
أعلنت حركة حماس اليوم اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج إسماعيل هنية، مؤكدة أنّ اغتيال هنية تصعيد خطير.
وقالت حماس في بيان: إنّها "تنعى إسماعيل هنية، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الحرس الثوري الإيراني تأكيد نبأ اغتيال إسماعيل هنية في طهران. وقال الحرس الثوري الإيراني: "ندرس أبعاد حادثة اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وسنعلن نتائج التحقيق لاحقاً".
وكانت وكالة (رويترز) قد نقلت خبر اغتيال إسماعيل هنية في إيران الساعة الثانية فجراً، وأفادت بأنّ مقتل هنية نتج عن استهداف مقر إقامته في طهران بصاروخ مباشر موجه نحو جسده.
من جهتها نقلت (العربية) عن مصادر تأكيدها اغتيال إسماعيل هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان باستهداف مقر إقامتهما بطهران.
وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان داخل البرلمان الإيراني.
اغتيال إسماعيل هنية في إيران نتج عن استهداف مقر إقامته في طهران بصاروخ مباشر موجه نحو جسده.
وقد استقبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية زياد النخالة، اللذين وصلا إلى طهران للمشاركة في حفل أداء الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان اليمين الدستورية، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وخلال اللقاء عرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أحدث المستجدّات الميدانية والسياسية في قطاع غزة والضفة الغربية، وقال: "يوم أمس كان اليوم الـ (300) لحرب غزة، والآن وصلنا إلى مرحلة حسّاسة وتاريخية، وينبغي على الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة أن يثبّتوا بسالتهم وانتصارهم"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية.
وقد التقى أمس الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان رئيس المكتب السياسي لحماس، وقال خلال اللقاء: إنّ "مقاومة الشعب الفلسطيني مصدر فخر واعتزاز وستنتهي بالنصر النهائي"، وأضاف أنّ "هدف تحریر فلسطين كان همّ الشعب الإيراني قبل وبعد انتصار الثورة الإسلامية"، حسب قوله، وفق ما نقلت (سي إن إن).
ورغم أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الوزراء عدم الإدلاء بأيّ تصريحات حول اغتيال هنية في طهران، إلا أنّ وزير التراث الإسرائيلي، المتطرف عميحاي إلياهو، خرج للتعليق قائلاً: "هذا هو الأسلوب الصحيح لتطهير العالم"، وقد جاء ذلك حسبما أفادت قناة (العربية) الإخبارية.
وأضاف إلياهو: "لا مكان بعد الآن لاتفاقيات الاستسلام الزائفة ولا للرحمة مع من يُحكم عليهم بالموت، مشيراً إلى أنّ "مقتل هنية يجعل العالم مكاناً أفضل قليلاً".
إسماعيل هنية هو سياسي فلسطيني، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة، سجنه الاحتلال الإسرائيلي عام 1989 (3) أعوام، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع عدد من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد عام 1992. يعيش في قطر، ولم يزر قطاع غزة منذ فترة طويلة.
قبل يوم من اغتيال إسماعيل هنية، استقبله المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الجديد بزشكيان.
انتُخب إسماعيل هنية (62) عاماً رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفاً لخالد مشعل، لكنّ اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ 2006 حين تولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس المفاجئ في الانتخابات البرلمانية.
وُلد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للّاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن فرّ والداه من منزلهما بالقرب ممّا يعرف الآن ببلدة عسقلان في الأراضي المحتلة خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
درس الأدب العربي في الجامعة الإسلامية بغزة، وانخرط في الحركة الإسلامية.
وبعد أن أطلق الاحتلال سراح أحمد ياسين من السجن عام 1997، تم تعيين هنية مساعداً له. وأدت العلاقة الوثيقة بين الرجلين إلى اكتساب هنية أهمية متزايدة داخل الحركة، وأصبح ممثل الجماعة لدى السلطة الفلسطينية.
وفي أيلول (سبتمبر) 2003 أصيب هنية وأحمد ياسين بجروح طفيفة في غارة جوية للاحتلال على مبنى سكني في مدينة غزة.
وغادر الرجلان المبنى قبل ثوانٍ من سقوط القنبلة، وبعد سماع صوت طائرة الاحتلال الإسرائيلي تقترب.
وبعد (6) أشهر فقط استشهد أحمد ياسين بنيران طائرات الهليكوبتر الحربية التابعة للاحتلال الإسرائيلي أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر.
واختير هنية لقيادة حملة حماس لانتخابات 15 كانون الثاني (يناير)، ليفوز مرشحو الحركة بـ (76) مقعداً من أصل (132) في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وبعد أن فشلت المفاوضات بشأن تشكيل ائتلاف مع حركة فتح الحاكمة السابقة وفصائل أخرى، اضطر هنية إلى تشكيل حكومة مكونة في المقام الأول من فريقه والعديد من التكنوقراط.
وفي عام 2018 صنفت الولايات المتحدة الزعيم السياسي لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية (هنية) على أنّه إرهابي، وفرضت عليه عقوبات.
وقالت وزارة الخارجية: إنّ هنية له "صلات وثيقة بالجناح العسكري لحماس"، وكان "مؤيداً للكفاح المسلح، بما في ذلك ضد المدنيين".
أمّا موقفه من عملية "طوفان الأقصى"، فإنّه فور إطلاق حماس للعملية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) ظهر هنية في فيديو بثّته وسائل إعلام برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة، فيما كان يتابع تقريراً عبر إحدى القنوات العربية لمقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وهم يستولون على آليات الاحتلال العسكرية، قبل أن يؤمّ "صلاة الشكر لله على هذا النصر".