أردوغان يستعين بـ"جيش إلكتروني" استعداداً للانتخابات... ما علاقة ألمانيا؟

أردوغان يستعين بـ"جيش إلكتروني" استعداداً للانتخابات... ما علاقة ألمانيا؟


29/03/2022

في مواجهة تآكل شعبيته وشعبية حزبه نتيجة لسياسات الإفقار والقمع المنهجي للمعارضين، استعان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"جيش إلكتروني" لتلميع صورته وحصد شعبية زائفة قبيل انتخابات العام المقبل.

ونقلت صحيفة "أحوال" التركية عن تقرير لجريدة "دي فيلت" الألمانية قوله: إنّ ما يُسمّى بـ "الجيش الإلكتروني" التابع لأردوغان يستعد لحملة بين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا قبل انتخابات العام المقبل. وأضافت أنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان لا يستخدم هيكله التنظيمي للتأثير على الرأي في المجتمع الألماني التركي فحسب، بل يستعد أيضاً جيش صغير من أنصار الرئيس عبر الإنترنت.

استعان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"جيش إلكتروني" لتلميع صورته وحصد شعبية زائفة قبيل انتخابات العام المقبل

ويعتمد أردوغان على دعم المواطنين في ألمانيا، حيث تعيش أكبر جالية من الأصول التركية في أوروبا، وغالبية مسلمي ألمانيا البالغ عددهم (5) ملايين هم من أصل تركي. وفي حزيران (يونيو) 2018، كان حوالي (1.4) مليون تركي يعيشون في ألمانيا مؤهلين للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، وفقاً لأرقام المجلس الأعلى للانتخابات التركي.

 حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي

وأوّل أمس، ذكرت "دي فيلت" أنّ ما يُسمّى بجيش "الترول" (الإلكتروني) يضمّ مؤثرين معروفين من مجتمع حزب العدالة والتنمية على الإنترنت، بالإضافة إلى حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار.

والشهر الماضي، دعا أردوغان جميع الأتراك الذين يعيشون في أوروبا إلى الاتحاد تحت أمّة واحدة وعلم واحد، في اجتماع نظّمه اتحاد الديمقراطيين الدوليين، المعروف باسم مجموعة وكلاء حزب العدالة والتنمية في الخارج.

وقال أردوغان وقتها: "عندما تحشد تركيا هذه القوة بشكل صحيح، لا يمكن لأيّ منظمة، ولا هيكل شرير، ولا عقبات خفية أو مفتوحة، أن تقف في طريقها".

"دي فيلت": "الترول" يضمّ مؤثرين معروفين من مجتمع حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي

وكشفت "دي فيلت" أنّ أحد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تسعى للتأثير على الأتراك في الخارج هو "Derin AnaIiz" أو "التحليل العميق" على تويتر، ولديها أكثر من (50) ألف متابع، مشيرة إلى أنّ ذلك الحساب ينشر أخباراً عن السياسة التركية ومقاطع فيديو لسياسيين من حزب العدالة والتنمية، ويهاجم أيضاً ألمانيا والغرب.

تخوين المعارضة

للحدّ من ارتفاع شعبية الأحزاب المعارضة هرباً من سياسات أردوغان، لجأ حساب "التحليل العميق" في الآونة الأخيرة إلى تخوين المعارضة، وزعم أنّها تتحرّك بإيعاز من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وفقاً لـ"دي فيلت".

وكشفت الصحيفة الألمانية أنّ حسين إرسوز، الذي "يمتلك أفضل العلاقات مع أنقرة"، يدير هذا الحساب، مشيرة إلى أنّ إرسوز كان يتلقى في الماضي تعليمات من حسن دوغان، السكرتير الخاص لأردوغان.

وأوضحت "دي فيلت" أنّ آدم تافلان المسؤول في اتحاد الديمقراطيين الدوليين من ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، وهو أكثر انفتاحاً بشأن خدمته لأردوغان، مسؤول عن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الائتلاف الحاكم التركي في الخارج.

في تشرين الأول (أكتوبر)، كان تافلان من بين ممثلي اتحاد الديمقراطيين الدوليين من (26) دولة الذين حضروا اجتماعاً مغلقاً مع أردوغان في إسطنبول لمناقشة استراتيجية حزب العدالة والتنمية في أوروبا. وكان عضو مجلس إدارة الاتحاد توغرول سيلمانغول من هايلبرون حاضراً أيضاً في الاجتماع، جنباً إلى جنب مع تافلان، على اتصال مع رجل معروف في دوائر حزب العدالة والتنمية بـ "الأخ الأكبر لأوروبا"، وبحسب الصحيفة، فإنّ متين كولونك المخطط الاستراتيجي وراء حملة أردوغان الانتخابية الأوروبية.

وكان يُعرف سابقاً باسم اتحاد الديمقراطيين الأوروبيين الأتراك، وقد تمّ تقييم الاتحاد على أنّه غير متوافق مع النظام الدستوري الألماني، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة المخابرات المحلية الألمانية، المكتب الفيدرالي لحماية الدستور في عام 2017، الذي أكد  أنّ المكتب كان يتجسس على الجماعة في ألمانيا كإجراء لمكافحة التخريب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية