اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد متظاهرين شاركوا في مسيرة في اسطنبول الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بأنهم أساؤوا إلى الدين الإسلامي بعدما واصلوا تأدية أغان خلال موعد الصلاة.
وكانت الشرطة أطلقت الجمعة الغاز المسيل للدموع على آلاف الأشخاص الذي نزلوا إلى الشارع رغم المنع المطلق لأي تظاهرة في جادة الاستقلال التجارية في اسطنبول التي شهدت مسيرة سلمية مماثلة العام الماضي.
وظهر في فيديو انتشر على الانترنت، لم يتم التأكد من صحته، رجال ونساء يسيرون في جادة الاستقلال وهم يواصلون ترديد شعارات خلال الآذان.
وقال اردوغان خلال تجمّع انتخابي في أضنه (جنوب) عرض خلاله مقطع صغير من ذلك الفيديو إن "تجمعا في تقسيم (ساحة في اسطنبول) يقوده حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي يُزعم أنه بمناسبة يوم المرأة العالمي، تصرّف المشاركون به بوقاحة مع غنائهم وتصفيرهم خلال موعد الآذان".
من جهتها، أصدرت مجموعة "مسيرة 8 مارس المسائية النسائية" بيانا الأحد نددت فيه بمحاولة استخدام مسيرة الجمعة "كمادة انتخابية" في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت المجموعة بدون أن تشير في شكل مباشر إلى أردوغان "لا يمكن تغطية العنف الذي تمارسه الشرطة ضد عشرات الآلاف من النساء اللواتي يشاركن أو يحاولن المشاركة في المسيرة الليلية بلغة يغلفها الاستقطاب. أخبار مزيفة وكراهية".
ويشارك الرئيس الإسلامي المحافظ في تجمعات انتخابية بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد استعدادا للانتخابات المحلية في 31 مارس/آذار.
ويؤكد أردوغان مرارا أن الحزب الإسلامي الذي يقوده منح المسلمين المزيد من الحريات، إذ كان ارتداء الحجاب ممنوعا في المؤسسات العامة والجامعات.
لكن منتقديه يتهمونه بأنه يهدّد علمانية الدولة التي جعلها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الذي حكم البلاد بين عامي 1923 و1938 مبدأ أساسيا للجمهورية التركية.
ويشكّل الآذان موضوعا جدليا منذ قيام الجمهورية عام 1923 التي ولدت بعد انهيار السلطنة العثمانية ونهاية خلافتها.
ويعزف اردوغان على الوتر الديني والقومي لحسابات انتخابية متعمدا تقسيم المجتمع التركي
عن "ميدل إيست أونلاين"