استراتيجية إيران تربك الغرب: تريد حرباً أم لا؟

استراتيجية إيران تربك الغرب: تريد حرباً أم لا؟

استراتيجية إيران تربك الغرب: تريد حرباً أم لا؟


17/01/2024

زياد الأشقر

تستعرض إيران عضلاتها مع حرصها على تجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكن هذه الاستراتيجية الحذرة معرضة لسوء تقدير من جميع الأطراف.

وعلى رغم كل المخاوف من اندلاع قتال في الشرق الأوسط، يمكن أن يجر الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران إلى معركة مباشرة، فإن ميزة تسود هذا النزاع وهي اليقظة–في كل من طهران وواشنطن- من أجل تجنب وضع قواتهما في احتكاك مباشر.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية، إن لا أحد يعلم كم سيدوم ذلك، بحسب ما يقول دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون ومسؤولون آخرون.

لكن بعد 100 يوم من النزاع، فإن تقويم معظم اللاعبين الأساسيين، هو أن إيران قد دفعت بوكلائها للتسبب بإزعاجات للقوات الأمريكية وللضغط على إسرائيل والغرب في العراق وسوريا ولبنان وخطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، لكن من دون الذهاب بعيداً إلى حد إثارة تفجير أكبر.

اليورانيوم

ورغم أن إيران زادت إنتاجها من اليورانيوم بشكل جذري في الأسابيع الأخيرة- لتجدد المخاوف من أنها تسابق الوقت من أجل الحصول على رؤوس نووية عدة- لكنها حافظت بحذر على مستوى أقل من درجة التخصيب الضرورية للحصول على قنبلة.

وهذا هو الخط الأحمر الذي من الممكن أن يتسبب بعمل عسكري ضد منشآتها النووية الموجودة تحت الأرض.

وعندما قصفت إسرائيل ضاحية بيروت في 2 يناير(كانون الثاني) لقتل قائد في حماس، فإنها نفذت هجوماً دقيقاً- على عكس حملتها في غزة- من أجل تجنب مقاتلي حزب الله الموجودين على مقربة من الهدف.

وأتاح ذلك للمسؤولين الإسرائيليين التأكيد لحزب الله، أن ليس لهم مصلحة في تصعيد توجيه ضربات متبادلة على حدود جنوب لبنان.

وترى الصحيفة الأمريكية أنه مهما بلغت سعادة القادة الإيرانيين من تحريك الاضطرابات في الشرق الأوسط، فإن الحرب الشاملة ليست في مصلحة بلد زعيمه معتل الصحة وشوارعه كانت تغص بالمحتجين في السنوات الأخيرة.

وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق ريان كروكر إن أكثر ما تهتم له القيادة الإيرانية هو "استقرار النظام".

كما أن الولايات المتحدة حاولت أيضاً احتواء القتال.

لكن التاريخ زاخر بالجهود الفاشلة لإبقاء القوات الأمريكية خارج الصراعات التي تخطت نطاق السيطرة في النصف الآخر من العالم، كما اتضح من دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى عام 1917، والحرب العالمية الثانية عام 1941، وكوريا عام 1950، وفيتنام بشكل تدريجي في الستينيات، فالحوادث والاغتيالات وغرق السفن وأنظمة التوجيه التي تنحرف عن مسارها، يمكن أن تؤدي جميعها إلى تقويض الاستراتيجية الأكثر دقة، بحسب الصحيفة.

وسيلة ضغط

وفي المقابلات، يقول مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية إنهم لا يزالون عند تقويمهم، بأن إيران ليست مهتمة بحرب أوسع، وحتى وإن كانت تشجع العمليات الحوثية في البحر الأحمر، ويجادلون بأن كل ما يهدف إليه وكلاء إيران، هو إيجاد وسيلة للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة من دون إثارة حرب تريد إيران تجنبها.

ويضيفون أنه لا دليل مباشراً على أن القادة الإيرانيين البارزين، أعطوا الأوامر للحوثيين بشن هجمات على السفن في البحر الأحمر، لكن لا شك في أن إيران دعمت الممارسات الحوثية، والتقويمات الاستخباراتية تفيد بأن المسؤولين الإيرانيين يعتقدون أن تصعيد النزاع سيزيد التكاليف على الغرب- من دون المخاطرة بحرب أوسع، بحسب ما يقول مسؤولون أمريكيون.

ويعتقد كروكر أن خامنئي أكثر فاعلية مما كان سلفه أو مما كانه نظام الشاه السابق، في بسط النفوذ في أنحاء المنطقة.

لكنه أضاف أنه لا يزال لا يجد جواباً حول مدى السيطرة المباشرة لطهران.

وقال إن "المرء يتوقع أن القيادة والسيطرة هي أكبر على حزب الله أكثر مما هي على حماس"، لكنه استدرك أنه يفترض أن كل الوكلاء "على المستوى الاستراتيجي يتم توجيههم على الأقل من طهران".

وعندما أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 2020 فإن "رد إيران على اغتيال بطلهم القومي كان محسوباً جداً"، كما أكد  الخبير في سياسات الشرق الأوسط عدنان طباطبائي.

ومن بين كل الوكلاء، من الممكن أن يكون الحوثيون هم أكثر من يتمتع بحرية العمل بعيداً عن أنظار إيران، فهم لا يملكون جذوراً عميقة في طهران، كما هو حال حزب الله. كما أنهم أثبتوا أن لديهم القدرة على تعطيل التجارة العالمية.

ويقول دبلوماسيون في الشرق الأوسط إنهم يشعرون بالقلق من أن الحكومة الإسرائيلية المتشددة أقل اهتماماً بكثير حيال احتواء الصراع من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويعتقد البعض أنهم قد يرون قيمة في ضرب وكلاء إيران وجذب الولايات المتحدة بشكل مباشر أكثر إلى النزاع.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية