
رغم أنّ الإخوان بتونس انتهوا سياسياً وشعبياً، إلا أنّ التنظيم ما يزال يحاول يائساً رص صفوفه من جديد، إذ أعلنت حركة النهضة الإخوانية الخميس تعيين القيادي العجمي الوريمي أميناً عاماً للحركة، وهو المنصب الذي ظل شاغراً منذ عام 2019، عقب استقالة زياد العذاري.
وفي خطوة يرى متابعون أنّها تعكس جهوداً لفكّ عزلتها السياسية، اختار مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة في الحزب، الوريمي عقب دورته الـ (72) للمصادقة على صلاحيات الأمين العام.
ويأتي تعيين العجمي الوريمي، عضو المكتب التنفيذي ونائب رئيس الحزب، في منصبه الجديد بينما يقبع الزعيم التاريخي لحركة النهضة راشد الغنوشي في السجن منذ نيسان (أبريل) الماضي، للتحقيق في عدة قضايا، إلى جانب القياديين البارزين، علي العريض رئيس الحكومة السابق، ونور الدين البحيري وزير العدل السابق.
يأتي تعيين العجمي الوريمي في منصبه الجديد بينما يقبع الزعيم التاريخي لحركة النهضة راشد الغنوشي في السجن منذ نيسان الماضي.
كما أودعت السلطات رئيس الحركة بالنيابة المنذر الونيسي السجن في أيلول (سبتمبر) الماضي، للتحقيق في تسريبات صوتية.
وتقول أوساط سياسية: إنّ تزكية النهضة للعجمي الوريمي في هذا المنصب مفادها أنّها وجدت في الرجل شخصية هادئة و"متّزنة سياسياً واتصالياً"، قادرة على تقديم خطاب "واقعي" تحتاجه الحركة أكثر من أيّ وقت مضى.
يُذكر أنّه بعد إجراءات الرئيس قيس سعيّد في 25 تموز (يوليو) 2021، ظلت الحركة تخشى من فتح السلطات لملفات وازنة، وكثيراً ما اعتمدت خطاباً مزدوجاً يقوم على المناورة والدعوة إلى الحوار والتفاوض، في محاولة لتجنب إجراءات تصعيدية ضدّها.
والعجمي الوريمي من الوجوه المحسوبة على جناح الحمائم داخل (النهضة)، كان قريباً من اليسار ومنفتحاً على مختلف التيارات السياسية، أيضاً يعتبر من العناصر الصلبة والقيادات التقليدية التي لم تغادر الحركة، وهو يمثل التواصل داخلها.
بعد إجراءات الرئيس قيس سعيّد ظلت الحركة تخشى من فتح السلطات لملفات وازنة، وكثيراً ما اعتمدت خطاباً مزدوجاً يقوم على المناورة.
ويُعدّ أيضاً من أبرز الداعين إلى تغيير حركة (النهضة) من حزب إسلامي إخواني إلى حزب مدني، ممّا دفع الحركة لأن تعلن عام 2016 أنّها حزب مدني، وأنّها تخلت عن انتمائها لتنظيم الإخوان، وزعمت أنّها تحترم مدنية الدولة.
عُيّن الوريمي في منصب نائب رئيس الحركة بعد عام 2011، ومسؤول مركب الثقافة والتعليم والشباب، ثم أصبح عضو المكتب التنفيذي مسؤولاً عن مكتب الإعلام والاتصال. والوريمي أستاذ فلسفة في التعليم الثانوي.