أسبوع الأزمات في إيران: احتجاجات شعبية وقرصنة في مياه الخليج وعزلة فريق كرة القدم

أسبوع الأزمات في إيران: احتجاجات شعبية وقرصنة في مياه الخليج وعزلة فريق كرة القدم


29/05/2022

عانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأسبوع الماضي، من عدة أزمات على أصعدة مختلفة، أظهرت مدى التخبط السياسي الذي بات يميز دولة الملالي، ما كشف عن وجود بنى مؤسّسيّة مهترئة، أصبحت تئنّ تحت وطأة ضربات الفساد المستشري، والعزلة الدولية والإقليمية.

كارثة محلية واحتجاجات شعبية واسعة

قالت وسائل إعلام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يوم الجمعة، إنّ مئات المحتجين خرجوا إلى شوارع جنوب غرب إيران؛ للمطالبة بالعدالة، بعد مقتل 26 شخصاً، في حادث انهيار برج سكني.

كان قسم كبير من مبنى ميتروبول؛ المكون من (10) طوابق، والذي كان قيد الإنشاء في مدينة عبادان، يوم الإثنين الماضي، قد انهار في واحدة من أكبر الكوارث التي تحدث في إيران منذ سنوات.

وأظهرت صور نشرتها وكالة أنباء فارس، مئات المواطنين يسيرون في شوارع عبادان ليل الخميس الماضي، حداداً على من فقدوا حياتهم؛ وقاموا بقرع الطبول التقليدية، وضرب الصنج. كما قالت الوكالة الإيرانية، إنّ البعض هتف: "الموت للمسؤولين غير الأكفاء".

من جهتها، أفادت وكالة تسنيم للأنباء، أنّ متجراً في عبادان، تعود ملكيته لعائلة صاحب المبنى، "احترق تماماً وتمّ تدميره على يد مجهولين، ليل الخميس الماضي. وأضافت: "المحتجون نزلوا أيضاً إلى شوارع مدينة خرمشهر، في محافظة خوزستان، مطالبين بمحاكمة حاسمة وجادة للمسؤولين".

مئات المحتجين خرجوا إلى شوارع جنوب غرب إيران

كان التلفزيون الإيراني الرسمي، كشف عن احتجاجات مماثلة، نُظمت أيضاً في عبادان، مساء الأربعاء الماضي.

جدير بالذكر أنّه بعد نحو 6 أيام من انهيار البرج، ما زالت فرق الإنقاذ تنتشل الجثث من تحت ألواح من الإسمنت، وأظهر مقطع فيديو، نُشر على موقع وكالة تسنيم للأنباء، أول من أمس الجمعة، قيام رجال الإنقاذ بإخراج إحدى الجثث، وذكر التلفزيون الرسمي أنّها واحدة من جثتين أخريين، تمّ انتشالهما خلال النهار، ما رفع عدد القتلى إلى 26.

 

بعد نحو 6 أيام من انهيار البرج ما زالت فرق الإنقاذ تنتشل الجثث من تحت ألواح من الإسمنت

 

وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، طالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلاميّة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، في بيان نُشر على موقعه الرسمي، يوم الخميس الماضي، بمحاكمة المسؤولين ومعاقبتهم. كما أعلن القضاء الإقليمي عن إلقاء القبض على ما لا يقل عن (10) أشخاص، من بينهم رئيس البلدية، كما أفادت وسائل إعلام إيرانية أنّ النائب الأول للرئيس، محمد مخبر، زار عبادان أول من أمس "للتحقيق في أبعاد انهيار المبنى"، واعترف، مخبر، للتلفزيون الحكومي أنّ الفساد في منح تراخيص البناء؛ هو المتسبب في الكارثة.

قرصنة إيرانية في مياه الخليج

من جهة أخرى، احتجز الحرس الثوري الإيراني، ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج، أول من أمس، بعد أيام من تأكيد أثينا، أنّها ستسلم لواشنطن، حمولة النفط الإيراني الذي صادرته من ناقلة نفط روسية.

واعترف الحرس الثوري الإيراني، في بيان على موقعه الرسمي، بالقيام باحتجاز الناقلتين اليونانيتين، حيث قال: "استولت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، الجمعة، على ناقلتي نفط يونانيتين في الخليج العربي، بسبب انتهاكات ارتكبت". ولم يوضح البيان ماهية هذه الانتهاكات المزعومة.

من جانبها، وجّهت اليونان اتهاماً صريحاً لإيران بـممارسة القرصنة، وقالت وزارة الخارجية اليونانية، إنّ مروحيات إيرانية هبطت على متن الناقلتين، مؤكدة أنّ الناقلة، دلتا بوسيدون، كانت تبحر في المياه الدولية، في ذلك الوقت، بينما كانت الناقلة الثانية، تسير بالقرب من الساحل الإيراني. وقالت إنّ 9 يونانيين كانوا من بين طواقم السفينتين. لكنها لم تذكر عدد البحارة الآخرين الموجودين على متنهما.

وجّهت اليونان اتهاماً صريحاً لإيران بـممارسة القرصنة

ويمثل تحرك إيران ضد الناقلتين، اللتين ترفعان العلم اليوناني، تصعيداً حاداً في الخلاف الذي اندلع بين البلدين، منذ أن احتجزت اليونان ناقلة نفط ترفع العلم الروسي، وصادرت حمولتها الإيرانية الشهر الماضي.

وزارة الخارجية الإيرانية طالبت في وقت سابق، يوم الجمعة، اليونان بالإفراج عن السفينة، قائلة إنّ نيّة أثينا نقل الشحنة إلى الولايات المتحدة؛ يعد "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي". واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال اليوناني، احتجاجاً على عملية الاحتجاز، يوم الأربعاء الماضي.

 

احتجز الحرس الثوري الإيراني، ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج، يوم الجمعة الماضي، بعد أيام من تأكيد أثينا، أنّها ستسلم لواشنطن، حمولة النفط الإيراني الذي صادرته من ناقلة نفط روسية

 

وسبق أن أكدت أثينا، الأربعاء الماضي، أنّها تعتزم إرسال 115 ألف طن من النفط الإيراني، هي حمولة النفط الإيراني الموجود على متن الناقلة بيغاس، إلى الولايات المتحدة؛ بناء على طلب وزارة الخزانة، التي تطبق عقوبات على إيران. وقالت اليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي، إنّها بذلك تنفذ عقوبات فرضها الاتحاد على روسيا، عقب غزوها لأوكرانيا في شباط (فبراير) الماضي.

هذا واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال السويسري، والذي يتولى المصالح الأمريكية في إيران، وسلّمته احتجاجاً على ما أسمته "ضغوط الحكومة الأمريكية وتدخلها، الذي أدى إلى مصادرة السلطات اليونانية للسفينة الشهر الماضي".

إيران اتهمت الولايات المتحدة بارتكاب "انتهاك واضح لقانون البحار، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة"، داعية "إلى الانهاء الفوري لمصادرة السفينة وحمولتها".

من جانبه، قال مصدر في خفر السواحل اليوناني، لوكالة "فرانس برس"، إنّ عملية "نقل الشحنة إلى سفينة ترفع العلم الليبيري؛ لتسليمها إلى الولايات المتحدة، بدأت بالفعل يوم الخميس الماضي، وأن العملية ستستغرق بضعة أيام".

عزلة فريق كرة القدم تعمّق الجراح الإيرانية

قررت كندا الأسبوع الماضي، إلغاء مباراة ودية في كرة القدم، كانت ستجمع منتخبها الوطني بالمنتخب الإيراني، استعداداً لنهائيات مونديال قطر 2022، وكان مقرراً لها يوم 5 حزيران (يونيو) المقبل.

من جانبها، أبدت إيران احتجاجها على إلغاء المباراة، وأعلنت يوم الجمعة الماضي، أنّ السياسة تقف وراء قرار سلطات كرة القدم الكندية، بإلغاء وديتها مع كندا؛ مؤكدة أنّه سوف تشكو الأخيرة إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).

وقال كاظم غريب أبادي، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر؛ إنّ "قرار كندا بإلغاء وديتها مع إيران، هو شهادة على حقيقة أنّها لا تستطيع إبعاد السياسة عن الملعب".

كانت عائلات الضحايا الكنديين البالغ عددهم 85 شخصاً، والذين قتلوا على متن طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752، التي أسقطتها القوات المسلحة الإيرانية، بعد إقلاعها من طهران في 8 كانون الثاني (يناير) العام 2020، قد انتقدوا بشدة إقامة هذه المباراة، ما دفع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إلى الاعتراض على إقامتها أيضاً، ووصف الأمر بالفكرة السيئة.

مواضيع ذات صلة:

إيران تهدد الملاحة في الخليج العربي مجدداً... ماذا فعلت؟

إيران تواجه الاحتجاجات الشعبية بهذه الأساليب... ما الجديد؟

الجذر والجذع والشجرة في تصنيف "الحرس الثوري الإيراني"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية