إغلاق حقول وموانئ نفطية.. ما آخر تطورات المشهد الليبي؟

إغلاق حقول وموانئ نفطية.. ما آخر تطورات المشهد الليبي؟


18/04/2022

يستمر الغموض الذي يلف المشهد في ليبيا، وسط مخاوف من العودة إلى الانقسام والاقتتال جراء التجاذبات السياسية، فقد أعلن زعماء قبائل بوسط وجنوب ليبيا إغلاق حقول وموانئ نفطية وإيقاف إنتاج وتصدير النفط منها، لحين خروج حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية من المشهد في طرابلس، وتسليمها السلطة إلى الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا.

وأغلقت التجمعات العشائرية أمس حقل الشرارة النفطي، وهو الأكبر في ليبيا، بعد ساعات من إيقاف العمل بحقل الفيل النفطي، وتعليق صادرات النفط من ميناء الزويتينة والحقول التابعة له بشكل كامل، وفق ما أوردت صحيفة "بوابة الوسط".

قبائل بوسط وجنوب ليبيا يغلقون حقول وموانئ نفطية، ويوقفون إنتاج وتصدير النفط منها لحين مغادرة الدبيبة

وطالب المحتجون المناهضون لحكومة الدبيبة بضمان التوزيع العادل للموارد النفطية بشكل متساوٍ بين المناطق الليبية كافة، ودعم الجهات المختصة للوصول إلى الانتخابات المقبلة بعيداً عن "طمع" الحكومة التنفيذية في السلطة، داعين إلى إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، وتصحيح الوضع القانوني لمجلس إدارة المؤسسة بعيداً عن التجاذبات السياسية.

وجرّاء هذه الإغلاقات، من المتوقع أن تخسر ليبيا يومياً حوالي ثلث إنتاجها، وسوف يتكبد الاقتصاد الليبي خسائر يومية بقيمة تصل إلى (30) مليون دولار أمريكي.

وفي هذا السياق، حذّرت وزارة النفط الليبية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية من حرمان البلاد من "عوائد مجزية"، ودعت إلى إعلاء المصلحة الوطنية وعدم الاستجابة لأيّ طرف سياسي للزجّ بقطاع النفط في المعركة السياسية لتحقيق مكاسب.

هذا، وشهد المسرح الليبي تطوّرات لافتة خلال اليومين الأخيرين، إذ أُعلن عن قيام ميليشيات تابعة لمدينة نالوت بمنع قوات تابعة لمدينة الزنتان من الوصول لمعبر وزان على الحدود مع تونس لإفساح المجال أمام رئيس الحكومة الجديدة المنبثقة عن مجلس النواب فتحي باشاغا وتأمين دخوله إلى طرابلس.

ميليشيات تابعة لمدينة نالوت تمنع قوات من الوصول لمعبر وزان على الحدود مع تونس لتأمين دخول باشاغا إلى طرابلس

ووجّه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماع مع عميد بلدية نالوت، بضرورة العمل على استتباب الأمن في المنطقة الغربية، وعدم السماح بأيّ تحركات تهدف إلى زعزعته، وفق ما نشر المكتب الإعلامي للدبيبة عبر فيسبوك.

وفي السياق، التقى الدبيبة السفير التونسي في طرابلس، وأبلغه عدم ارتياح حكومته لنشاط منافسه باشاغا في تونس، مطالباً بضرورة منع باشاغا من عقد لقاءات في تونس ومنعه من التحرك نحو المعابر الحدودية، كما تمّ الاتفاق على تنسيق لقاء بين وزيري الداخلية الليبي والتونسي لتنظيم حركة العبور، وقد تحدثت الأنباء عن وجود مؤشرات تكشف عن برود في العلاقات بين تونس وحكومة الدبيبة، لا سيّما بعد ظهور أحد الإرهابيين المطلوبين للسلطات التونسية في مصراتة وهو يهدد باستهداف بلاده خلال الفترة المقبلة، وبعد إساءات الدبيبة الكثير لتونس والتونسيين.

تحرك عسكري واسع في العاصمة طرابلس وحولها وإغلاق مداخل للعاصمة بالسواتر الترابية

واتسعت دائرة المظاهر المسلحة في العاصمة طرابلس، ممّا جعل اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان تسارع للتحذير من مغبة جرّ البلاد إلى حرب أهلية جديدة وتعريض الوحدة الوطنية والاجتماعية والجغرافية لليبيا والأمن والسلم الاجتماعي للخطر.

وشهدت العاصمة تحركاً عسكرياً كبيراً خلال اليومين الماضيين، وأغلق عدد من بوابات العاصمة بالسواتر الترابية بشكل يُنبئ بقرب اشتعال القتال.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية