إثيوبي يثير الجدل بمنشور عن السد العالي... وخبير مصري يفند ادعاءه

إثيوبي يثير الجدل بمنشور عن السد العالي... وخبير مصري يفند ادعاءه


25/06/2022

في خضم جدل واسع حول قرار إثيوبيا الأحادي ببدء الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي دون التوصل لاتفاق ملزم قانونياً مع دولتي المصب مصر والسودان حول قواعد ملء وتشغيل السد، حاول ناشط إثيوبي إلقاء الكرة في ملعب مصر، بالزعم أنّ الأخيرة قامت بـ"تصريف مياه النيل إلى مفيض توشكى لعدم قدرة بوابات السد العالي في مصر على تصريف مياه الفيضان التي اقترب موعد وصولها".

ونقلت "روسيا اليوم" عن نادر نور الدين الأستاذ بجامعة القاهرة، خبير المياه، تعليقه على هذه المزاعم، قائلاً: إنّ "هذا كلام لا أساس له من الصحة، وينافى مع المنطق."

حاول ناشط إثيوبي إلقاء الكرة في ملعب مصر، بالزعم أنّ الأخيرة قامت بـ"تصريف مياه النيل إلى مفيض توشكى"

وأوضح نور الدين: "سحبنا خلال العام المنقضي منذ نهاية الفيضان الماضي (55.5) مليار متر مكعب، وهي حصتنا في مياه النيل، واحتياجات القطاعات الداخلية، زراعة وصناعة ومنزلية، طوال العام، وبالتالي فإنّ مخزون بحيرة ناصر منخفض الآن بحجم (55.5) مليار التي سحبناها طوال العام المنقضي، ثمّ كيف نفتح مفيض توشكى والمياه لم تصل إليه بعد، ومنخفضه عن سعة السد بحجم ما سحبناه طوال العام الماضي؟ وكيف نفتح المفيض والفيضان لم يبدأ ولم يصل إلينا بعد؟".

وكان الناشط الإثيوبي قد نشر في تغريدة على حساب إثيوبي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر صوراً زعم أنّها التقطت بالأقمار الصناعية "تظهر قيام السلطات المصرية بفتح مفيض توشكى، وذلك للقيام بتصريف مياه النيل إلى الصحراء"، مدعيّاً أنّ "ذلك كان نظراً لعدم قدرة بوابات السد العالي على تصريف مياه الفيضان، والتي اقترب موعد وصوله".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قال بنبرة حاسمة، خلال افتتاحه مشروعات إنتاج حيواني في محافظة المنوفية في 13 حزيران (يونيو) الجاري: "كلامي مش كتير... محدش حيقرّب من مياه مصر"، رداً على بدء إثيوبيا الملء الثالث لسد النهضة.

وفي 12 حزيران (يونيو) الجاري، فتح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط النار على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، لأدائه "المؤسف" في قضية سد النهضة، مؤكداً أنّ "إثيوبيا تريد خنق دولتي المصب مصر والسودان".

علّق نادر نور الدين الأستاذ بجامعة القاهرة على هذه المزاعم قائلاً: هذا كلام لا أساس له من الصحة، ويتنافى مع المنطق

وفي نهاية آذار (مارس) 2021، شدد الرئيس السيسي على أنّ حصة مصر في مياه النيل "خط أحمر"، في تحذير فسّره الكثيرون على أنّه قد يكون إيذاناً بعمل عسكري ضد سد النهضة.

واحتراماً لتطلعات أديس أبابا للتنمية والرخاء الاقتصادي، اقترحت مصر والسودان، خلال المفاوضات التي استمرت أكثر من عقد دون أي نتيجة أو اختراق يُذكر، "نهجاً تعاونياً" لإدارة وتشغيل السد، بعيداً كلّ البعد عن القرارات الأحادية، غير أنّ إثيوبيا رفضت التجاوب مع المقترحات التعاونية، وعرضت مقترحاً ينصّ على التفاوض سنوياً على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة وحصص دولتي المصب، وسط فيض من التصريحات لمسؤولين إثيوبيين ومواطنين يؤكدون فيها أنّ النيل "ملكهم"، وأنّ سد النهضة مبني على أرض إثيوبية، ولا يحق لمصر أو السودان التدخل في إدارته.

ويعتمد المقترح المصري السوداني على أن تكون فترة ملء خزانات السد أطول من الفترة التي تقترحها إثيوبيا، لتجنب الإضرار بحصص دولتي المصب، لكنّ ذلك لم يحظَ بموافقة إثيوبيا أيضاً.

وقد توقفت المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا مطلع العام الماضي، بعد جدال طويل أشعلته تصريحات الجانب الإثيوبي، وعزا مراقبون توقف المفاوضات لـ3 أسباب رئيسية؛ هي: الأول حرب إثيوبيا على إقليم تيغراي وأورومو والنزاعات الداخلية التي تشهدها أديس أبابا، والثاني متعلق بأحداث السودان واستقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أمّا السبب الثالث، فمتعلق بانتهاء رئاسة دولة الكونغو الديمقراطية لرئاسة الاتحاد الإفريقي. وكانت آخر جولة من المفاوضات قد عُقدت في كينشاسا في الكونغو، غير أنّها باءت بالفشل لتمسك إثيوبيا بموقفها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية