إيلون ماسك على خطى ترامب للتخلص من "عمالقة السوشيال ميديا"

إيلون ماسك على خطى ترامب للتخلص من "عمالقة السوشيال ميديا"


30/03/2022

يتكاثر كل يوم المتبرمون من أداء منصات السوشيال ميديا، لجهة انحيازها وممارستها التضييق على حرية التعبير، ما دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أمس الثلاثاء، إلى "التفكير بجدية" إنشاء منصة جديدة، لوسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن انتقد أغنى شخص في العالم وصاحب شركات تيسلا وسبيس إكس، شركةَ تويتر في العديد من التغريدات في الأيام الأخيرة.

واستطلع ماسك آراء متابعيه لمعرفة ما إذا كانت الشبكة الاجتماعية تلتزم بمبادئ حرية التعبير، وقال إنه سيفكر بجدية في بناء منصة جديدة.

وقال ماسك إن "حرية التعبير ضرورية لديمقراطية فاعلة، مضيفاً "هل تعتقد أنّ تويتر يلتزم بدقة بهذا المبدأ؟". وفي الاستطلاع المصاحب للتغريدة صوت 70٪ من أكثر من 2 مليون مشارك بالرفض، بحسب قناة "الحرة".

اقرأ أيضاً: حروب "تويتر" الثقافيّة... من يحارب من؟

وإذا كان ماسك "يفكر بجدية" في الانقلاب على تويتر وأخواتها، فإنّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد عقد عزمه على إنشاء البديل، وأطلق قناته "تروث سوشيال" التي يأمل أنها ستنافس المنصات الأخرى التي منعته غير مرة من التعليق وحجبت حساباته، فيما اعتبر ترامب ذلك الإجراء تحيزاً غير مقبول.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقد عزمه على إنشاء البديل لتويتر

وحظر تويتر بعض المستخدمين من منصته. وفي أوائل العام الماضي، حُظر الحساب الشخصي لترامب على تويتر. وفي وقت سابق من هذا العام حظر تويتر بشكل دائم حساباً للنائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور غرين، قائلاً إنّ الحساب انتهك مراراً وتكراراً سياسة التضليل الخاصة بـ Covid-19 في تويتر.

"البروباغندا" والتضليل

في الجانب الآخر، هناك من يعتقد أنّ منصات السوشيال ميديا تمارس "تجاوزات" لها علاقة بـ"البروباغندا" والتضليل، فقد كشفت الحرب الدائرة في أوكرانيا عن قيام الغرب بوسائل إعلامه، بشيطنة روسيا. فمع استعار الحرب في أوكرانيا، تدور في الكواليس حرب على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تقل ضراوتها عن المعارك الدائرة على الأرض وفي السماء والبحر، بين الجيشين الروسي والأوكراني.

إذا كان ماسك "يفكر بجدية" في الانقلاب على تويتر وأخواتها، فإنّ ترامب قد عقد عزمه على إنشاء البديل، وأطلق "تروث سوشيال" التي يأمل أن تنافس المنصات الأخرى

وترافقت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بتصاعد نشر المعلومات المضللة على مواقع التواصل، والتي تنوعت بين الفيديوهات المفبركة، والروايات المزيفة، وتضليل الوقائع.

وتزامن ذلك التصعيد مع حملة إعلامية غربية غير مسبوقة ضد روسيا، سعت إلى شيطنتها، وتعبئة الرأي العام ضدها، وفق ما يقول الصحفي المتخصص بالتكنولوجيا والعلوم ناورز خليل.

اقرأ أيضاً: "تروث سوشيال": مشروع ترامب الفاشل لمحاربة تويتر

وتضمنت الكثير من الفيديوهات والمنشورات والتقارير التي اجتاحت "السوشيال ميديا" معلومات غير صحيحة، الغرض منها إظهار الوجه السيء لروسيا، وتصويرها على أنها لا تكترث بحياة المدنيين، وتواصل قصفها الوحشي المدمر، من أجل توجيه الرأي العام لصالح أوكرانيا.

تدور في الكواليس حرب على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تقل ضراوتها عن المعارك الدائرة على الأرض

ورداً على هذه الحملات، يردف خليل في مقال نشرته "سكاي نيوز عربية"، وجهت الهيئة المنظمة للاتصالات في روسيا، خطابات لمؤسسات إعلامية، واتهمتها بنشر معلومات غير صحيحة عن أحداث أوكرانيا، وخيّرتها بين حذف تلك المعلومات أو حظرها على الإنترنت.

انحيازات الإعلام الغربي

وشكا كثيرون من الانحيازات التي يمارسها الإعلام الغربي الذي يتهم بأنه قد كشف، خلال الحرب الروسية الأوكرانية، عن وجهه العنصري الذي تعبر عنه وسائل الإعلام الغربية، والمنصات الشهيرة، مثل يوتيوب وإنستغرام وتويتر وفيسبوك، وسواها.

وهددت روسيا، في وقت سابق، بحظر منصة يوتيوب كما فعلت مع إنستغرام، في حال عدم استجابة غوغل لمطلبها برفع الحظر المفروض على قنوات الإذاعة والتلفزة الروسية على منصتها.

اقرأ أيضاً: بعد حجب "فيسبوك" و"تويتر"... الروس يعتمدون على منصة "فكونتاكتي" للتواصل

وبات الوصول إلى تطبيق إنستغرام الذي تملكه شركة "ميتا" الأمريكية، متعذراً في روسيا التي تتهمه بنشر دعوات إلى العنف ضد الروس على خلفية النزاع في أوكرانيا.

قالت الهيئة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات في روسيا، مطلع الشهر الجاري، إنها حجبت فيسبوك رداً على ما قالت إنها قيود على الدخول إلى وسائل الإعلام الروسية على منصته.

وتتهم روسيا منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، بفرض رقابة توصف بالمشددة على المحتوى الذي يروج وجهة النظر الروسية، أو الأفكار المناوئة للغرب.

اقرأ أيضاً: حملة ممنهجة تستهدف السعودية عبر تويتر... ما القصة؟

ويرى الصحفي ناورز خليل أنّ تعامل "عمالقة السوشيال ميديا" مع الأزمة الأوكرانية، جسّد ازدواجية المعايير لدى هذه المواقع، والتي أوجدت روسيا بدائل لها مثل "فكونتاكتي"، تأكيداً منها على رفضها الخضوع للهيمنة الأمريكية على فضاء الإنترنت.

هددت روسيا بحظر منصة يوتيوب كما فعلت مع إنستغرام

لا يمكننا، في نظر خليل، إنكار دور "التضليل" على وسائل التواصل باعتباره جزءاً في أي صراع، إذ إنه يرمي لخلق حالة نفسية موجهة لرواد هذه المنصات وخصوصاً جيل الشباب، الأمر الذي يفسر الاستعانة حتى بألعاب الفيديو ومقاطع أفلام ومسلسلات، ودمجها بلقطات حقيقية، بحيث تتولد مشاهد باستطاعتها محاكاة الخيال المؤثر على هذه الفئة العمرية تحديداً.

وقائع وشواهد

ويرصد الصحفي وقائع على تحيز وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، فردّاً على الدور المضلل لوسائل التواصل، افتتح تقرير لوكالة "الأسوشيتد برس" بعبارة جاء فيها: "تفوق الرسائل والفيديوهات والصور التي يتم تبادلها عبر فيسبوك وتويتر وتلغرام، أعداد الضربات الجوية التي طالت أوكرانيا".

هناك من يعتقد أنّ منصات السوشيال ميديا تمارس "تجاوزات" لها علاقة بـ"البروباغندا" والتضليل، فقد كشفت الحرب الدائرة في أوكرانيا عن قيام الغرب بوسائل إعلامه، بشيطنة روسيا

إذاً تعددت الأسباب التي تدفع أصحاب الأجندات السياسية والاقتصادية الذين يملكون ملاءات مالية مليارية، إلى البحث عن بديل للمنصات التي تحجب، في نظرهم، حرية التعبير وتعتقل الآراء المخالفة، كما شكا إيلون ماسك، الذي اشتهر بتعليقاته على تويتر، حيث لديه ما يقرب من 80 مليون متابع، بحسب "وول ستريت جورنال"، وقد أثارت تعليقاته ضد تويتر تفاعلاً واسعاً. وامتنع تويتر عن التعليق على آراء ماسك، وتقول الشركة على موقعها الإلكتروني إنّ "الدفاع عن صوت المستخدم واحترامه" هو قيمة أساسية.

وبلغت ثروة ماسك الصافية 256 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرج للمليارديرات، وهو تصنيف يتم تحديثه يومياً لأغنى الناس في العالم.

"تروث سوشيال"

وفي إطار الصراع ضد "عمالقة السوشيال ميديا"، أطلقت شركة دونالد ترامب شبكة جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي تسمى "تروث سوشيال". وذكر ترامب في بيان أنه أنشأ هذه المنصة إضافة إلى مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا "للوقوف في وجه استبداد عمالقة التكنولوجيا". وتأتي هذه الخطوة بعد أن حُظرت حسابات ترامب على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب بتهمة تحريضه أنصاره على اقتحام الكابيتول، في محاولة لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز منافسه جو بايدن بالرئاسة.

بلغت ثروة ماسك الصافية 256 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرج للمليارديرات

واعتبر الرئيس الأمريكي السابق أنّ كبريات الشركات في وادي السيليكون "استخدمت سلطتها الأحادية لإسكات الأصوات المنشقة في أمريكا".

وقبل حظره، كان لدى ترامب ما يقرب من 89 مليون متابع على تويتر و35 مليوناً على فيسبوك و24 مليوناً على إنستغرام. ولطالما لجأ ترامب إلى تويتر للتواصل مع أنصاره، كما أنّ العديد من القرارات الأساسية التي اتخذها حين كان رئيساً، والإقالات والتعيينات التي أجراها، كان يكشف عنها عبر هذه المنصة، بحسب فرانس برس.

ترامب مدافعاً عن حرية التعبير

الذراع الإعلامية الجديدة للرئيس السابق، "مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا"، ستوفر أيضاً خدمة الفيديو عند الطلب مع برامج ترفيهية وتدوينات صوتية "لا صحووية".

اقرأ أيضاً: ترامب يصف تويتر بـ"الممل"

وعلى موقع، المنصة الجديدة، تصف "تروث سوشيال" نفسها بأنها "شركة ضخمة" للتواصل الاجتماعي، تشجع، التواصل المفتوح، الصادق، دون تفرقة بين الأعراق، أو تحيز ضد أفكار سياسية، أو أيديولوجية.

ويرغب ترامب في أن تكون المنصة الجديدة، داعمة لحرية التعبير، وتتفادى "سياسات الحظر" التي تمارسها منصات أخرى مثل تويتر، وفيسبوك.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية