بين التنظير والممارسة!

الإرهاب الإخواني بين التنظير والممارسة!


03/11/2022

هيلة المشوح

تأسست جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر عام 1928 كأقدم حركات الإسلام السياسي في العصر الحديث، وقد بدأ مؤسس الجماعة حسن البنّا بالتنظير الفقهي والديني في أجواء سياسية مهّدت لاختراق المجتمع من باب الدِّين حتى وصل الأمر إلى أبواب السياسة عبر ثلاث مراحل أساسية: مرحلة «إخوان» العهد الملكي، و«إخوان» العهد الناصري والساداتي، و«إخوان» السياسة والولوج للعمل المسلح بعدة أشكال ظاهرة وخفية، علماً بأن هناك من الباحثين مَن يؤكد أن جماعة «الإخوان» مارست الإرهاب منذ اللحظة الأولى لنشأتها، وهذا ما أظهرته افتتاحيةُ العدد الأول من مجلتهم «النذير» الصادر في عام 1937. الافتتاحية كتبها أحمد عبدالرحمن البنّا (الشهير بـ«الساعاتي» وهو والد المرشد العام الأول للجماعة حسن البنا)، وقد قال فيها: «استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبتَه، ويُعد سلاحَه، ولا يلتفت منكم أحدٌ، وامضوا إلى حيث تؤمرون».. حتى قال: «فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرِّعوها الدواءَ بالقوة، وإن وجدتم في جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطاناً خطيراً فأزيلوه»!
وكثيراً ما يحاول «الإخوانُ» نفيَ حقيقة مفصلية في تاريخ الإرهاب في منطقتنا العربية، وهي أن الجماعة كانت الحضن الخصب للتنظيمات الإرهابية، أو بلغة أدق «الرحم» الذي خرجت منه هذه التنظيمات الراديكالية كلها، لكن الواقع يثبت هذه الحقيقة، فمَن أسّس «جماعة الجهاد» في مصر هو الإخواني أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» السابق الذي قُتل في سبتمبر الماضي في غارة أميركية.. ومَن قاد أكبرَ معسكر إعداد للإرهاب في أفغانستان كان الإخواني عبدالله عزام المعلم والملهم لزعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن.. كما أن أهم منظري «القاعدة» (أبو مصعب السوري) كان إخوانياً.. وكذلك أبو مصعب الزرقاوي (الملقب بالذباح) الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» كان إخوانياً تتلمذ على مؤلفات سيد قطب وتأثر به.. إلخ. وهذا فضلاً عن الكثير من الأحداث والوقائع التي تؤكد بشكل حاسم أن مفهوم «الإخوان» حول الجهاد لا يختلف عن مفهومه لدى باقي الجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخرى، بل يأتي من نفس المصدر والمنهل. وعند البحث والتمحيص حول معنى الجهاد في فكر حسن البنا نجد أنه يتماهى مع معناه لدى «القاعدة» و«داعش» وغيرهما من جماعات العنف المسلح، في الوقت الذي يتمظهر فيه الحزب الإخواني بالتقية السياسية وبالخطاب المزدوج الملتبس، ممارساً التعسف بحق النصوص لتمرير أفكار العنف، فضلاً على الاتكاء على أحاديث موضوعة كحديث «اعلموا أنّ الجنة تحت ظلال السيوف»!
التاريخ الإجرامي الطويل لجماعة «الإخوان» لا يخفَى على أحد منذ نشأة الجماعة وحتى الآن، وهو يظهِر بوضوح أن معظم التنظيمات الإرهابية المسلحة خرجت من رحم «الإخوان»، بما في ذلك «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد الإسلامي» و«التكفير والهجرة».. وصولاً إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش».. وغير ذلك من هذه الجماعات والكيانات الإرهابية الإجرامية. وعليه فمَن أسس الإرهاب ودفع الشبابَ إلى العنف تحت رايات الجهاد المزعوم، إنما هو جماعة «الإخوان المسلمين»، بدءاً بأفكار مؤسسها «حسن البنا»، ثم «محمد قطب» و«سيد قطب»، مروراً بالقيادات التي مهدت الطريق نحو منزلقات العنف والإرهاب وتدمير الأوطان والمجتمعات!

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية