استفحال الأزمة المائية في العراق.. ما خطط إنعاش بلاد الرافدين؟

استفحال الأزمة المائية في العراق.. ما خطط إنعاش بلاد الرافدين؟


10/05/2022

يعيش العراق قلقاً متزايداً جراء نقص المياه الحاد الذي تعاني منه البلاد، بسبب التغير المناخي، وتعديات دول الجوار على حصة العراق من المياه، وهو الأمر الذي يهدد بتدمير القطاع الزراعي، ويؤثر على نحو 41 مليون نسمة.

وطالب الرئيس العراقي برهم صالح أمس بتنظيم ملف المياه بين العراق ودول الجوار انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار ومراعاة المصالح المشتركة، بينما تواجه بلاده تراجعاً حاداً في منسوب المياه لديها بسبب سياسات مائية تركية وإيرانية أضرّت بحصصه من تدفقات المياه.  

وأكد الرئيس العراقي، خلال اجتماعه بوزير الموارد المائية مهدي رشيد، على "أنّ ملف المياه يجب أن يكون أولوية قصوى باعتباره أحد مرتكزات الأمن القومي العراقي"، داعياً إلى "ضرورة التواصل مع دول الجوار لتنظيم العلاقات المائية على مبادئ حسن الجوار ومراعاة المصالح المشتركة للجميع وعدم الإضرار بالعراق".

كما دعا إلى "ضرورة حماية المسطحات المائية وصيانة السدود ووضع خطط إستراتيجية تشترك فيها كل مؤسسات الدولة وبالتنسيق مع الخبرات الدولية في مجال مواجهة أزمات الجفاف والتصحر والتغير المناخي".

نهر دجلة

وشدد على "ضرورة أن يكون التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية في العراق والشروع في مبادرة إنعاش بلاد الرافدين".

الجفاف يضرب بلاد الرافدين

وشهد العراق مؤخراً، تراجعاً كبيراً في مناسيب نهري دجلة والفرات، خاصة في المحافظات الجنوبية، مما دفع بمنظمات حقوقية ونقابات إلى التحذير من آثار كبيرة على القطاع الزراعي واحتمال توقف بعض محطات مياه الشرب في تلك المحافظات، وفق ما أورده موقع "السومرية" العراقي.

وتفاعل ناشطون ومدونون عراقيون مع مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لشاب يعبر نهر دجلة راكضاً من دون أن تغمره المياه، ما يظهر الجفاف غير المسبوق الذي حصل في النهر.

 شدد الرئيس العراقي على ضرورة أن يكون التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية في العراق والشروع في مبادرة إنعاش بلاد الرافدين

كما ونشرت وكالة الأنباء العراقية أمس مجموعة من الصور وثقت مناسيب المياه في نهر دجلة، مشيرة إلى أنّ مناسيب المياه في النهر لم تصل لمرحلة الجفاف.

وأفادت بأنّ الكميات التي تتدفق نحو بغداد تصل إلى 400 متر مكعب في الثانية وهي كافية لتجنب الهدر واستثمار تدفقات المياه من دول المصب في دعم الخزين الاستراتيجي للصيف المقبل.

ويُعد العراق الغني بالنفط والغاز أحد 5 بلدان في العالم هي الأكثر تضرراً من تغير المناخ وعرضة للتصحر، وتعتبر المياه قضية رئيسية في هذا البلد شبه الصحراوي الذي يبلغ عدد سكانه 41 مليون نسمة.

وتتسبب التغيرات المناخية، جراء انحسار هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، في جفاف عدد من البحيرات أبرزها بحيرة ساوة في محافظة المثنى جنوبي العراق، وبحيرة حمرين في محافظة ديالى، وهور أبوزرك في محافظة الناصرية، والعين الزرقاء في واحة الرحالية في صحراء الأنبار.

وقد أصبحت حالات الجفاف والعواصف الرملية ودرجات الحرارة التي تتجاوز الـ 50 درجة مئوية شائعة بشكل متزايد في العراق.

تقليص الخطة الزراعية

واضطرت السلطات العراقية إلى تقليص معدلات الخطة الزراعية لمختلف المحاصيل إلى النصف، بسبب انخفاض مستويات الخزين المائي في البلاد وانحسار سقوط الأمطار خلال الأعوام الماضية.

اضطرت السلطات العراقية إلى تقليص معدلات الخطة الزراعية لمختلف المحاصيل إلى النصف

وأعلنت وزارة الزراعة العراقية، تخفيض الخطة الزراعية للموسم الصيفي إلى 50% عن العام الماضي جرّاء تراجع الخزين المائي بسبب استمرار قطع إيران للمياه.

وبحسب الوزارة؛ فإنّ الخطة الزراعية للموسم الصيفي شهدت انخفاضاً كبيراً في المساحات الصالحة للزراعة في عموم المحافظات العراقية؛ بسبب موجة الجفاف واعتداءات دول الجوار على حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات.

اعتداءات إيرانية وتركية

ويمثل نهرا الفرات ودجلة شريان الحياة للعراق، لكن المشاريع المائية التركية والإيرانية أدت إلى تراجع حصة العراق من النهرين.

وأفادت وزارة الموارد المائية العراقية، مطلع الشهر الحالي،  بقيام إيران بإنشاء سدود، أثرت كثيراً على الواردات المائية القادمة الى العراق، منتقدة عدم عقد أي اجتماع فني أو وزاري لمعالجة هذه المشاكل رغم وعود الجانب الايراني بالقدوم الى بغداد لحلها. 

تسبب التغيرات المناخية، جراء انحسار هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، في جفاف عدد من البحيرات أبرزها بحيرة ساوة في محافظة المثنى جنوبي العراق

وقال مدير عام المركز الوطني لادارة الموارد المائية في الوزارة حاتم حميد حسين، لشبكة رووداو الإعلامية إنه "وخلال السنتين الماضيتين بدأنا نلاحظ تغيّراً ملحوظاً بإيرادات نهر ديالى، بالإضافة إلى التغيّر المناخي في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية وشحة الايرادات المائية".

وأضاف حسين أنّ "إيران بدأت بإنشاء سدود أثرت على الإيرادات المائية إلى العراق، وقامت بإنشاء نفق يحول المياه من حوض ديالى إلى حوض الكرخة، ما أثر كثيراً على هذه الإيرادات".

وتداولت أنباء مؤخراً مفادها أنّ مشروع إيران (TWP) هو عبارة عن إقامة حاجز من 14 سداً إضافة إلى قنوات وأنفاق لقطع المياه عن العراق، والسعة التخزينية لهذه السدود 1.9 مليار متر مكعب، والأنفاق لتحويل مليار متر مكعب/السنة إلى داخل إيران، مما سيقلل مياه سد دربندخان بنسبة 77% ويحيل ديالى وجنوب السليمانية إلى صحراء.

وكان وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني قد اتهم الجانب الإيراني بقطع المياه عن الأراضي العراقية بشكل كامل وحرمان المجتمعات العراقية من الحصول على المياه.

ونقل موقع "يقين" العراقي عن الحمداني قوله: إنّ إيران قامت بتحويل مجاري الأنهار داخل أراضيها، وحرمت مجتمعات عراقية كاملة من الحصول على المياه.

 

رسمياً بحيرة حمرين تتحول الى صحراء قاحلة !.. سائق مركبة يسير وسط البحيرة وهو يتمنى ان تعود البحيرة لسابق عهدها ، ان تبحر الزوارق ويصاد بيها الصيادون السمك . وحسب تصريح لمدير ناحية السعدية: لا يوجد الآن شيء اسمه "بحيرة حمرين" وما تبقى من المياه في المحافظة هو نهر ديالى فقط. #شرق_العراق فديو متداول

Posted by ‎شرق العراق - East of Iraq‎ on Sunday, May 8, 2022

ووفق تقرير نشره موقع "أحوال" التركي، خاطبت الحكومة العراقية العام الماضي السلطات التركية حول مشروع جزرة التركي، محذّرة من أنّه سيضر بالتدفقات المائية للعراق، لكنها أوضحت في المقابل أنّ هناك عدة عوامل تسببت في شح المياه في بلاد الرافدين منها التغيرات المناخية وضعف الغطاء الثلجي وارتفاع درجات الحرارة.

وتقول وزارة الموارد المائية العراقية إنه "عادة ما تتأثر دول المصب مثل العراق أكثر من دول المنبع. لهذا نركز في هذه المرحلة على تقاسم الضرر وتقاسم الحصص المائية على الرغم من شحها، فيجب ألا تهمل حصص دول المصب في هذه الظروف".

يقع سد إليسو التركي على نهر دجلة وعلى بعد أقل من 70 كلم من الحدود العراقية وتبلغ سعته التخزينية 10.40 مليار متر مكعب وتبلغ قدرة محطته الكهرومائية حوالي 1200 ميغاوات

ولفتت الوزارة العراقية العام الماضي إلى ما تشكله السدود التركية من خطر على مخزونها من المياه، مشيرة إلى الافتتاح البروتوكولي لسد إليسو الذي جرى ملؤه عملياً في العام 2019 لكن وقتها كان العام وفيراً بشكل لم يؤثر ذلك كثيراً على حصص العراق المائية.

ويقع سد إليسو على نهر دجلة وعلى بعد أقل من 70 كلم من الحدود، وتبلغ سعته التخزينية 10.40 مليار متر مكعب وتبلغ قدرة محطته الكهرومائية حوالي 1200 ميغاوات.

وسد إليسو هو سد اصطناعي تركي ضخم أقيم على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا. وهو واحد من 22 سداً ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه، بينما يقع سد جزرة إلى جنوب إليسو بمسافة 35 كلم وعلى مسافة 4 كيلومترات شمال مدينة الجزرة قرب الحدود السورية.

مواضيع ذات صلة:

انخفاض مستوى نهري دجلة والفرات

تركيا تباشر تعبئة سد على نهر دجلة ما يثير قلق العراق



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية