الإخوان المسلمون: صفقات سياسية ومزايدات وتأسيس قاعدة جديدة في ماليزيا

الإخوان المسلمون: صفقات سياسية ومزايدات وتأسيس قاعدة جديدة في ماليزيا


10/12/2020

نجح الإخوان المسلمون في العراق في تفادي إدراجهم على قوائم الإرهاب، بفضل علاقاتهم القوية مع الميليشيات الإيرانية، بينما واصل فرع التنظيم في لبنان التحالف مع التنظيمات الأصولية الإرهابية في مخيم عين الحلوة، في حين أحال التنظيم في الأردن والكويت تعثره الانتخابي على طبيعة القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، بينما واصل إخوان البحرين اللعب على كافة التناقضات السياسية، في حين أصبح التمدد السياسي للإخوان في ماليزيا يهدد بتفجير صراع طائفي، ربما يكون مستغرباً على طبيعة الإسلام الآسيوي المتسامحة.

تفاصيل الصفقة السياسية بين إخوان العراق والأذرع الإيرانية

واصلت تقارير صحافية عراقية، الحديث عن صفقة سياسية أبرمتها الجماعة في العراق مع النظام السياسي، رفض بمقتضاها جهاز الأمن الوطني العراقي، اعتبار الإخوان المسلمين حركة أو منظمة إرهابية في العراق، في مقابل قيام الجماعة باحتواء الغضب الشعبي لدى المسلمين السنّة، ومنعهم من المشاركة في الحراك الشعبي الرافض للفساد، والتدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي، حيث إنّ الجماعة بدأت منذ فترة في تعميم أوامرها لعناصرها، بعدم المشاركة في أيّ تظاهرات ضد النظام.

جدير بالذكر أنّ، رشيد العزاوي، الأمين العام الحالي للحزب الإسلامي العراقي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، تربطه علاقات وطيدة بالقيادات الإيرانية، وكذلك مجموعة من قيادات الجماعة في العراق، وعلى رأسهم؛ رئيس الوقف السنّي، عبد اللطيف هميّم، وخطيب جامع أم الطبول، مهدي الصميدعي، ما يكشف عن الطبيعة الانتهازية للجماعة، القادرة على القيام بأيّ دور وظيفي، لصالح أيّ تيار أو دولة، في مقابل البقاء.

 

نجح الإخوان المسلمون في تفادي إدراجهم على قوائم الإرهاب في العراق بفضل علاقاتهم القوية مع الميليشيات الإيرانية

وفي سياق مساعي الهيمنة على المجتمع السنّي في العراق، نشطت جماعة الإخوان المسلمين، في توزيع المبالغ المالية والسلال الغذائية، على الأحياء الفقيرة، تحت ستار أنشطة جمعية الشبان المسلمين في بغداد، التابعة للتنظيم، وذلك وسط دعاية سياسية، نجح من خلالها التنظيم، وسط تجاهل أمني، في بسط مزيد من الهيمنة على المناطق الفقيرة في البلاد.

لبنان: المزيد من المزايدة والتحالف مع الإرهاب

شن عزّام الأيوبي، الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، التابعة للإخوان المسلمين، هجوماً على دولة الإمارات العربية المتحدة، في مزايدة معتادة من جماعة وضعت نفسها في خدمة المحور القطري التركي، باعتراف الأيوبي نفسه الذي قال: "نتقاطع مع تركيا وقطر بكثير من القضايا والملفات"، قبل أنّ يزايد قائلاً: "الإمارات تعادي الإخوان، كجزء من المنظومة الإسرائيلية، ولأنّ الإخوان يشكلون خطراً على كيان الاحتلال الاسرائيلي". ولا ندري أيّ خطر تشكله أو شكلته الجماعة على إسرائيل؟ وهي التي تتماهى باستمرار مع أدوارها الوظيفية في خدمة السياسة الأمريكية في المنطقة، وعلى رأسها الحفاظ على أمن إسرائيل.

في سياق آخر، التقى المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب، بسام حمود، القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة، بحضور عدد من قيادات عصبة الأنصار الإسلامية، المصنفة على قوائم الإرهاب من قبل الأمم المتحدة، حيث سبق للعصبة القيام بعدة أعمال إرهابية في لبنان، كما أعلنت من قبل دعمها لتنظيم القاعدة في العراق، ويتزعمها الهارب، أحمد عبد الكريم السعدي، الصادر بحقة حكم بالإعدام، بتهمة اغتيال الشيخ نزار الحلبي، وكذلك التقى، حمود، قيادات الحركة الإسلامية المجاهدة وحركتي حماس والجهاد. وتتكشف من خلال تلك الاجتماعات الروابط الخفية بين الإخوان المسلمين، والتنظيمات الجهادية على اختلاف مشاربها، والتي تتخذ من مخيم عين الحلوة قاعدة استراتيجية لها.

محاولات تبرير الفشل الانتخابي لإخوان الأردن والكويت

بعد النتائج المخيبة للآمال في انتخابات مجلس النواب الأردني، حاول مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان، التغطية على خسائره، بالدعوة إلى ضرورة الإصلاح السياسي، وتعديل قانون الانتخابات، الذي تسبب، بحسب ادعاء المجلس، "في تراجع كبير للحياة السياسية والحزبية"، ما فاقم، بحسب زعمه، من حجم التجاوزات التي شهدتها العملية الانتخابية مؤخراً، وذلك في مسعى مكشوف لتبرير الهزيمة السياسية، بالإحالة على أسباب وعوامل خارجية.

حاول الإخوان التغطية على خسائرهم في الانتخابات النيابية الأردنية والكويتية بمهاجمة قانونها وإجراءاتها

كما ادعى رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، عبد المحسن العزام، في كلمته التي ناقش فيها تقرير الانتخابات، أنّ ما شهدته الانتخابات النيابية من تجاوزات، مسّت بسلامتها ونزاهتها، ما شكل، بحسب ادعائه، إحباطاً لدى قطاع واسع من الأردنيين، وهو تبرير يفتقد إلى الموضوعية، للتغطية على الهزيمة السياسية التي تعرض لها الحزب.

وعلى المنوال ذاته، هاجمت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الكويت، قانون الصوت الواحد الانتخابي، الذي وصفته بـ"سيئ الذكر"، واتهمته بأنّه حرمها من تحقيق الأغلبية في انتخابات مجلس الأمة.

الإخوان المسلمون في البحرين والظهور بأكثر من وجه

في مناورة سياسية مكشوفة، وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكّدت جمعية المنبر الوطني الإسلامي، الذراع الإخواني في البحرين، "على موقفها الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها التام للتطبيع بكافة أشكاله وصوره، ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى مواجهة ما وصفته بمحاولات إنهاء القضية".

 

يبدو أنّ ماليزيا المتسامحة على موعد مع انتشار التعصب مع  صعود الحزب الإسلامي الماليزي التابع لجماعة الإخوان

يذكر أنّ جمعية المنبر الوطني رفضت في 13 أيلول (سبتمبر) الماضي، التوقيع على بيان صدر من قبل 17 جمعية سياسية ومدنية في البحرين، للتنديد بالتطبيع مع إسرائيل! ما يعكس الطابع الانتهازي، وعدم وضوح المبادئ والقضايا السياسية التي يتشدق بها الإخوان، فالجماعة أرادت اللحاق بموجة تأييد القضية الفلسطينية، في اليوم العالمي للتضامن معها، حتى لا تتخلف عن الركب الدعائي، وفي نفس الوقت رفضت تسجيل أيّ موقف رسمي تجاه اتفاقية السلام مع إسرائيل.

ماليزيا قاعدة جديدة للتنظيم الدولي

يبدو أنّ ماليزيا التي عرفت بالتسامح الديني، على موعد مع انتشار التعصب، في ظل صعود الحزب الإسلامي الماليزي ( (PASالتابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث قامت حكومة ولاية كيدا (دار الأمان)، التابعة للحزب الإسلامي، بهدم معبد تابع للأقلية الهندوسية بالولاية، وادعى رئيس حكومة الإقليم، والنائب المفوض عن الحزب الإسلامي، محمد سنوسي مد نور، أنّ هناك عدة اعتداءات سياسية، على حكومة ولاية كيدا، بشأن قضية المعبد، التي وصفها بالملتوية، من زاوية حقائق تاريخ وجودها، مدعياً أنّ المعبد القديم هُدم من أجل توسعة طريق القطار، وتم منح الأقلية مكاناً آخر، لكنهم عادوا لبناء المعبد في الموقع الأصلي.

وهاجم سنوسي الصحافة التي وصفت الحزب الإسلامي بالتطرف الديني، مؤكداً أنّه سوف ينفذ القانون بشأن عشرات المعابد التي بنيت بدون ترخيص، كما شن هجوماً على الهندوس، متهماً إياهم بـ"ممارسة السكر والعربدة حول معابدهم"، قبل أن يتراجع عن تصريحاته، ويتهم الصحافة بتحريف كلماته.

اقرأ أيضاً: منظمات الإخوان الحقوقية: تقارير مشبوهة ومعلومات مضللة

وفي سياق التمدد الإخواني في ماليزيا، حذر الشيخ عبد الهادي أوانغ، زعيم الحزب الإسلامي الماليزي، ومبعوث رئيس الوزراء الماليزي الخاص إلى الشرق الأوسط، من تسييس فتاوى هيئة كبار العلماء السعودية، مدعياً في تصريحات خصّ بها "الجزيرة نت"، أنّ "بيان كبار العلماء السعودية لم يلتزم أدب الفتوى، وجانب الحقائق التاريخية والواقعية"، واصفاً معارضي الإخوان بساسة عرفوا "بقلة شرفهم ومروءتهم"! ما يعكس بجلاء طبيعة الدور الذي يلعبه الحزب الإسلامي الماليزي، في إطار التنظيم الدولي، بعدما تمكن من مفاصل الدولة، وبات يهدد بالقضاء على الطبيعة المتسامحة للإسلام في شرق آسيا، ويمهد لحاضنة سياسية للتنظيم الدولي، الذي بات مطارداً حول العالم.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية