إشارات إيجابية بين مصر وإيران... هل تعود العلاقات قريباً؟

إشارات إيجابية بين مصر وإيران... هل تعود العلاقات قريباً؟

إشارات إيجابية بين مصر وإيران... هل تعود العلاقات قريباً؟


01/06/2023

عكست تصريحات مسؤولين إيرانيين خلال الأيام الماضية إشارات إيجابية حول رغبة البلدين في عودة العلاقات الثنائية، في ضوء تفاهمات مشتركة يجري التباحث حولها في الوقت الراهن، بوساطة عُمانية، من المتوقع أن تشمل تطبيعاً سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً، وتلتزم القاهرة الصمت حتى اللحظة الراهنة حيال الأمر.

آخر تلك التصريحات جاءت على لسان المرشد الإيراني علي خامنئي الإثنين الماضي، حين قال: "إنّ بلاده ليست لديها مشكلة باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وذلك خلال لقاء مع سلطان عُمان هيثم بن طارق الذي عرض وساطة بين طهران والقاهرة، وأوضح، بحسب ما نقل عنه موقعه الرسمي: "نرحب ببيان سلطان عُمان حول رغبة مصر استئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، وليست لدينا مشكلة في هذا الصدد".

وتأتي التصريحات، عقب أسابيع من إعلان التطبيع بين الرياض وطهران، بعد قطيعة استمرت عدة أعوام، وتسعى إيران أيضاً لتحسين علاقاتها مع عدد من دول المنطقة في مقدمتها دول الخليج، التي شهدت فتوراً وتشاحناً مع طهران خلال الأعوام الماضية.

هل نشهد عودة قريبة للعلاقات؟

يرى الباحث السياسي المصري محمد حامد، مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنّ العلاقات بين البلدين تسير نحو عودة وشيكة، للمرة الأولى منذ عام 1979، ويصفها بأنّها ستكون من أهم الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الجاري 2023، ويسعى الطرفان لإقرار علاقات دبلوماسية كاملة، وعودة التعاون المشترك على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والتبادل التجاري، وأيضاً مجالات الثقافة والسياحة.

وحول مستوى العلاقات، يقول الباحث المصري: إنّها ستكون "شاملة وبلا سقف"، وستركز على تدشين استثمارات ضخمة متبادلة بين البلدين، في مجالات الاستثمار المباشر لرجال الأعمال، فضلاً عن تعزيز التبادل التجاري بشكل واسع.

المرشد الإيراني علي خامنئي قال الإثنين الماضي إنّ بلاده ليست لديها مشكلة باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر

ويوضح حامد أنّ كافة المعطيات الراهنة تشير إلى تقارب مزمع بين مصر وإيران، ورغبة في تجاوز الخلافات بين الدولتين، التي بدأت في العام 1979 مع قيام الثورة الإسلامية في طهران، ثم بلغت ذروتها في العام 1981، بعد اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات، وما تبعه من شماتة إيرانية كبيرة، وصلت إلى حدّ تسمية شارع كبير باسم قاتله، خالد الإسلامبولي.

كيف يؤثر التقارب على الملفات الإقليمية؟

تلعب كلٌّ من مصر وإيران دوراً محورياً في العديد من الملفات الإقليمية، على اختلاف الرؤى والأدوار بشكل شبه كامل، لذلك من المتوقع أن تنعكس التفاهمات الجارية بين البلدين على تلك الملفات بشكل مباشر، ويتوقع مراقبون أن تشهد انفراجة قريبة في ضوء التفاهمات المشتركة بين طهران والعواصم العربية.

وكان مصدر مصري مطلع قد قال لصحيفة "الشرق الأوسط": إن "بلاده تنظر إلى ملف تطوير علاقاتها بإيران من منظور يوازن بين رؤيتها لعلاقاتها الإقليمية ومصالحها الوطنية، وبين التزاماتها الجوهرية حيال أمن حلفائها الخليجيين وضرورة عدم التدخل في شؤونهم الداخلية".

ورفض المصدر، الذي طلب عدم نشر هويته، التعليق على ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية، من أنّه تم إجراء محادثة إيجابية قصيرة بين وزير الخارجية الإيراني والرئيس المصري، على هامش قمة "بغداد ـ 2"، مكتفياً بتأكيد ثوابت الموقف المصري إزاء الأمر.

محمد حامد: يسعى الطرفان إلى إقرار علاقات دبلوماسية كاملة، وعودة التعاون المشترك على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والتبادل التجاري، وأيضاً مجالات الثقافة والسياحة

وفي المقابل، أوضح متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في إفادة صحفية الإثنين الماضي، أنّ المحادثة كانت إيجابية، وتتضمن اهتماماً لمواصلة المحادثات"، لافتاً إلى أنّ السيسي وعبد اللهيان أجريا مناقشات ثنائية بخصوص القضايا القنصلية".

كما أشار إلى أنّ "الحكومة العراقية أبدت استعدادها للمساعدة في تشكيل حوار بين إيران ومصر، ونحن نرحب بهذه المبادرات الإيجابية".

وفي هذا الصدد، يقول حامد: إنّ التفاهمات بين مصر وإيران ستنعكس بشكل إيجابي على عدد من الملفات الإقليمية، في مقدمتها اليمن وسوريا ولبنان والعراق، كذلك منطقة باب المندب، خاصة أنّ مصر تشرف في الوقت الراهن على تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر بالتعاون مع القوى الدولية.

ويشير الباحث المصري إلى أهمية جملة التفاهمات بين إيران والدول العربية في الوقت الراهن، على تهدئة الأوضاع وتصفية الأزمات في الشرق الأوسط، خاصة أنّ طهران قد لعبت دوراً كبيراً في تعزيز مشكلات الإقليم، وتعميق حالة الصراع من خلال أذرعها داخل المنطقة.

عودة التمثيل الدبلوماسي قريباً

منتصف أيار (مايو) الجاري، نقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية عن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني فدا حسين مالكي قوله: "إنّه سيتم إعادة فتح سفارتي إيران ومصر في كلٍّ من القاهرة وطهران قريباً".

متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني:المحادثة كانت إيجابية، وتتضمن اهتماماً لمواصلة المحادثات

وتابع مالكي قائلاً: "من المهم للغاية إعادة العلاقات بين إيران ومصر، لأنّ مصر من أقدم الدول وأكثرها حضارة في المنطقة والعالم، لذلك فإنّ مكانة مصر عالية ومهمة للغاية مقارنة بالدول الأخرى، وحتى في الماضي كان الشعب المصري ينظر إلى الشعب الإيراني باحترام، وكذلك كانت نظرة الشعب الإيراني إلى نظيره المصري، وفي هذا السياق، فإنّ المفاوضات بين إيران ومصر مستمرة في العراق، وستستأنف العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب".

ماذا عن الموقف المصري؟

حتى الوقت الراهن تلتزم مصر الصمت حيال طبيعة التفاهمات، دون تأكيد أو نفي، ويصف الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية محمد عباس ناجي الموقف المصري بـ "المتأني"، الذي يتصف بعدم التعجل في إدارة العلاقات مع إيران.

البرلماني الإيراني فدا حسين مالكي: سيتم إعادة فتح سفارتي إيران ومصر في كلّ من القاهرة وطهران قريباً، ومن المهم للغاية إعادة العلاقات بين إيران ومصر، لأنّ مصر من أقدم الدول وأكثرها حضارة في المنطقة والعالم

ويقول ناجي، بحسب (إندبندنت): إنّ سلوك إيران لا بدّ أن يوضع في موضع الاختبار والتقييم بعد الاتفاق السعودي ـ الإيراني، لتقييم مدى استعداد طهران لتغيير سلوكها بالمنطقة، والمساهمة في حلّ الأزمات، مثل القضية اليمنية، التي وصفها بالاختبار الحقيقي للاتفاق الموقع في بكين.

وأضاف أنّ المطالب المصرية في رأيه لن تخرج عن المطالبة بعدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية، سواء المصرية أو الدول العربية، وأن تساعد في تحقيق الاستقرار بالمنطقة والتوقف عن دعم الميليشيات، إضافة إلى اتخاذ خطوات إيجابية في الملف الفلسطيني، مؤكداً أنّه كلما كان هناك تغيير إيجابي في الرؤية المصرية للسلوك الإيراني، ستتطور علاقات البلدين.

مواضيع ذات صلة:

التقارب السعودي الإيراني... هل تختلف حسابات خامنئي؟

بعد القمة العربية.. كيف تنظر إسرائيل لإيران؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية