إيران: لست أنا.. يداي فعلتا ذلك

التبرير البالغ السذاجة والمثيرللضحك بأعلى صوت، والذي ادّعاه النظام بعدم علاقته بما يقوم به وکلاؤه في بلدانالمنطقة، أشبه تماماً بمن يقول وهو يبرئ نفسه من جريمة ارتکبها بحق آخرين، بأنّ يدهمن فعلت ذلك وليس هو! بکلام غير عقلاني ومخالف للمنطق كهذا، يسعى النظام للعمل منأجل تبرئة نفسه من تبعية النشاطات الارهابية لوکلائه، وهو لعمري من أکثر الحججسخافة وسفاهة وسماجة!

لکن ماذا يعني هذا الزعمالماسخ والواهي؟ ولماذا يقوم النظام بإطلاقه في هذه المرحلة بالذات؟ إنّه إن عنى شيئاً،فإنّه يعني أنّ النظام وصل الى مرحلة صار لا يجد ما يمکن أن يغطي بها عريه، وأصبحوجهاً لوجه أمام الحقيقة والواقع. ولکن، لنتساءل معاً عن ماهية المرحلة التي تجبرالنظام على أن يصل به الأمر إلى حدّ إطلاق تصريح كهذا، أصبح نموذجاً للتهکّموالسخرية من جانب الأوساط السياسية والاعلامية؟

أهم ما يجب على کل من يتابعالشأن الإيراني أن يعرفه انّ النظام الإيراني يعتبر أمنه وإستقراره الداخلي خطه الأحمر،وحتى إنّ تصريحات قادته الذين أکّدوا أنّهم يقاتلون في شوارع بغداد ودمشق وبيروت کيلا يقاتلوا في شوارع طهران وکرمنشاه وغيرها! هذا الکلام يجب أخذه على محمل الجدّ،لأنّ الاوضاع الحالية في داخل إيران تستدعي ذلك الآن کذلك حقاً، لاسيما إذا ما أخذنا بالاعتبار والأهمية التعتيم الإعلامي غير العادي للنظام على الأوضاع في سائرأرجاء إيران، وسعيه دائماً من أجل إعطاء إنطباع بأنّ الأوضاع على أحسن ما يرام، وإنّ الشعب يقف خلف النظام، بل وحتى يجب ألاّ ننسى هنا کيف انّ النظام تلقف الحرب فيغزة وإعتبرها هبة من السماء من أجل إستخدامها کمهدئ للأوضاع الداخلية الملتهبة،خصوصا إذا ما علمنا بأنّ الرفض الشعبي الذي یجري ویتقوّی بعد الانتفاضات الثلاث الاخيرة، بات منظّماً وهناك معارضة رئيسية فعّالة هي منظّمة "مجاهدي خلق" يخشاها النظامکثيراً.

 وتکفي الإشارة إلی تصاعد عددالإعدامات في‌ إیران منذ اندلاع حرب غزة بوتيرة غیر مسبوقة عمّا کان قبلها – إذ کان عددها المعلن رسمیًا في‌ شهر أیلول (سبتمبر) 2023، 29 حالة، وبلغفي‌ شهر تشرين الاول (أکتوبر) 83 حالة وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 120 وفي كانون الاول (دیسمبر) 109 حالات... -  ولو قمنابمراجعة تأريخ التصريحات غير العقلانية والمخالفة للمنطق والواقع والمثيرة للسخرية البالغة، فإننا لا يمکن أبداً أن نجد تصريحاً هزيلاً وماسخاً، ولا يمکن أنيصدّقه حتى مبتدئ بالسياسة، کهذا التصريح!