أطفال غزة قرابين لإسرائيل!

أطفال غزة قرابين لإسرائيل!

أطفال غزة قرابين لإسرائيل!


22/11/2023

جمال حسين

فى الوقت الذى يجدد فيه العالم احتفالاته بعيد الطفولة، الذى يوافق العشرين من نوفمبر من كل عام، يعيش مليون طفل فى قطاع غزة تحت نيران القصف الإسرائيلى، بينما يحتفل العالم بعيد الطفولة أمس كانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تواصل حصد أرواح أطفال غزة الأبرياء دون أن تفرق بين أطفال خدع وأطفال رضع وتلاميذ مدارس وأبرياء فالكل تم قصفهم بالصواريخ والمدافع وتتساقط فوق رؤوسهم ورؤوس أسرهم مئات الأطنان من المتفجرات وهم نيام!

بينما تقوم الأمم المتحدة بإحياء ذكرى اليوم العالمى لحماية الطفل نراها فشلت فشلاً ذريعاً فى حماية أطفال غزة ووقفت مشلولة الإرادة أمام مَشاهد يندى لها جبين الإنسانية، حيث مزقت الصواريخ الإسرائيلية أجساد أكثر من ٦ آلاف طفل فلسطينى إرباً إرباً، بينما دُفن أكثر من ١٨٠٠ طفل تحت أنقاض منازلهم وأصيب أكثر من ١٠ آلاف طفل بعاهات مستديمة وشُرد مئات الآلاف من الأطفال الذين دمرت منازلهم.

نتنياهو قدم أطفال غزة قرباناً للإسرائيليين للنجاة من العقاب والمساءلة بعد اتهامه وحكومته بالفشل الذريع والتسبب فى الفضيحة الكبرى التى لحقت بجيش الاحتلال يوم ٧ أكتوبر الماضى خلال عملية طوفان الأقصى.

فى الوقت الذى احتفل فيه أطفال العالم باليوم العالمى للطفل كانت أجساد أطفال غزة ترتعد من الخوف والذعر من الأهوال التى تراها أعينهم وأصوات التفجيرات التى تصم آذانهم بينما صعدت أرواح الأطفال الخدع والرضع إلى السماء تشكو إلى الله ظلم العباد، بينما كانت الأيدى المصرية تحنو على ٢٨ من الأطفال الخدع وتنقلهم من غزة بسيارات الإسعاف فى طقس سيئ إلى المستشفيات المصرية لإنقاذ حياتهم قبل أن يهلكوا ويلحقوا بأشقائهم.

للأسف الشديد لم يتحرك ضمير العالم وهو يرى أطفال غزة يواجهون الموت فى كل ثانية وفشلت الأمم المتحدة صاحبة فكرة الاحتفال بعيد الطفولة فى إنقاذ هذه الزهور البريئة بسبب التجبر الأمريكى والنازية الإسرائيلية التى يحميها الفيتو الأمريكى الجاهز على مدار الساعة لوأد محاولات أكثر من ١٦٠ دولة حول العالم لحقن دماء الأطفال والنساء، ولا عزاء للإنسانية وحقوق الإنسان.

هكذا حل اليوم العالمى للطفل هذا العام على أطفال غزة وهم يبادون، بين شهداء وجرحى وجوعى وعطشى ومفقودين ومعتقلين.. حالهم يؤرق شرفاء العالم وكافة العاملين فى المجالات الحقوقية والقانونية والصحة النفسية.

منظمة اليونيسيف تستغيث ليل نهار لإنقاذ هؤلاء الأطفال مؤكدة أن مشاهد قتل الأطفال تجاوزت كل الأعراف والمواثيق الدولية، منظمة اليونيسيف أكدت أن إسرائيل قتلت خلال ٤٣ يوماً من حربها على غزة ما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا فى 22 صراعاً مسلحاً حول العالم ووثقت أعراضاً نفسية سيئة ظهرت على الأطفال، جرّاء الحرب وعمليات الاقتحام الوحشية التى جرت لمنازلهم مثل الخوف القلق والعصبية والكوابيس، والرعب الليلى والتشنجات والتبول فى الفراش وعدم ترك والديهم.

الأمم المتحدة قالت بالأمس فى بيان لها بهذه المناسبة، إنها تأمل أن يتيح يوم الطفل العالمى نقطة وثب ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل الفلسطينى وتعزيزها طبقاً لاتفاقية حقوق الطفل التى أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنص على تعهد دول العالم بحماية الأطفال وتأمين الرعاية اللازمة لرفاهيتهم.. أمنية أطفال غزة أصبحت تقتصر على الحصول على حقهم المكفول فى المادة السادسة لا أكثر من هذه الاتفاقية والتى تنص على أن لكل طفل حقاً أصيلاً فى الحياة.

الحرب حولت غزة إلى «مقبرة للأطفال»، والناجون من الموت قصفاً يعيشون فى ظروف صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، حيث يحول الحصار المفروض عليها دون وصول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية مما يجعل الحياة مستحيلة.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» قالت إن مليون طفل فى قطاع غزة يعيشون تحت نيران القصف الإسرائيلى بين قتيل ومشرد ودعت إلى وقف فورى لإطلاق النار ووصول المساعدات دون عوائق لأن الأطفال فى غزة، يتعرضون لصدمات الدمار والهجمات والنزوح والنقص الحاد فى الغذاء.

المديرة التنفيذية لمنظمة «اليونيسيف» قالت لدى زيارتها لقطاع غزة مؤخراً: «ما رأيته كان مفجعاً!»، وناشدت المجتمع الدولى حماية أطفال غزة ومساندتهم، وفقا للقانون الإنسانى. أما لسان حال أطفال غزة فيقول: «إن لم تتوقف ماكينة الحرب سنُقتل جميعاً!».

والسؤال الذى يفرض نفسه: من يستطيع إسكات صوت البنادق؟ ومن يستطيع إجبار إسرائيل على وقف العدوان؟ هل تفعلها أمريكا؟ العالم كله يتمنى ذلك.

عن "نداء الوطن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية