ارتفاع في معدل الوفيات والإصابات بكورونا.. هل يعود شبح الإغلاقات من جديد؟

ارتفاع في معدل الوفيات والإصابات بكورونا.. هل يعود شبح الإغلاقات من جديد؟


23/11/2021

بالتزامن مع الارتفاع الحاد في معدلات الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، تشهد عدة دول أوروبية احتجاجات وأعمال شغب منذ عدة أيام ضد قرارات حكوماتها فرض قيود جديدة لاحتواء تفشي الفيروس. 

ورغم التحذيرات من موجة جديدة لجائحة فيروس كورونا، اندلعت احتجاجات وأعمال شغب في دول أوروبية، منها النمسا التي عادت إلى فرض الإغلاق الكلي، فيما فرضت هولندا وبلجيكا الإغلاق الجزئي، وتشديد دول أخرى إجراءات مكافحة الموجة الوبائية الواسعة التي تضرب القارة الأوروبية .

اقرأ أيضاً: خسائرها أكبر من كورونا: تحذيرات طبية من جائحة عالمية جديدة... ما القصة؟

واندلعت منذ الجمعة مواجهات وصدامات عنيفة في النمسا وهولندا وبلجيكا، وفرنسا والدنمارك وكرواتيا، التي اشتعلت ساحاتها العامة وأزقة مدنها على وقع أعمال الشغب وحرق الإطارات والدراجات النارية، من قبل محتجين، حيث تحولت شوارعها لميادين مواجهة مفتوحة بينهم والقوى الأمنية.

مظاهرات وأعمال شغب

وفي النمسا التي فرضت الإغلاق التام منذ الإثنين الماضي، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن، حيث باتت المدن النمساوية كالمهجورة، مع إغلاق الأسواق والمطاعم والمقاهي، وقاعات الموسيقى ومراكز التجميل، باستثناء المدارس.

النمسا عادت إلى فرض الإغلاق الكلي

وبهذا تكون النمسا أول دولة أوروبية تعاود فرض الحجر المنزلي على سكانها، من بعد توفر اللقاحات المضادة للفيروس الفتاك للسكان، باستثناء حالات شراء الحاجيات الضرورية، وممارسة الرياضة وأخذ الرعاية الطبية، فضلاً عن الذهاب للعمل.

وتعتزم النمسا، كأول دولة أوروبية، فرض التطعيم الإجباري ضد كورونا المستجد مع بداية شهر شباط (فبراير) المقبل.

 دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، قبل أيام، محذرة من أن وتيرة انتقال عدوى كورونا في أوروبا "مقلقة جداً" في الوقت الحالي

وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، خرج عشرات الآلاف في مسيرة للاحتجاج على قيود فرضتها الحكومة لمواجهة زيادة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، تحولت إلى صدامات عنيفة مع المتظاهرين، حيث تم حبس العشرات من قبل الأجهزة الأمنية، وفق ما اورد موقع "بي بي سي".

وألقى بعض المتظاهرين الألعاب النارية على ضباط الشرطة الذين تدخلوا بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

ويعارض المتظاهرون بشكل أساسي استخدام "تصاريح كوفيد"، التي تمنع غير المطعمين من دخول أماكن مثل المطاعم والحانات.

يعارض المتظاهرون بشكل أساسي استخدام "تصاريح كوفيد"، التي تمنع غير المطعمين من دخول أماكن مثل المطاعم والحانات

كما شهدت مدن هولندية، مثل لاهاي وروتردام أعنف الصدامات، حيث تعتزم السلطات فرض سلسلة من التدابير الصحية التي تتعلق خصوصاً بقطاع المطاعم والحانات، والتي ينبغي أن تغلق أبوابها عند الـ 8 مساء، ومنع غير الملقحين من دخول بعض الأماكن العامة للحد من التدهور الوبائي.

وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب ألقى فيها المتظاهرون بالحجارة والألعاب النارية على رجال الشرطة التي ردت بـ"طلقات تحذيرية" ما أدى إلى إصابة كثيرين بجروح فيما اعتقل نحو مئة شخص في مختلف أنحاء البلاد.

ألقى بعض المتظاهرين الألعاب النارية على ضباط الشرطة الذين تدخلوا بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه

أما في كرواتيا، فقد تظاهر الآلاف في العاصمة زغرب تعبيراً عن غضبهم من إلزام موظفي القطاع العام بأخذ اللقاح، فيما احتشد بضعة آلاف من المتظاهرين في إيطاليا، رفضاً لشهادات إثبات اللقاح المطلوبة في أماكن العمل، ووسائل النقل العام ومواقع أخرى.

ذكرت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أنّ حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد حول العالم، ارتفعت إلى 258 مليوناً و268 ألفاً و778 حالة

ويسود القلق والتوجس لدى حكومات دول الاتحاد الأوروبي، من انزلاق الأمور نحو ما يشبه انتفاضة أوروبية عامة، ضد القيود على الحياة العامة، والتي تبدو بين خيارين أحلاهما مر، بين العمل على كبح جماح تدهور الواقع الوبائي، أو الإذعان لمطالب المحتجين برفع القيود المشددة لمكافحة الوباء.

منظمة الصحة تحذر

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد دقت ناقوس الخطر، قبل أيام، محذرة من أن وتيرة انتقال عدوى كورونا في أوروبا "مقلقة جداً" في الوقت الحالي، مما قد يؤدي إلى تسجيل نصف مليون حالة وفاة إضافية في القارة العجوز بحلول شباط (فبراير) المقبل.

تعتزم النمسا، كأول دولة أوروبية، فرض التطعيم الإجباري ضد كورونا المستجد مع بداية شهر شباط المقبل

وقال مدير المنظمة الإقليمي، الدكتور هانز كلوغ لـ "بي بي سي"، إنه ما لم يتم تشديد الإجراءات في جميع أنحاء أوروبا، قد تسجل نصف مليون حالة وفاة أخرى بحلول الربيع المقبل، مشيراً إلى أنّ السبب هو عدم رفع عدد حالات التطعيم بالشكل الكافي. وشهد معدل التطعيم تباطؤاً على صعيد أوروبا في الأشهر القليلة الماضية.

وأضاف قائلاً: "يجب أن نغير خططنا، من الاستجابة لارتفاع عدد الإصابات بكوفيد - 19، إلى منعها بالدرجة الأولى".

اقرأ أيضاً: تراجع في أسعار النفط عالمياً... ما علاقة كورونا؟

ويأتي كل ذلك وسط تحذيرات من أن فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، والذي سيفاقم الموجة الوبائية الحالية في أوروبا، لا سيما وأنّ احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، في حال عدم وضع ضوابط لها، ستسهم في انتشار واسع للمرض، وفق ما يحذر الخبراء الصحيون.

موجة جديدة

وتفرض العديد من الحكومات في جميع أنحاء أوروبا قيوداً جديدة، في محاولة للتصدي للعدوى المتزايدة، التي تشهدها الدول الأوربية مؤخراً، إذ تُسجل بلجيكا، على سبيل المثال، 13826 حالة جديدة في المتوسط كل يوم.

مدير المنظمة الإقليمي، الدكتور هانز كلوغ: ما لم يتم تشديد الإجراءات في جميع أنحاء أوروبا، قد تسجل نصف مليون حالة وفاة أخرى بحلول الربيع المقبل

وسبق وأعلنت ألمانيا عن تسجيلها أكثر من 50 ألف اصابة جديدة في غضون 24 ساعة، وفي فرنسا تم تسجيل نحو 20 ألف اصابة في يوم واحد.

وذكرت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية،  أنّ حصيلة الإصابات المؤكدة بـفيروس كورونا المستجد حول العالم، ارتفعت إلى 258 مليوناً و268 ألفاً و778 حالة.

وأوضحت الجامعة، في أحدث إحصائية نشرتها عبر موقعها الإلكتروني صباح اليوم الثلاثاء، أنّ إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم ارتفع إلى 5 ملايين و159 ألفاً و194 وفاة.

وأفادت بأنّ الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتي بلغت أكثر من 47.8 مليون إصابة، في حين تجاوزت حصيلة الهند 34.5 مليون إصابة لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بحوالي 22 مليون حالة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية