
رغم غياب القوى الإقليمية والدولية عن الواقع المرير الذي يمر به ملايين اللاجئين السودانيين ، ودول الجوار؛ بسبب موجات النزوح إليها هرباً من الاقتتال، إلّا أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة كانت السباقة في دعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار التي ليس لها القدرة على التعاطي بمفردها مع هذه المشكلة الإنسانية في ظل ضعف مواردها، رغم الشائعات التي تروجها جهات معينة تهدف لإقصاء الإمارات، لفرض أجندتها على المجتمع السوداني واللاجئين باسم الإنسانية.
الإمارات منذ بداية الأزمة سيّرت جسراً جوياً وبحرياً نقل قرابة (2000) طن من المواد الطبية والغذائية والإغاثية المتنوعة إلى كل من بورتسودان في السودان لدعم المتضررين في الداخل، وإلى جمهورية تشاد لدعم اللاجئين ومساندة أبناء المجتمع المحلي.
ولم تتوقف أيادي الخير الإماراتية هنا، بل قامت بتشييد مستشفى ميداني في تشاد، وقدمت خدماتها العلاجية لنحو (2500) حالة من اللاجئين السودانيين والمواطنين التشاديين، كما تقوم بشكل شبه يومي بتوزيع الطرود الغذائية والإغاثية، دون الاكتراث بمواقف المجتمع الدولي العاجز أمام أزمة السودانيين، وصمت الدول الكبرى.
ورغم إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقديم مساعدات غذائية طارئة لأكثر من مليون شخص في السودان خلال الأسابيع الـ (6) الماضية، إلا أنّه تأثير بقي محدوداً على أرض الواقع، ممّا دفعها للتعليق بأنّ هناك من ينهب المساعدات الأممية.
هذا، وأكد المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان إدي روي، في تصريح صحفي سابق نُشر عبر موقعه الإلكتروني، أنّ نحو (17) ألف طن متري من المساعدات الغذائية نُهبت منذ بدء القتال في السودان.
وبما أنّ الأمم المتحدة تدرك تأثير دولة الإمارات على المشهد الإنساني في السودان، فقد أعرب أمينها العام أنطونيو غوتيريش، خلال اتصال أجراه مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل نحو أسبوعين، أعرب عن تقديره لإسهامات دولة الإمارات الفاعلة في تحقيق التقدم في القضايا الرئيسية ذات الأولوية الإقليمية والعالمية، حسبما نقلت وكالة (وام).
هذا، وأشاد مسؤولون وبرلمانيون سودانيون بمبادرات الإمارات الإنسانية والخيرية والعون الذي تقدمه المؤسسات الخيرية الإماراتية للسودان بوجه عام في ظل الحرب الدائرة في البلاد، لافتين إلى أنّ دولة الإمارات سباقة دائماً إلى تقديم العون والإغاثة، حسبما نقلت صحيفة (الاتحاد).
الإمارات كانت السباقة في دعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار التي ليست لها القدرة على التعاطي بمفردها مع هذه المشكلة الإنسانية
وبالتوازي مع جهودها الإنسانية، تبذل دولة الإمارات جهوداً سياسية ودبلوماسية على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد في السودان.
ومنذ اندلاع الأزمة قبل أكثر من (3) أشهر، بسبب اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، فإنّ الإمارات تسابق الزمن عبر اتصالات ومباحثات ووساطات ضمن حراك متسارع على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد في السودان والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
وجنباً إلى جنب مع جهودها الدبلوماسية والسياسية، تواصل دولة الإمارات دبلوماسيتها الإنسانية الهادفة لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، سواء من أهل السودان أو من الرعايا الأجانب المقيمين بها.
وبحسب استطلاع أجرته "حفريات"، فقد أكد العشرات من المواطنين داخل السودان، ومن اللاجئين في تشاد، أنّ دولة الإمارات هي أكثر الدول حضوراً على المستوى الإنساني، من حيث المساعدات الطبية والإغاثية التي قدمتها، سواء في الحرب الدائرة، أو حتى في الفيضانات والكوارث الطبيعية التي عصف بالبلاد سابقاً، وأنّ لمساعداتها الأثر الكبير في التخفيف من معاناة السودانيين.
ولفت المواطنون إلى أنّ بعض الدول أو جهات معينة، خاصة النظام البائد وجماعة الإخوان المسلمين، "تروج لشائعات حول أنّ للإمارات أهدافاً خفية في السودان، ويدركون أنّهم لن يستطيعوا مجاراة أيادي الخير الإماراتية، وبالتالي فإنّهم لن يستطيعوا حصد شعبية تعيدهم إلى المشهد السياسي في السودان".
جهود إنسانية على مختلف الأصعدة تجسد صورة مثالية لإمارات الخير، وتقدم نموذجاً متفرداً في الإغاثة الإنسانية كما يجب أن تكون، وتترجم مفهوم الأخوة الإنسانية على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية والصحية.
أنطونيو غوتيريش يعرب عن تقديره لإسهامات دولة الإمارات الفاعلة في تحقيق التقدم في القضايا الرئيسية ذات الأولوية الإقليمية والعالمية
وسبق أن أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنّ بلاده ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني.
وأكد أنّ دولة الإمارات "لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية، المنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية، والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات"، وهو ما يُطبق على أرض الواقع في السودان وفي دول الجوار.
مواضيع ذات صلة:
- قبيل موسم الأمطار... المستشفى الإماراتي للاجئين السودانيين بتشاد ينقذ الموقف
- الإمارات تساند الآلاف من السودانيين والتشاديين... هذا ما قدمته