استقالة شخص من العيار الثقيل تعصف بحركة طالبان... ما أسبابه؟

أفادت قناة (آمو) الأفغانية أنّ وزير المالية في حكومة حركة (طالبان) ملا هداية الله بدري قدّم استقالته من منصبه؛ بسبب خلافات مع زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده.

ونقلت القناة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، ويديرها صحفيون أفغان، عن مصدرين مطلعين قولهما: إنّ استقالة بدري تُعتبر مؤشراً واضحاً على الخلافات داخل الحركة، خاصة أنّه أحد أهم قادتها والمسؤول عن تمويلها.

قناة (آمو): وزير المالية في حكومة حركة (طالبان) ملا هداية الله بدري قدّم استقالته من منصبه؛ بسبب خلافات مع زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده

وأفادت بأنّ نائب المتحدث باسم (طالبان) بلال كريمي، والمتحدث باسم وزارة المالية أحمد والي حكمال، رفضا الرد على اتصالات القناة للتعليق على الاستقالة.

وهداية بدري، المعروف بين طالبان باسم غول آغا إسحاق زي، كان من المقربين إلى الملا محمد عمر، المؤسس الراحل لحركة طالبان.

وبحسب التقارير، فإنّ بدري، المنحدر من قندهار معقل الحركة، كان يسيطر على الموارد المالية لطالبان لأعوام عديدة، وكان مسؤولاً عن توفير المعدات العسكرية لمقاتليها، وأصبح أحد أقوى الشخصيات النافذة في صفوف الحركة.

وكان تقرير لوزارة المالية الأمريكية قد ذكر أنّ بدري كان مسؤولاً عن جباية الزكاة للانتحاريين وتمويل عائلاتهم في بلوشستان بباكستان عام 2005.

وفي عام 2009 قالت وزارة المالية الأمريكية في رسالة إخبارية: إنّها أضافت (3) أعضاء من جماعة طالبان إلى قائمة العقوبات الخاصة بها، وهم نصير الدين حقاني و(هداية الله بدري) وأمير عبد الله.  

هداية بدري أقوى الشخصيات النافذة في صفوف الحركة، وكان يسيطر على الموارد المالية لطالبان لأعوام عديدة، وكان مسؤولاً عن توفير المعدات العسكرية لمقاتليها

وحول سيل الاستقالات التي عصفت بالحركة، ففي 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 أعلن رئيس الأمن في ولاية بنجشير الواقعة في شمال أفغانستان (عبد الحميد خراساني) استقالته من المنصب الذي أوكلته إليه حركة طالبان، بعد فرض سيطرتها على مساحات واسعة من هذه الولاية.

وقال خراساني في مقطع فيديو له: إنّه "استقال من مهمته؛ بسبب بعض المشاكل الداخلية، لكنّه متمسك بالولاء لحركة طالبان، وسيواصل القتال ضد المعارضين للحركة في بنجشير".

وفي 10 آب (أغسطس) 2022 قامت حكومة حركة طالبان بعزل رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية باميان وسط أفغانستان (قاري نقيب الله بلال)، وتعيين بدلاً منه (عبد الرؤوف سيغاني).

ولم تكشف الحركة بعد أسباب هذه الإقالة، فيما رجح موقع صحيفة (إطلاعات) الأفغاني أن يكون السبب وجود نشاط لجماعة معارضة تطلق على نفسها (جبهة التحرير الوطني).

وفي 29 حزيران (يونيو) 2022 استقال القيادي في حركة طالبان (مولوي مهدي مجاهد) من صفوف الحركة؛ بذريعة اضطهاد شعب الهزارة كونه من هذه القومية.