اتساع دائرة الاحتجاجات في إيران... هل فقد نظام خامنئي السيطرة؟

اتساع دائرة الاحتجاجات في إيران... هل فقد نظام خامنئي السيطرة؟


16/05/2022

اتسعت دائرة الاحتجاجات في إيران ضد النظام والحكومة لتشمل ما لا يقلّ عن (40) مدينة وبلدة في أنحاء إيران،  بما في ذلك أردبيل وخوزستان ولورستان وخراسان الرضوية، بالإضافة إلى بلدة كوتشان بالقرب من الحدود مع تركمانستان، ومدينة رشت الشمالية، ومدينة همدان غرب البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت أوردتها وكالة "رويترز" متظاهرين يحرقون صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وصورة رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، داعين إلى عودة نجل شاه إيران المخلوع رضا بهلوي.

وفق السياق، قالت قناة "إيران إنترناشيونال": إنّ محتجين في مدينة شهركرد التابعة لمحافظة جهارمحال وبختياري، جنوب غربي إيران، نزلوا إلى الشوارع، وهتفوا: "الموت للديكتاتور"، و"الموت لخامنئي"، و"الموت لرئيسي".

دائرة الاحتجاجات في إيران ضد النظام والحكومة تتسع لتشمل ما لا يقلّ عن (40) مدينة وبلدة في أنحاء إيران

وأكدت التقارير الواردة من داخل إيران أنّه عقب اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في مدينة شهركرد، جنوب غربي إيران أمس، تمّ قطع إنترنت الهواتف المحمولة وإنترنت المنازل بشكل كامل. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عملية إطلاق نار مباشر من قبل عناصر الأمن الإيرانيين على المتظاهرين.

وأظهرت التقارير والصور المنتشرة هيمنة الأجواء الأمنية المشددة في منطقة صادقية وسط العاصمة الإيرانية طهران، بالتزامن مع قيام المتظاهرين في شهركرد بتمزيق صورة المرشد الإيراني علي خامنئي في هذه المدينة.

وكانت تقارير قد أفادت بارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني التي تندلع هذه الأيام في مختلف المحافظات الإيرانية إلى (5) أشخاص على الأقل، واعتقلت القوات الأمنية في إيران مئات المواطنين بينهم عشرات الأطفال. وأضافت التقارير باستمرار تعطل الإنترنت في أكثر من (10) محافظات إيرانية عقب اندلاع هذه الاحتجاجات، وفق موقع "آوا تودي" الإيراني المعارض.  

متظاهرون أحرقوا صوراً لعلي خامنئي، وإبراهيم رئيسي، ودعوا إلى عودة نجل شاه إيران المخلوع رضا بهلوي

وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق نار ضد المحتجين في مدينة شهر كرد، من دون أن يصدر موقف رسمي من قبل السلطات الرسمية الإيرانية.

ومع استمرار التعتيم على الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني وتجاهلها في وسائل الإعلام الإيرانية، عقد مسؤولو وزارة الاستخبارات الإيرانية أمس اجتماعاً مع مسؤولي وسائل الإعلام لإبلاغهم بتعليمات جديدة حول التعتيم.

وحصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على تقارير تفيد بأنّ مسؤولي الاستخبارات الإيرانية عقدوا اجتماعاً حضره مسؤولو وسائل الإعلام الداخلية بقاعة فجر في مبنى "عراقي" بطهران، لتحديد القيود والسياسات الإعلامية حول إلغاء الدولار الحكومي، وكذلك قضية أحمد رضا جلالي، المواطن الإيراني- السويدي الذي حكمت عليه إيران بالإعدام.

مسؤولو الاستخبارات الإيرانية يبحثون مع مسؤولي وسائل الإعلام الداخلية القيود والسياسات الإعلامية للتعتيم على الاحتجاجات

هذا، وحذّرت وزارة المخابرات وسائل الإعلام المحلية من استخدام عبارات محددة، وإلا سيتم التعامل معها قضائياً.

وذكر التقرير أنّ وزارة المخابرات أبلغت وسائل الإعلام بحظر استخدام تعبيرات مثل "الجراحة الاقتصادية"، و"المعاملة العنيفة"، و"مواجهة المواطنين"، و"الاعتصام".

وردّاً على هذا التقرير، نفى مسؤول أمني لم يكشف عن اسمه في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) إصدار مثل هذه التعليمات.

وقد أصرّت الحكومة الإيرانية على المضي قدماً في خطة رفع الدعم الحكومي عن السلع، وأعلنت رسمياً أمس ارتفاع (4) سلع أساسية، في حين تجددت تجمعات المعلمين ضد تدهور الأوضاع المعيشية في عدة مدن إيرانية. 

وأفادت وكالة الأنباء إرنا أنّ أسعار الزيت والألبان والدجاج والبيض قد ارتفعت بناء على خطة "إصلاح نظام دفع المعونات" التي أقرتها الحكومة لوقف دعم الدولار لمستوردي السلع الغذائية، أو ما يعرف بـ"الدولار الحكومي" الذي أقرته الحكومة السابقة.

وكانت الحكومة قد بدأت الخطة بوقف الدعم عن أسعار الخبز والطحين، ممّا أدى إلى رفع أسعار الخبز إلى نحو (10) أضعاف، واختفت مادة المعكرونة من الأسواق.

الحكومة الإيرانية تصرّ على المضي قدماً في خطة رفع الدعم الحكومي عن السلع، وتعلن رسمياً ارتفاع (4) سلع أساسية

هذا، وعادت نقابات المعلمين إلى تنظيم تجمعاتها الاحتجاجية مجدداً، بعدما انتهت مهلة (5) أيام للإفراج عن المعلمين الموقوفين في تجمعات الأسبوع الماضي. 

وقالت "اللجنة التنسيقية لنقابات المعلمين" في بيان أوردته فرانس برس: إنّ قوات الأمن أوقفت عشرات المعلمين في أنحاء البلاد.

وأشارت بيانات الهيئة التنسيقية إلى تجمعات في مدن طهران، وشيراز، والأحواز، وأصفهان، وكرج، وسنندج، وأردبيل، ورشت، إضافة إلى عشرات المدن في المحافظات الإيرانية.

في طهران حاول المعلمون التجمهر أمام مقر البرلمان، وذكرت اللجنة عبر حسابها على شبكة تليغرام أنّ قوات مكافحة الشغب والشرطة والأجهزة الأمنية انتشرت في محيط مقر البرلمان بمنطقة بهارستان، وسط العاصمة، لمنع التجمعات.

ومنذ أشهر تشهد مدن إيرانية عدة تجمعات للمعلمين الذين يطالبون بالإسراع في تنفيذ إصلاحات مرتبطة بالأجور ورواتب التقاعد، وذلك في ظل صعوبات اقتصادية ومعيشية، تلقي المؤسسة الحاكمة اللوم فيها بشكل أساسي على العقوبات الأمريكية، فيما يشير المراقبون الإيرانيون إلى "سوء الإدارة"، وهي أحد محاور الخلافات الداخلية خلال الأعوام الأخيرة. وأصدر القضاء الشهر الماضي حكماً بالسجن (5) أعوام بحقّ المدرّس النقابي رسول بداقي، على خلفية التظاهر من دون ترخيص.

وأفاد حساب "بيت المعلمين الإيرانيين" على شبكة تليغرام أمس بأنّ "المجلس الأعلى للأمن القومي عقد اجتماعاً لضبط الاحتجاجات الشعبية"، ونقل عن مصادر مطلعة أنّ "قطع الإنترنت كان محور النقاش في الجلسة"، وأضاف: "من المحتمل أن تقطع خدمة الإنترنت خلال الأيام المقبلة".       

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في بعض المدن بسبب قرار الحكومة خفض الدعم؛ ممّا تسبب في ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 300% لمجموعة متنوعة من المواد الغذائية التي تعتمد على الدقيق.

ورفعت الحكومة الإيرانية أسعار بعض السلع الأساسية مثل زيت الطهي ومنتجات الألبان في البلد الذي يعيش ما يقرب من نصف سكانه البالغ عددهم (85) مليون نسمة تحت خط الفقر بحسب الأرقام الرسمية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية