إدانات واسعة لإعدامات الحوثيين... هل يسكت العالم على الجريمة الوحشية؟

إدانات واسعة لإعدامات الحوثيين... هل يسكت العالم على الجريمة الوحشية؟


20/09/2021

تتواصل الإدانات المحلية والدولية لليوم الثاني على التوالي رفضاً للإعدامات الوحشية التي نفذتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بحق 9 يمنيين.

ووصف مستشار الرئيس اليمني، عبدالملك المخلافي، تصفية الحوثيين لـ 9 مدنيين بمثابة "رسالة تحدٍّ تعيق عملية السلام"، وقال نائب الرئيس، علي محسن صالح: إنّ "الإعدامات الجماعية التي نفذتها الميليشيات الانقلابية الحوثية أمام الملأ بحق 9 مختطفين أبرياء من أبناء الحديدة أحدث مثال على دموية الجماعة وإرهابها".

مستشار الرئيس اليمني: تصفية الحوثيين لـ 9 مدنيين بمثابة رسالة تحدٍّ تعيق عملية السلام

 

واعتبر خلال لقائه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن، ديفيد جريسلي، أنّ إعدام الأشخاص الـ9 "يضع مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان بإدانة هذه الجرائم ورفضها بمختلف الطرق"، وفق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

من جهته وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أول من أمس إعدام الحوثيين لـ 9 مدنيين بعد محاكمة صورية بالجريمة المروعة.

وقال في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر: إنّ قيام ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بإعدام 9 مدنيين من محافظة الحديدة بينهم طفل، بعد أعوام من إخفائهم قسرياً وتعذيبهم بشكل وحشي ما أدى لوفاة أحدهم، وإخضاعهم لمحاكمة صورية حرموا فيها من أبسط حقوقهم، جريمة إرهابية تكشف بشاعتها ودمويتها وإجرامها واستهتارها بأرواح اليمنيين.

وأضاف: "نؤكد أنّ الجرائم والانتهاكات المروعة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وآخرها جريمة قتل 9 مدنيين بدم بارد، لن تسقط بالتقادم ولن تمر دون عقاب، وأنّ كافة المتورطين فيها من قيادات وعناصر الميليشيا سيقدّمون للمحاسبة في القريب العاجل".

بدورها، نفذت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين (غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق المحتجزين) وقفة احتجاجية في مدينة الحديدة استنكاراً لحادثة الإعدام.

وقالت الرابطة في بيان أصدرته عقب الوقفة: إنّ "تنفيذ حكم الإعدام جاء بعد انتزاع اعترافات من المتهمين وإقرارهم بها تحت التعذيب والضغط والإكراه، بلغ حد التهديد بإطلاق النار عليهم والحرمان من النوم لعدة أيام، والتعذيب بالحرق والكهرباء والضرب المبرح، وغيرها من أساليب التعذيب الوحشية".

 

علي محسن صالح: الإعدامات الجماعية التي نفذتها الميليشيات الانقلابية أمام الملأ أحدث مثال على دموية الجماعة وإرهابها

 

وحمّلت الرابطة جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن جريمة الإعدام، معتبرة الحادثة بأنها "ترقى إلى مصاف جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم".

من جانبها، قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات: إنّ إقدام الحوثيين على إعدام المدنيين الـ9 "بداية لارتكاب جرائم وإعدامات جماعية أخرى، ممّا يستوجب تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل"، وأضافت: "هؤلاء المدنيين خضعوا لمحاكمة صورية غير دستورية".

وفي الاتجاه نفسه، قالت هيئة مجلس النواب التابعة للحكومة الشرعية: إنّ جريمة إعدام المواطنين الـ9 يوم السبت على أيدي ميليشيا الحوثي "تُعد دليلاً قاطعاً على تسييس القضاء من قبل ميليشيات الحوثي واستخدامه لارتكاب جرائم ذات طابع سياسي"، وأضافت الهيئة في بيان لها: "هذه الجريمة فاجعة حقيقية تعكس انغماس ميليشيات الحوثي الانقلابية في التنكيل بالمجتمع واستخدام البسطاء من أبناء تهامة كباش فداء لتصفية حسابات داخلية للتغطية على الانقسامات القائمة فيما بينهم".

دولياً، دانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أمس إقدام جماعة الحوثيين على إعدام 9 يمنيين، على خلفية مزاعم بأنهم تورطوا في قتل مسؤول حوثي رفيع، في ضربة جوية قبل أكثر من 3 أعوام، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وفي وقت سابق، أفاد متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الأمين العام أنطونيو غوتيريش يأسف بشدة لقيام جماعة الحوثي أمس بإعدام 9 أشخاص بينهم قاصر.

وأشار المتحدث، ستيفان دوجاريك، في بيان إلى أنّ غوتيريش يدين بقوة الأفعال الحوثية التي قال إنها جاءت نتيجة "إجراءات قضائية لا يبدو أنها استوفت متطلبات المحاكمة العادلة".

 

الإرياني: جريمة قتل 9 مدنيين بدم بارد لن تسقط بالتقادم، ولن تمر دون عقاب، وسيقدّمون قيادات وعناصر الميليشيا للمحاسبة في القريب العاجل

 

وحث الأمين العام جميع الجهات الفاعلة على وقف العنف، ودعا الأطراف اليمنية إلى الانخراط مع الأمم المتحدة بحسن نية ودون شروط مسبقة لإحياء الحوار السياسي من أجل إيجاد تسوية سلمية للنزاع تلبي تطلعات الشعب اليمني ومطالبه المشروعة.

إلى ذلك، دانت السفارة الأمريكية في اليمن أمس الإعدام الوحشي لـ 9 يمنيين على يد الحوثي في صنعاء يوم السبت، ووصفته بالعمل "الشائن".

ونقلت السفارة عن القائمة بأعمال السفير كاثي ويستلي قولها في رسالة: إنّ سلطات الحوثيين أعدمتهم "بوحشية بعد محاكمة صورية وبعد أعوام من التعذيب والانتهاكات".

وأضافت ويستلي في الرسالة: "كان أحد الذين تم إعدامهم قاصراً، هذا العمل الشائن هو مثال آخر على عدم اكتراث الحوثيين بحقوق الإنسان الأساسية".

وأشارت إلى أنّ تنفيذ الإعدام يأتي بعد أيام فقط من هجوم الحوثيين على ميناء المخا التجاري، مؤكدة ضرورة وقف ما أطلقت عليه وصف "الهمجية".

بدورها، عبّرت بريطانيا عن إدانتها لعمليات الإعدام التي نفذتها ميليشيا الحوثي أول من أمس في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها، ووصفت هذه الإعدامات بالوحشية.

وقالت السفارة البريطانية لدى اليمن في صفحتها على موقع تويتر أمس: "تدين المملكة المتحدة الإعدام الوحشي من قبل الحوثيين لـ 9 أفراد"، مؤكدة أنّ أحد الذين تم إعدامهم "كان حدثاً".

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن السفير الفرنسي لدى اليمن "جان ماري" أمس إدانته لعمليات الإعدام التي نفذتها جماعة الحوثي، قائلاً إنها "ضد حقوق الإنسان".

وأضاف السفير: "مبدئياً فرنسا ضد عقوبة الإعدام، وندين الانتهاكات التي ارتكبت في صنعاء، وهي ضد حقوق الإنسان".

 

الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والبرلمان العربي يدينون إقدام جماعة الحوثيين على إعدام 9 يمنيين بتهم مزعومة

 

وتابع: "مع الأسف نرى هذه الأفعال في صنعاء، وفي الوقت نفسه هناك تصعيد عسكري من الحوثي في مأرب ومناطق يمنية أخرى، وضد السعودية...، كل ذلك تزامن مع بدء المبعوث الأممي الجديد مهمته في المنطقة".

من جهته، قال المركز الأمريكي للعدالة في بيان له: "نستنكر ما أقدمت عليه جماعة الحوثي من جريمة إعدام 9 من أبناء تهامة، بتهمة التخطيط والتعاون فيما عرف على مدى الأشهر الماضية بمسرحية محاكمة قتلة صالح الصماد".

وأشار إلى أنّ المحكمة الجزائية الخاضعة لجماعة الحوثي في الحديدة (غربي البلاد)، ومن خلال محاكمة غير قانونية وتفتقر لأدنى معايير العدالة، أصدرت في آب (أغسطس) العام الماضي حكماً بإعدام 62 متهماً في قضية مقتل "الصماد" من ضمنهم الـ9 الذين قامت بإعدامهم يوم السبت بعد تعذيبهم وإخفائهم قسرياً طيلة فترة اختطافهم وحتى إعدامهم".

ولفت المركز إلى أنّ أحد المتهمين الذين تم إعدامهم قاصر، "وقد توفي المتهم العاشر داخل السجن نتيجة التعذيب الوحشي والمعاملة السيئة التي تعرض لها هو وبقية رفاقه الـ9".

ودعا المركز الأمريكي للعدالة الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن إلى التحرك العاجل والضغط على الحوثيين "لإيقاف عقوبة الإعدام والمحاكمات الزائفة والجائرة وإلغاء كافة قرارات الإعدام الظالمة وإطلاق سراح كل المختطفين والمعتقلين تعسفياً من المدنيين السياسيين والصحفيين".

وفي السياق نفسه، دان البرلمان العربي استمرار ميليشيا الحوثي "في انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان بحق أبناء الشعب اليمني، خاصة ما يتعلق بأقدس وأسمى هذه الحقوق على الإطلاق وهو الحق في الحياة".

 

المركز الأمريكي للعدالة: أحد المتهمين الذين تم إعدامهم قاصر، وقد توفي المتهم العاشر داخل السجن نتيجة التعذيب الوحشي

 

وشدد البرلمان العربي على ضرورة التكاتف الدولي والعمل الجاد من أجل "ردع هذه الميليشيا الإرهابية التي لا تبالي بأي قوانين دولية"، محذراً من أنّ تقاعس المجتمع الدولي سيشجع هذه الميليشيا الانقلابية على "الاستمرار في أعمالها الإرهابية".

وكانت ميليشيا الحوثي قد أقدمت على إعدام 9 أشخاص بالرصاص السبت في صنعاء، بعد أن اتهمتهم بالتورط بمقتل رئيس مجلسها السياسي صالح الصماد.

 وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت بين اليمنيين على مواقع التواصل عناصر من ميليشيا الحوثي تفرغ الرصاص في رأس الموقوفين وهم ملقون على الأرض.

 وأفادت وسائل إعلام تابعة للميليشيات بأنّ "النيابة العامة نفّذت حكم القصاص بحق أعضاء الخلية المتورطين في اغتيال الصماد".

 يُذكر أنّ الصماد لقي حتفه في نيسان (أبريل) 2018 بغارة جوية في الحديدة، غرب اليمن، وكان القيادي الذي لقي حتفه مع 6 آخرين، من بين أبرز المسؤولين الذين قتلوا لدى الميليشيا منذ بداية انقلابهم على الشرعية في منتصف 2014.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية