الإخوان المسلمون: استقواء بالخارج واستقالات وسياسة الأرض المحروقة

الإخوان المسلمون: استقواء بالخارج واستقالات وسياسة الأرض المحروقة


22/08/2021

في تونس، اتهم النائب عن حركة الشعب القومية، بدر الدين القمودي، حركة النهضة التونسيّة، بفتح الأبواب أمام التدخل الأجنبي، وتقويض استقلالية القرار التونسي. وفي المغرب، شهد حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع الإخواني الذي يقود الائتلاف الحاكم، موجة من الاستقالات الجماعية، شملت ـنحو 44 قيادياً وعضواً محليّاً بمدينة آسفي، وفي ليبيا يحاول الإخوان، عرقلة مسار التسوية، وتقويض العملية السياسية برمّتها، إن لزم الأمر، واستدعاء الراعي التركي، لتكريس الوجود المليشياوي، باتباع سياسة الأرض المحترقة.

إخوان تونس والاستقواء بالخارج

هاجم النائب عن حركة الشعب القومية، بدر الدين القمودي، حركة النهضة التونسيّة، في أعقاب الكشف عن استقواء الحركة بالولايات المتحدة ودول الغرب، للضغط على الرئيس قيس سعيّد، في محاولة يائسة للعودة إلى المشهد السياسي.

القمودي أوضح أنّ هناك "أكثر من إشارة تبين ذلك"، مضيفاً: "الإخوان لا يربطهم أيّ إحساس بالوطنية، وفقدوا علاقتهم بالوطن"، مشدداً على أنّ "هذه الأطراف تتطلع للتدخل الخارجي، والاستقواء به؛ من أجل إعادتها إلى سدة الحكم، أو فرض حلول لا تخدم مصلحة الشعب التونسي".

البرلماني التونسي أكّد في تصريحاته، أنّ جماعة الإخوان "صارت مجرد أدوات لقوى خارجية، لا يهمها غير مصالحها في الداخل والمنطقة".

من جانبه، حاول، علي العريض، نائب رئيس حركة النهضة التونسيّة، امتصاص ثورة الغضب الشعبي؛ عبر الاعتراف بأنّ الحركة "تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، عن تفاقم الأزمة السياسيّة التي تعرفها تونس".

وأضاف العريض، الذي شغل منصب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، نقلاً عن "الشرق الأوسط"، أنّ النهضة "تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، عن الفشل الحاصل في تونس". وأرجع ذلك إلى الرغبة في التمسك بالحكم، "وإبرام تحالفات سياسية بأيّ ثمن". لافتاً إلى أنّ الحزب كان بإمكانه "لعب دور المعارضة، في مواجهة أطراف الحكم، وكان بإمكانه أن يلعب من هذا الموقع، دوراً أكثر فائدة لحركة النهضة ولتونس برمتها".

 اتهم النائب بدر الدين القمودي حركة النهضة التونسيّة بالاستقواء بالولايات المتحدة ودول الغرب

إلا أنّ العريض، حاول تحميل الأطراف السياسية الأخرى، نصيباً من المسؤولية، زاعماً أنّ "المسؤولية جماعية، وبقيّة الأطراف السياسيّة والاجتماعيّة، تتحمل بدورها جزءاً من أسباب أزمة الحكم".

وعلى صعيد الانقسامات داخل حركة النهضة، أعلن رضوان المصمودي، القيادي بالحركة عن استقالته من المكتب السياسي، بداعي الرغبة في "التفرغ للدفاع عن الديمقراطية، بعيداً عن الصراعات والضغوط الحزبية، والتجاذبات السياسية".

تأتي استقالة المصمودي، بعد وقت وجيز من انسحاب مسؤول الإعلام في حركة النهضة، خليل البرعومي، من عضوية المكتب التنفيذي.

 الاستقالات تضرب حزب الإخوان في المغرب

قبل أيام من الانتخابات التشريعيّة، ضربت موجة من الاستقالات حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع الإخواني الذي يقود الائتلاف الحاكم، شملت ـنحو 44 قيادياً وعضواً محليّاً بمدينة آسفي.

الاستقالات شملت رئيس جماعة آسفي، ونوابه الأربعة، والكاتب المحلي، ومستشارون وقياديون بالاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي للعدالة والتنمية، بالإضافة إلى قيادات في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للإخوان.

حمى الاستقالات الجماعية، جاءت احتجاجاً على غياب الشفافية عن عملية تعيين وكلاء اللوائح الانتخابية، وافتقاد اللوائح الداخلية للنزاهة ومعايير العدالة.

في السياق نفسه، عبّر عدد كبير من أعضاء المصباح، عن رفضهم إعادة ترشيح بعض القيادات، في عدة دوائر، رغم فشلهم في تحقيق أيّ منجز سياسي، على الرغم من أنّ البعض منهم أمضى أكثر من دورة في المسؤولية، وهدّد بعض الأعضاء بمقاطعة عملية التصويت.

  قبل أيام من الانتخابات التشريعيّة ضربت موجة استقالات حزب (المصباح) الذراع الإخواني الذي يقود الائتلاف الحاكم بالمغرب

من جهتها، اعترضت مجموعة من المكاتب المحلية للحزب، على قرارات الأمانة العامة، وانتقدت التزكيات التي منحت لمرشحين تنقصهم الكفاءة، واعتبرت ذلك إجراءً فوقياً من قبل الأمانة العامة، ووصفته بالمستفز والشارد، الأمر الذي يدفع تجاه الانحدار التنظيمي.

وعلى صعيد الانتقادات الداخلية، وجهت القيادية في حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، نقداً حاداً إلى قيادات حزبها، واتهمت الأمانة العامة للمصباح بممارسة الإقصاء والتخوين، وطالبت القيادة الحزبية بالمزيد من التواضع والإنصات.

 ماء العينين، قالت إنّ "المعارضين  لقرارات القيادة، يتحرجون من توجيه الانتقاد لاختيارات قيادة الحزب، بسبب قرب موعد الانتخابات؛ حتى لا يُفهم من ذلك الرغبة في إضعاف الحزب، الذي أنهكته سياسياً، توجهات طالما حذّر منها ومن نتائجها عدد مقدر من المناضلات والمناضلين، الذين تمت مواجهتهم في أحيان كثيرة، بأساليب التضييق، والإقصاء، أو حتى التخوين".

 البرلمانية المحسوبة على جناح الأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران، استنكرت ما آلت إليه الأمور في المصباح، مؤكدة أنّ القيادة تصر على الإنكار، مطالبة بالتقاط الإشارة، والكف عن توزيع صكوك الغفران، بحسب تعبيرها.

ماء العينين، انتقدت إعلام الحزب، واتهمته بعدم النزاهة وافتقاد الموضوعية، متساءلة: "متى تنصت قيادة الحزب للنقد الداخلي، وتتعامل معه بتواضع، ورغبة حقيقية في المراجعة، وعدم التخوين"؟

من جهة أخرى، حاول القيادي عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة، تبرير اعتذاره عن خوض الانتخابات المقبلة، زاعماً رغبته في "التخفف التام من عمل المؤسسات المنتخبة، والتوجه إلى التفرغ السياسي التطوعي الكامل، من أجل العمل السياسي العام؛ التأطيري، والفكري، والبرامجي، والتعبوي". لافتاً إلى أنّ "الظروف المستجدة والموضوعية والذاتية، كانت حاضرة في حيثيات الاعتذار عن الترشح". بينما اتهمه البعض بالهرب من المركب التي توشك على الغرق.

إخوان ليبيا وسياسة الأرض المحروقة

ما تزال ميليشيات الإخوان في ليبيا، تحاول التشبث بالفرصة الأخيرة للبقاء، وتقويض العملية السياسية برمتها إن لزم الأمر، باستدعاء الراعي التركي، لتكريس الوجود المليشياوي.

وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية ليبية، عن قيام أنقرة بنشر وحدة رصد عسكرية، مدعومة بطائرات مراقبة، قرب الحدود الليبية التونسية، في خطوة استباقية قد تعرقل الانتخابات المقبلة، عن طريق دعم المليشيات، ومنع سحب سلاحها وتكفيكها.

   استمرت حالة الفوضى في جنوب غربي طرابلس في ظل الاشتباكات المتواصلة بين الميليشيات المسلحة في الزاوية وورشفانة

محللون أوضحوا لشبكة "سكاي نيوز"، أنّ تحركات أنقرة تأتي "لتقوية الميليشيات رداً على مساعي القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لتقوية الجيش، ورص صفوفه في اتجاه إنهاء الانقسام والفوضى، وفق ما اتضح في الاحتفالية، التي أقيمت في بنغازي، بمناسبة الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش، وحركة الترقيات والتكليفات الواسعة، التي صدرت لضباطه".

وفي انتهاج لسياسة الأرض المحروقة، استمرت حالة الفوضى في جنوب غربي طرابلس، في ظل الاشتباكات المتواصلة، بين الميليشيات المسلحة في الزاوية وورشفانة، والتي استخدم فيها قاذفات مضادة للدروع، خاصّة في منطقة البرناوي، وسط ضغط غير مسبوق على مصراتة، التي تشهد حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني.

الصراع بين الميليشيات ارتكز حول السيطرة على طرق تهريب الوقود، حيث تمكنت ميليشيات ورشفانة من توقيف سيارات التهريب التابعة لميليشيات الزاوية، عند الطريق الساحلي، فردت ميليشيات الزاوية بتفجير محل للمواد الغذائية، في بئر سردين، يملكه شقيق أحد قادة ميليشيات ورشفانة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية