إعلان جماعة الإخوان إرهابية في باراغواي يقوض خطط التمكين في أمريكا اللاتينية

إعلان جماعة الإخوان إرهابية في باراغواي يقوض خطط التمكين في أمريكا اللاتينية

إعلان جماعة الإخوان إرهابية في باراغواي يقوض خطط التمكين في أمريكا اللاتينية


01/03/2023

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلاً عن تقرير لوزارة الخارجية، فإنّ باراغواي تكافح مجموعات إرهابية إسلامية تعمل داخل حدود الدولة وحولها، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة هذه الجماعات، فإنّ الثغرات الموجودة في الإطار السياسي المحلي جعلت العديد من سياسات مكافحة التطرف ومكافحة الإرهاب غير فعالة؛ ممّا دفع بعض النواب إلى ممارسة الضغط لملاحقة الجماعات الإرهابية في البلاد.

وتُعتبر منطقة المثلث الحدودي، التي تمتد عبر حدود باراغواي والبرازيل والأرجنتين، منطقة مركزة للنشاط الإرهابي في البلاد، وقام العديد من الجماعات الإرهابية الإسلامية، بما في ذلك حزب الله وحماس والقاعدة والإخوان، بأنشطة لجمع الأموال والتخطيط لهجمات بمساعدة الكارتلات وجماعات الجريمة المنظمة.

إعلان جماعة الإخوان إرهابية

في 23 شباط (فبراير) الجاري وافقت اللجنة الدائمة لكونغرس باراغواي على قرار قدمته السناتور ليليان سامانيغو، وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.

بالنسبة إلى المشرع الباراغواني، فإنّ الجماعة التي تأسّست في مصر عام 1928 "تقدم المساعدة الإيديولوجية لمن يلجأ إلى العنف، وتهدد الاستقرار والأمن، في كل من الشرق والغرب".

ويضيف القرار الذي قدمته سامانييغو أنّ "دولة باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية، التي تشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة، والتي قد تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".

عبد السلام القصاص: نصف الكرة الغربي كان مسرحاً مهماً للإخوان المسلمين

وسلّط القرار، الذي وافقت عليه اللجنة الدائمة لكونغرس باراغواي الضوء على أنّه "في حربها ضد الإرهاب، صنفت حكومة جمهورية باراغواي حزب الله، والقاعدة، وداعش، وحماس، منظمات إرهابية، وهذه الخطوة المهمة ستساعد في الحد من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات إرهابية وزعزعة استقرار الدول".  

يكاد يكون من المستحيل التمييز بين معاملات الإخوان المالية، وتلك المستمدة من أصول أعضائها

النائبة ليليان سامانييغو سلّطت الضوء على أنّ "عدة حكومات في المجتمع الدولي مثل: روسيا عام 2003، ومصر عام 2013، والمملكة العربية السعودية عام 2014، والإمارات العربية المتحدة عام 2014، والبحرين عام 2014، من بين آخرين، أعلنت أنّ تنظيم الإخوان المسلمين جماعة إرهابية".

غطاء إيديولوجي لجماعات العنف

وبحسب ما أورده مجلس النواب في بيان رسمي، فإنّ الوثيقة، في جوهرها، تستهدف تقييد عمل الجماعة في البلاد، بوصفها منظمة إرهابية تدعم أنشطتها الرئيسية أعمال العنف؛ لغرض وحيد هو إثارة حالة من الرعب بين عامة السكان".

السناتور ليليان سامانييغو التي صاغت الوثيقة قالت: إنّ الإخوان جماعة إرهابية، يحتوي خطابها الإيديولوجي على كلّ معطيات العنف والإرهاب، واعتبرتها المنبع الذي يأخذ منه كل من يلجؤون إلى العنف، ويهددون الاستقرار والأمن.

ليليان سامانييغو: الإخوان جماعة إرهابية يحتوي خطابها الإيديولوجي على كلّ معطيات العنف والإرهاب

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، خصّ "حفريات" بتصريحات أكد فيها أنّ الأذرع الإخوانية النشطة في أمريكا اللاتينية تلقّت ضربة قوية بهذا القرار، حيث عملت الجماعة منذ عقود مستغلة حالة السيولة الأمنية، ونشطت في أوساط الجاليات المسلمة من أجل الهيمنة والتمكين، وكانت خطتها الحالية هي تحويل أمريكا اللاتينية إلى ملاذ آمن للقيادات الهاربة من تركيا وأوروبا.

ولفت القصاص إلى أنّ نصف الكرة الغربي كان مسرحاً مهماً للإخوان المسلمين، حيث مارسوا التبشير والتجنيد، كما كانت أمريكا اللاتينية باباً خلفياً للنشاط المالي للجماعة التي استغلت انتشار الفساد، ووجود الحكومات الصديقة للإسلاميين، مثل تلك التي تنتمي إلى التحالف البوليفاري للأمريكتين، مجموعة (ألبا)، وكذلك استغلال شبكات الاتّجار غير المشروع، خاصّة المخدرات وغسيل الأموال، وعدم وجود قوانين مناسبة لمكافحة الإرهاب.

كل هذه المعطيات، بحسب القصاص، استغلها حزب الله اللبناني، الذي كان حاضراً ويعمل منذ الثمانينيات والتسعينيات، وقد وجدت عدة مجموعات أخرى مثل: الجماعة الإسلامية المصرية، والجهاد الإسلامي الفلسطينية، والقاعدة، ومؤخراً تنظيم داعش موطئ قدم لها في أمريكا اللاتينية.

النائبة ليليان سامانييغو

وتنشط جماعة الإخوان المسلمين في معظم بلدان أمريكا اللاتينية، وخاصّة المكسيك والبرازيل والأرجنتين وباراغواي. ويمكن القول إنّ جماعة الإخوان صنعت الأجواء الإيديولوجية التي فتحت الطريق أمام تنظيم داعش، الذي وجد عدداً كبيراً من المتعاطفين معه في أمريكا اللاتينية، لا سيّما في ترينيداد وتوباغو، حيث انضم بين عامي 2013 و 2016 حوالي (240) مواطناً إلى داعش في سوريا والعراق، وهو رقم كبير، في بلد يبلغ إجمالي عدد سكانه (1.3) مليون نسمة. ويؤكد الباحث المصري في العلوم السياسية أنّ باراغواي تشهد قلقاً متصاعداً، خاصّة مع انتشار التطرف الإسلاموي بين سكان الأحياء الفقيرة، حيث تستغل جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ فقر هؤلاء، واحتياجهم الشديد، من أجل الانتشار والتجنيد، وتجد الإيديولوجية المتطرفة والجهادية مجالاً لتحقيق الاختراق بسهولة، في ظل المؤسسات وتفاقم الفساد بسبب ارتفاع معدل الفقر.

شبكة مالية

قامت جماعة الإخوان بخلط أموالها مع أموال أعضائها لإخفاء استثماراتها في دول أمريكا اللاتينية، وبحسب مركز تريندز للبحوث، نقلاً عن دوغلاس فرح، الباحث في مركز التقييم الاستراتيجي والدولي في فرجينيا بالولايات المتحدة، يكاد يكون من المستحيل التمييز بين معاملات الإخوان المالية، وتلك المستمدة من أصول أعضائها. وعليه فإنّ المعلومات المتاحة للجمهور عن الشبكة المالية لجماعة الإخوان المسلمين، في باراغواي وسائر بلدان أمريكا اللاتينية، تشمل مقتنيات وفروعاً ومصارف وهمية، ومؤسسات مالية حقيقية، مقرها في باراغواي، وبنما، وجزر فيرجن البريطانية، والبرازيل، والأرجنتين، وغيرها. وبحسب فرح، فإنّ "العديد من هذه الكيانات مسجلة بأسماء أفراد؛ مثل: ندا ونصر الدين والقرضاوي، وغيرهم من قادة الإخوان".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية