إيران تنشىء "أمتها" في أمريكا اللاتينية

إيران تنشىء "أمتها" في أمريكا اللاتينية

إيران تنشىء "أمتها" في أمريكا اللاتينية


كاتب ومترجم جزائري
14/02/2023

ترجمة: مدني قصري

زاد النظام الإيراني من وجوده وعدد خلاياه الإرهابية في أمريكا اللاتينية. من هذا الملاذ يمثل النظام الإيراني أحد التهديدات الرئيسية لسلام وأمن الولايات المتحدة.

مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في إيران، تسعى شخصيات النظام للحصول على جوازات سفر ولجوء في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك فنزويلا، على أعتاب الولايات المتحدة.

ووفقاً لتقرير حديث، "صرّحت مصادر دبلوماسية غربية في إيران لِقناة إنترناشونال Iran International أنّ الجمهورية الإسلامية قد حصلت على تأكيدات بأنّ حليفها الفنزويلي سيقدّم اللجوء لمسؤولي النظام وعائلاتهم إذا ساء الوضع وأصبح تغيير النظام أمراً لا مفر منه. ... في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) سافر وفد من أربعة كبار مسؤولي النظام إلى فنزويلا للتأكد من أنّ كاراكاس ستمنح اللجوءَ لكبار مسؤولي النظام الإيراني وعائلاتهم في حالة وقوع "حادث مؤسف".

صرح  مصدر في مطار الإمام الخميني بطهران أنّ ثلاث رحلات جوية تغادر إيران في اليوم متّجهة إلى فنزويلا محمّلة بـ "بكمية كبيرة من البضائع".

ليست لوحات سفارة

"في الأصل اعتقدتُ أنا وزملائي أنهم موظفون في السفارة، لكننا لاحظنا أنّ لوحات ترخيصهم ليست لوحات سفارة. لا نعرف ماذا يشحنون، أو إذا غادروا البلاد بكل متعلِّقاتهم. لم يسمحوا لنا بالاقتراب. لقد لاحظنا في الأسابيع الأخيرة أنّ ثلاثاً إلى أربع رحلات تقلع كل يوم من طهران إلى فنزويلا".

استمرار الاحتجاجات الشعبية في إيران

تُعدّ دولُ أمريكا اللاتينية مواقع مميّزة ينشط فيها عملاء إيرانيون، لا سيما للعمليات التي تستهدف الولايات المتحدة. لقد كشف تقرير لـ CNN لعام 2017 ما يلي:

"أكدت وثيقةٌ استخباراتية سريّة حصلت عليها سي إن إن وجودَ صلة ما بين نائب الرئيس الفنزويلي الجديد طارق العيسمي و173 جواز سفر وبطاقات هوية فنزويلية مُنِحت لأشخاص في الشرق الأوسط، لا سيما أشخاص مرتبطون بجماعة حزب الله الإرهابية".

بينما تمارس إدارة بايدن سياسة استرضاء النظام الإيراني الذي تصفه وزارة الخارجية بأنه "أسوأ راعٍ للإرهاب في العالم" يقوم الملالي الإيرانيون بإنشاء "أمّتهم" في أمريكا اللاتينية

جوازات السفر هذه يمكن أن تستخدَم للسفر إلى أمريكا الشمالية أو أوروبا.

قال ناثان سيلز، المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية: "نشعر بقلق بالغ من أن يمنح مادورو اللجوء لعدد من الجماعات الإرهابية (...) بما في ذلك أنصار حزب الله والمتعاطفون معه".

تعود استراتيجية النظام الإيراني لتوسيع نفوذه ووجوده في أمريكا اللاتينية إلى منتصف الثمانينيات، حيث جعل المرشدُ الأعلى الراحل آية الله الخميني من إجبار الملالي على القيام بتصدير ثورتهم المتطرفة إلى دول أخرى مبدأً أساسياً. لقد قال الخميني نفسه:

"سنقوم بتصدير ثورتنا إلى جميع أنحاء العالم. سنقاتل حتى يُسمَع صدى "لا إله إلا الله" في جميع أنحاء العالم".

بل إنّ المهمة الرئيسية للنظام مدمَجة ضمن دستور إيران الحالي: "يوفر الدستور القاعدة الأساسية لاستمرار الثورة في إيران وخارجها. فمن خلال تطوير العلاقات الدولية على وجه الخصوص سيسعى الدستور مع حركات إسلامية وشعبية أخرى لتمهيد الطريق لتشكيل مجتمع عالمي وحيد".

أكدت وثيقةٌ استخباراتية سريّة وجودَ صلة ما بين نائب الرئيس الفنزويلي الجديد طارق العيسمي و173 جواز سفر وبطاقات هوية فنزويلية مُنِحت لأشخاص مرتبطين بجماعة حزب الله الإرهابية

لنشر دعايته الإسلامية أنشأ النظام الإيراني قناة Hispan TV، وهي قناة باللغة الإسبانية. في الوقت نفسه تكاثرت الخلايا الإرهابية الإيرانية في أمريكا اللاتينية. جامعة المصطفى العالمية ومنظمة حزب الله الإرهابية الإيرانية هما المحرّكان اللذان يقودان توسّع وجود الملالي وأيديولوجيتهم في المنطقة. ووفقاً لجمعية "متحدون ضد إيران النووية (UANI) فإنّ جامعة المصطفى الدولية مكلّفة بـ "تدريب الجيل القادم من رجال الدين الشيعة الأجانب ورجال الدين والمبشرين الذين يعملون لصالح إيران. ..".

رعايا مخلصون للثورة الإسلامية

"تضم المصطفى حالياً 40 ألف طالب أجنبي، نصفهم تقريباً يَدرُسون في وحدات جامعية في إيران. يتم اختيار العديد من خريجي المصطفى من قبل النظام الإيراني لإنشاء مراكز دينية وثقافية في بلدانهم الأصلية، حيث يمكنهم بعد ذلك تجنيد الطلاب وتحويلهم إلى رعايا مخلصين للثورة الإسلامية والذين سيعملون بعد ذلك ضمن السكان المحليين".

رجال إطفاء وعمال إنقاذ يسيرون عبر الأنقاض بعد هجوم على سفارة إسرائيل في بوينس آيرس، الأرجنتين، في 17 مارس 1992

وتضيف جمعية "متّحدون ضد إيران النووية (UANI) :"للمصطفى عدة فروع في دول أوروبية مثل الكلية الإسلامية في لندن. وقد أنشأ خريجو المصطفى مثل رجل الدين الإيطالي عباس دي بالما مراكز ثقافية إيرانية في بلدانهم الأصلية. مركز الإمام المهدي في روما واحد منها. كما أوفد المصطفى خريجين لبنانيين كمبشرين إلى أمريكا اللاتينية. هناك يسعون للتواصل مع مجتمعات المغتربين والتبشير لدى  السكان المحليين ".

في محاكمات تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992 وضد مركز الجالية اليهودية في عام  1994 أثبتت جميع الأدلة المقدَّمة في المحكمة مسؤولية طهران.

وبينما تمارس إدارة بايدن سياسة الاسترضاء المستمرة مع النظام الإيراني الذي تصفه وزارة الخارجية بأنه "أسوأ راعٍ للإرهاب في العالم" يقوم الملالي الإيرانيون بإنشاء "أمّتهم" (الأمة الموحدة) في أمريكا اللاتينية على أبواب الولايات المتحدة. لا شك أنّ تسلل النظام الإيراني إلى أمريكا اللاتينية - الخلايا الإرهابية، والحصول على جوازات سفر أمريكا اللاتينية، وصعود الأئمة المتنامي والنشطاء الذين تلقوا تدريباً إيرانياً في أمريكا اللاتينية، وتجنيد المتطرفين المطّرِد - يشكل تهديداً وجودياً محتملاً للولايات المتحدة.

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

fr.gatestoneinstitute.org



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية