الإخوان المسلمون: "جريمة" في مقر النهضة وتحريض في المغرب وتواطؤ في اليمن

الإخوان المسلمون: "جريمة" في مقر النهضة وتحريض في المغرب وتواطؤ في اليمن


20/12/2021

في تونس، طرح الحريق، الذي جرى بالمقر المركزي لحركة النهضة التونسيّة في مونبليزير، عدة تساؤلات حول مدى تورط الحركة في فبركة الحادث، للتغطية على انتحار أحد كوادرها، بعد أن تخلّت عنه الحركة، وتدهورت أحواله المعيشيّة. وفي المغرب تخلى حزب العدالة والتنمية (المصباح) الذراع الإخواني، عن كل معاني الحث على السلام، وحسن الجوار بين الأشقاء، وحقن دماء المسلمين، حيث حرّض أمينه العام، عبد الإله بنكيران، على قتال الجزائر. وفي اليمن استضافت إحدى القنوات الإخوانيّة، الضابط السابق، صالح وديع حداد، وهو أحد العناصر الإرهابيّة، التي وقفت خلف تفجيرات عدن، باعتباره ناشطاً مدنياً، ما يعكس دعم الجماعة للإرهاب، وتبنيها لخطط الحوثي، الذي يعمل حداد بتوجيهات منه.

علامات استفهام حول حريق المقر المركزي للنهضة

أسفر حادث الحريق، الذي جرى بالمقر المركزي لحركة النهضة التونسيّة في مونبليزير، عن سقوط ضحية، لكن الآلة الإعلاميّة الإخوانيّة لم تتمكن من التقاط طرف الخيط، من أجل التحريض، وتعبئة الرأي العام لصالحها، فبعد أن سارعت الحركة إلى إصدار بيان، أكدت فيه أنّ الحادث "نجم عنه وفاة أحد مناضلي الحركة"، كشف مقطع فيديو جرى تسريبه من مكان الحادث، وبثته قناة التاسعة الخاصّة، اللحظات الأولى لمقتل الضحية سامي السيفي، وفيه يقوم الأخير بإضرام النار في جسده، فيما يشبه الإقدام على الانتحار.

حركة النهضة تجاهلت التعليق على انتحار أحد أفرادها داخل مقرها الرئيسي، والذي قضى من قبل سنوات في السجن، بسبب الانخراط في أنشطتها، واتهمت النيابة العموميّة بالسعي نحو تشويه الحركة من خلال تسريب المقطع المصور، زاعمة أنّ "النيابة العموميّة قامت بحجز ذاكرة كاميرات المراقبة، بالمقر المركزي للحركة، ووضعها على ذمة البحث، وهي النسخة الوحيدة". كما طالبت الحركة بـــ"فتح تحقيق حول الغرض من تسريب مقطع فيديو مشمول بسرية البحث، وتتبع كل من يكشف عنه التحقيق"، مستنكرة في الوقت نفسه ما وصفته بــتواطؤ الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري بتونس (الهايكا)، بسبب عدم تدخلها لوقف هذا عرض المقطع، الذي يطرح عدة تساؤلات حول الحادث.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: بنية التنظيم تتجه نحو التفكك وبحث عن الخروج الآمن في تونس

من جهتها، وجهت سميرة السيفي، شقيقة الضحية، اتهاماً مباشراً لقيادات حركة النهضة، بالتسبب في مقتل شقيقها، حيث قالت: "أخي لم ينتحر، وهو ليس محتاجاً للأموال كما يدعي قياديو الحركة، بل ذهب لمقابلة راشد الغنوشي، بطلب من الغنوشي نفسه". وأضافت: "تم استدراج أخي للذهاب للمقر، سنحاكم حركة النهضة". كما أكّدت أنّ الحركة افتعلت حادثة حرق المقر للتغطية على جريمتها.

 

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون، أزمة دبلوماسية في أوروبا وتحركات في الولايات المتحدة وانتهازية في أستراليا

أمّا كريم عبدالسلام، الصديق المقرب من الضحية، وأحد أعضاء النهضة السابقين، فقد أكّد أنّ سامي السيفي "أحرقه القهر، قبل أن تحرقه النيران". وكشف أنّ الراحل كان يعمل في وظيفة مساعد استقبال بالمقر المركزي للحركة لسنوات، قبل أن يتم الاستغناء عنه منذ عام ونصف العام، ما أدى إلى تدهور أحواله المعيشيّة، بينما "الغنوشي وبقية قيادات الحركة، يجدون المليارات لإنفاقها في حفلات الزواج العرفي، والحملات الانتخابية، ولا يجدوها لسامي الصيفي، العضو البسيط بالحركة".

إخوان المغرب والتحريض على قتال الأشقاء

في تجسيد للانتهازية السياسيّة المفرطة، تخلى حزب العدالة والتنمية (المصباح) الذراع الإخواني في المغرب، عن كل مضامين حقن الدماء، والحث على السلام، وحسن الجوار بين الأشقاء، وهي أبرز مفردات الإسلام الذي يتشدقون به، حيث شنّ عبد الإله بنكيران، الأمين العام للمصباح هجوماً تحريضيّاً على الجزائر، وحمّل مسؤولية تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل، مؤكداً أنّ حزبه سيدافع عن الملك، في حال قيام حرب مع الجزائر.

ولم تتضمن كلمة بنكيران، في أول اجتماع للجنة الوطنية، بعد المؤتمر الاستثنائي لحزبه، أيّ دعوة للسلام وحقن دماء العرب والمسلمين، وإنّما ذهب تجاه التحريض، من أجل تحقيق أيّ شعبية بعد أن تهاوى حزبه، وأصبح على هامش المشهد السياسي، حيث قال إنّ "النظام الجزائري تحرش بالمغرب طيلة 40 عاماً كاملة، وظلم المغرب، ويستعمل أموال النفط والغاز لزعزعة استقراره"، وأضاف: "الجزائر تغلق حدودها مع المغرب، بسبب خوفها من حب الجزائريين للمغاربة".

شنّ عبد الإله بنكيران هجوماً تحريضيّاً على الجزائر وحمّل مسؤولية تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل

من جهة أخرى، حرص نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، عضو الائتلاف الحاكم، في خطابه بالمجلس الوطني لحزبه، على نفي الشائعات الإخوانيّة؛ بوجود خلاف عميق بين أطراف التشكيل الثلاثي للحكومة، مؤكّداً أنّ حكومة عزيز أخنوش، في انسجام تام بين مختلف مكوناتها.

 

اقرأ أيضاً: إخوان الجزائر يتلقون صفعة جديدة... ما أسباب الهزيمة التي لحقت بالجماعة في الانتخابات المحلية؟

كانت افتتاحية "العدالة والتنمية" قد زعمت أنّه أثناء التوقيع على ميثاق الأغلبية، "كانت تنعقد لجنة الاقتصاد والمالية بمجلس النواب؛ لمناقشة مشروع قانون المالية في قراءة ثانية، وكاد الاختلاف أن ينسف جلسة المناقشة، حيث هدد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، محمد لقجع، بالانسحاب في رد على نائب من الأغلبية نفسها، والذي شكك في تعديل قبلته الحكومة.. وكادت الأمور تنفلت إلى ما لا تحمد عقباه"، وتساءلت افتتاحية "العدالة والتنمية": "كيف ستجيبنا الأغلبية المحترمة عن هذه الواقعة؟ وأي ضمانات تحشدها لتلافي وقوع مثل هذا التنافر الحاد بين مكوناتها في مؤسسة دستورية من حجم البرلمان؟".

إخوان اليمن ومواصلة دعم الإرهاب

في تحدٍّ سافر لأجهزة الأمن اليمنية، استضافت إحدى القنوات الإخوانيّة، الضابط السابق، صالح وديع حداد، وهو أحد العناصر الإرهابيّة، التي وقفت خلف تفجيرات عدن، قبل أن يهرب إلى مناطق الحوثي، إثر ملاحقته أمنيّاً، وأفردت له مساحة كافية، باعتباره ناشطاً مدنياً! استخدمها في الهجوم على شرطة عدن، وممارسة خطابه التحريضي.

جدير بالذكر أنّ اللجنة الأمنية العليا في عدن، أكدت أنّ الإرهابي الهارب، يقود شبكة يمولها الحوثي، هي التي  دبرت هجوم مطار عدن، الذي أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 30 مدنياً.

من جهته، هاجم المحلل السياسي السوري، عمر رحمون، حزب الإصلاح، الذراع السياسي للإخوان في اليمن، واتهمه صراحة بممارسة الإرهاب، مشبهاً إياه بجبهة النصرة في سوريا، حيث قال في تغريدة على صفحته الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "أبواق إخوان اليمن وفضائياتهم تروج للإرهاب، وتدافع عن الإرهابيين، الذين وقفوا خلف التفجيرات التي ضربت العاصمة عدن". وأضاف: "هذا يؤكد أنّ فكر الإخوان منجم الإرهاب، سواء في سوريا، أو اليمن، أو غيرهم، ولا فرق بين جبهة النصرة في إدلب، وحزب الإصلاح في اليمن".

استضافت إحدى القنوات الإخوانيّة باليمن الضابط السابق صالح وديع حداد أحد العناصر الإرهابيّة التي وقفت خلف تفجيرات عدن

وعلى جانب آخر، تواصلت الاحتجاجات الشعبية ضد الإخوان، في عدة محافظات أبرزها شبوة وتعز وأبين، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وفشل سلطة الإخوان في إدارة المناطق الخاضعة لها، مع نفاد المخزون الاستراتيجي من الدواء والغذاء، مع تدهور العملة المحلية، وانتشار الفساد، في ظل تورط قيادات إخوانية بارزة في فضائح، تتعلق بالمتاجرة بالمواد الأساسيّة، والاستيلاء على الأراضي، خاصّة في شبوة، التي يطالب المتظاهرون فيها بعزل المحافظ الإخواني، محمد صالح بن عديو.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية