رغم الحراك الشعبي الإيراني ضدّ النظام السوري، ورفع شعار "اتركوا سوريا"؛ في الكثير من الاحتجاجات التي شهدتها إيران، إلا أنّ العلاقات الثنائية ما تزال تشهد تطوراً مستمراً؛ فبعد اتفاقيات اقتصادية بين الجانبين بمليارات الدولارات، ها هو الرئيس السوري يزور إيران، ويلتقي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، ونظيره حسن روحاني، في زيارة هي الأولى إلى أبرز داعميه، إيران، منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل نحو ثمانية أعوام.
رغم الحراك الذي يطالب بقطع العلاقات الإيرانية السورية إلا أنّها ما تزال تشهد تطوراً مستمراً
وأوردت حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أنّ الأسد أجرى "زيارة عمل إلى العاصمة الإيرانية طهران، تخللتها محادثات مع كلّ من خامنئي وروحاني".
وخلال لقائه خامنئي، أوردت الرئاسة؛ أنّ "الأسد شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادة وشعباً، على كلّ ما قدمته لسوريا خلال الحرب"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
واستعرض الأسد مع خامنئي "علاقات الأخوة الراسخة" بين الشعبين، التي شكّلت "العامل الرئيسي في صمود سوريا وإيران في وجه مخططات الدول المعادية، التي تسعى إلى إضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل"، وفق المصدر ذاته.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية للأسد: "إيران ترى أنّ مساعدة حكومة وشعب سوريا مساعدة لحركة المقاومة، وتفتخر بذلك من كلّ قلبها"، بحسب موقع خامنئي.
ونقل موقع الحكومة الإيرانية الرسمي عن روحاني قوله، أثناء لقائه الأسد: إنّ "جمهورية إيران الإسلامية ستقف، كما في السابق، إلى جانب شعب وحكومة سوريا".
وتأتي هذه الزيارة، وهي الأولى للأسد إلى طهران، منذ عام 2010، بعد أسابيع من توقيع البلدين اتفاق تعاون اقتصادي "طويل الأمد"، شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي.
الأسد خلال لقائه خامنئي شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادة وشعباً، على كلّ ما قدمته لسوريا
ومنذ بدء النزاع السوري، في منتصف آذار (مارس) 2011، قدّمت إيران دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق، وبادرت، عام 2011، إلى فتح خطّ ائتماني بلغت قيمته، حتى اليوم، 5,5 مليار دولار، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه.
ووقَّع البلدان، في آب (أغسطس) 2018، اتفاقية تعاون عسكرية تنصّ على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري، والصناعات الدفاعية، وذلك خلال زيارة أجراها وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، إلى سوريا.