الأكبر منذ 2011... الجفاف يهدد بمجاعة في القرن الأفريقي... هل من حلول؟

الأكبر منذ 2011... الجفاف يهدد بمجاعة في القرن الأفريقي... هل من حلول؟

الأكبر منذ 2011... الجفاف يهدد بمجاعة في القرن الأفريقي... هل من حلول؟


26/02/2023

يداهم خطر نقص الغذاء ملايين السكان في مناطق مختلفة من أفريقيا في مقدمتها منطقة القرن الأفريقي، خاصة مع استمرار موجة الجفاف القاسية التي تضرب البلاد في تلك المناطق على مدار الأشهر الماضية، وتنامي التحذيرات من احتمال تعرضها لمخاطر متفاقمة تتعلق بالأمن الغذائي واحتمالات تفشي الأمراض الوبائية المتعلقة بنقص المياه وسوء التغذية.

 آخر تلك التحذيرات كان التقرير الصادر عن مركز التنبؤات والتطبيقات المناخية الأفريقية، والذي أكد أنّ موجة الجفاف التي يشهدها القرن الأفريقي تخطّت تلك التي شهدتها المنطقة إبّان عام 2011 وأودت بحياة الآلاف.

 أمطار أقل من المعتاد

تقف التغييرات المناخية التي يشهدها العالم كلّه، وفي القلب منه القارة الأفريقية، وتزداد حدتها مؤخراً من توحش تأثيراتها، تقف كعامل محوري وراء أزمة الجوع التي تهدد الشعوب الأفريقية، إلى جانب أزمات تفشي الأوبئة والصراعات القبلية والموجات المتعاقبة للإرهاب.

 وفي تقريره الصادر نهاية الأسبوع الماضي توقع المركز التابع للهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" أن يشهد موسم الأمطار خلال الأشهر الـ (3) المقبلة تساقطات أقل من المعدل الطبيعي، مع ارتفاع درجات الحرارة.

 وتساهم الهطولات التي تهطل خلال موسم الأمطار بنسبة كبيرة تصل إلى 60% من إجمالي الهطولات المطرية خلال العام بأسره في منطقة القرن الأفريقي، التي تضم جيبوتي وإثيوبيا وإريتريا والصومال وأجزاء من كينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا، وأحياناً يشمل المصطلح بوروندي ورواندا وتنزانيا، وفق شبكة "سكاي نيوز عربية".

عدة دول إفريقية عانت تداعيات التغير المناخي

 وأشار التقرير الصادر عن المركز إلى أنّه "في بعض أجزاء إثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا، والتي تضررت مؤخراً بشدة من الجفاف، يمكن أن يكون هذا موسم الأمطار الجهيض السادس على التوالي".

 أكثر من مليون صومالي فروا من الجفاف

والأربعاء الماضي حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ حوالي (1.3) مليون صومالي، 80% منهم من النساء والأطفال، اضطروا لمغادرة ديارهم إلى مناطق أخرى هرباً من الجفاف خلال الأشهر الماضية.

 وأضاف أنّه إذا لم يكن الصومال قد بلغ مرحلة المجاعة بعد، فإنّ (8.3) ملايين صومالي؛ أي أكثر من نصف سكّان هذا البلد، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، وفق موقع "سويس إنفو".

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ حوالي (1.3) مليون صومالي، 80% منهم من النساء والأطفال، اضطروا لمغادرة ديارهم إلى مناطق أخرى هرباً من الجفاف خلال الأشهر الماضية

 

 ومن جهته، دعا ووركنيه غيبييهو، الأمين العام التنفيذي لإيغاد، إلى تعبئة دولية عاجلة لمواجهة هذا الجفاف المتفاقم "كي لا نشعر بالندم بعد فوات الأوان".

 دعم أممي لتجنب الكارثة

وكان غوتيريش قد أعلن منتصف الأسبوع الماضي عن أكبر تخصيص على الإطلاق من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ بمبلغ قدره (250) مليون دولار لمكافحة المجاعة ومعالجة حالات الطوارئ التي تعاني من نقص التمويل في (19) دولة، بما في ذلك (12) دولة أفريقية.

 كما تشمل الدول الـ (19) عدداً من الدول العربية؛ هي الصومال واليمن والسودان ولبنان، بحسب موقع "الأمم المتحدة".

ويضم العدد (8) دول يوجد بها (20) مليون شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، هذه الدول هي: أفغانستان وبوركينا فاسو وهايتي ومالي ونيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن.

 تداعي الأزمات بمنطقة القرن الأفريقي

يرى أستاذ الاقتصاد السياسي كريم العمدة أنّ أفريقيا تشهد جملة من الأزمات المتفاقمة على مدار الأعوام الماضية، أدت جميعها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة في مقدمتها نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، وأبرز تلك الأسباب يتعلق بالصراعات الدائرة في البلاد على مدار أعوام، وحالة الهشاشة الأمنية وما يرتبط بها من إرهاب، وأيضاً التدخلات الخارجية التي تستنزف موارد الدولة.

أعلنت الأمم المتحدة عن أكبر تخصيص على الإطلاق من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ بمبلغ قدره (250) مليون دولار لمكافحة المجاعة ومعالجة حالات الطوارئ التي تعاني من نقص التمويل في (19) دولة، بما في ذلك (12) دولة أفريقية

 

 ويشير العمدة في تصريح لـ "حفريات" إلى تداعيات الأزمة الأوكرانية أيضاً على القارة الأفريقية؛ حيث حرمت الحرب الدائرة في أوكرانيا، عدة مناطق أفريقية من الدعم الغذائي الذي تقدمه الأمم المتحدة نتيجة تعطل الموانئ الأوكرانية في نقل الحبوب لعدة أشهر، قبل السماح لها بالمرور ضمن اتفاق تم توقيعه بين الأمم المتحدة والسلطات الروسية والأوكرانية منتصف العام الماضي، إلا أنّه توقف لعدة مرات نتيجة المشاحنات السياسية والعسكرية بين موسكو وكييف.

 ويقول العمدة: إنّه بجانب أزمة الجفاف الناجمة عن التغيرات المناخية القاسية في تلك المناطق من القارة الأفريقية، أدت الصراعات القبلية والإرهاب أيضاً إلى تقليص مساحة الأراضي الزراعية بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، حيث تشهد مساحات واسعة من أفريقيا تخريباً متعمداً من جانب بعض الجماعات المسلحة مراراً؛ الأمر الذي أثر على الزراعة والمشروعات الصغيرة الأخرى المرتبطة بها مثل تربية الماشية.

 أيضاً تستنزف التدخلات الخارجية في منطقة أفريقيا، التي أًصبحت مساحة مفتوحة للصراعات بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة أخرى، تستنزف الجزء الأكبر من موارد القارة الأفريقية، وتؤثر سلباً على أيّ محاولات لاستثمار تلك الموارد لصالح السكان المحليين.

 هل من حلول؟

يرى العمدة أنّ الحلول لا بدّ أن تكون جذرية، بمعالجة بيئة الصراعات والتوتر، ودعم مشروعات التنمية المستدامة والبنية التحتية، والاستثمار طويل الأجل، إلى جانب تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على تحفيز طاقات الدول لدعم اقتصاد أقوى.

 وكانت مديرة المرصد الأفريقي للهجرة نميرة نجم قد طالبت الدول الصناعية المتسببة في زيادة الانبعاثات الحرارية التي أدت إلى تغيرات عنيفة في المناخ، بالوفاء بمسؤوليتها تجاه أفريقيا المنكوبة بالفيضانات والجفاف وتآكل السواحل، إن أرادت حفظ الأمن العالمي.

 وقالت نجم في كلمتها خلال ندوة "حركة الحدود: الجغرافيا السياسية للهجرة المناخية" حول تحديات المناخ في أفريقيا خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في ألمانيا، الإثنين الماضي: "إذا كان الشمال عازماً حقيقة على حلّ المشكلات التي ستؤدي إلى تهديدات أمنية، فعليه أن يتوجه بمشروعات تنمية حقيقية في الجنوب".

 وعددت مديرة المرصد الأفريقي للهجرة، وهي منصة بحثية مقرها المغرب، طرق الدعم والاستثمار اللازم تقديمهما لأفريقيا، ومنها خلق فرص عمل بمشروعات توائم التغيرات المناخية، والمساعدة في نشر تكنولوجيا التنبؤ بالأحوال المناخية حتى تتمكن الدول في القارة من وضع خطط تحدّ من الخسائر.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية