أحداث أفغانستان.. الرابحون والخاسرون

أحداث أفغانستان.. الرابحون والخاسرون


31/08/2021

عبدالحق عزوزي

لعلّ الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام الدولية من مطار كابول، حيث يتزاحم الآلاف من الأفغان ويتراكضون للفرار من بلادهم، شبيهة بمسلسل هوليودي من وحي الخيال لم ينجز بعد. والسؤال هو: مَن الرابح ومَن الخاسر مما يجري اليوم في أفغانستان؟

وبالنسبة للخاسرين فهم: - الأفغان أنفسهم، خصوصاً أولئك الذين عملوا مع القوى الدولية أو المؤسسات التابعة لها، ونرى في وسائل الإعلام أيام الانتظار الطويلة والمريرة للعديد منهم أمام بوابات مطار كابول. - المدنيون الذين كان المنطق يستوجب إجلاءهم وأسرهم ثم الموظفين الحكوميين، يليهم الجنود في نهاية المطاف، غير أن واشنطن قامت بالعكس، نظراً لرغبتها في طي صفحة الحرب في أفغانستان.

وقد فعلت ذلك دون أن تستشير حتى حلفاءها الأوروبيين الذين وصفوا الانسحاب بـ«الانتكاسة الكبرى». وفي أميركا نفسها أكدت استطلاعات قامت بها «هاريس للأبحاث»، أن نصف الأميركيين يرفضون طريقة الانسحاب من أفغانستان، و57% منهم يعتبرون أن بلادهم لم تقم بما يلزم للإجلاء قبل سيطرة «طالبان».

- السياسة الخارجية الأميركية التي سيعيد صياغتها الانسحاب من أفغانتسان، كما أن سيطرة «طالبان» السريعة على أفغانستان وانهيار البلاد، سيُجر أقدام الإدارة الأميركية الحالية والإدارات المستقبلية إلى نمط جديد من التدخّلات في العالم. - الدولة الأفغانية وهي صعبة للحكم بسبب تداخل عدة عوامل.

الاتحاد الأوروبي الذي انتاب قادتَه القلقُ حيال مخاطر تكرار سيناريو أزمة اللاجئين السوريين عام 2015، حين سعى 1.2 مليون لاجئ إلى الحصول على حق اللجوء السياسي داخل أراضي الاتحاد، مما أثار معارضةً سياسية استندت إلى التهديد المفترض الذي يمثله أولئك المهاجرون. أما الرابحون فهم: - حركة «طالبان» التي تخطط لتشكيل جيش أفغاني جديد يضم أكثر من 200 ألف مقاتل من أفراد الحركة وبقايا الجيش الأفغاني السابق. وسيتزود الجيش الجديد بالعتاد الأميركي الذي سيطرت عليها الحركة، والذي يشمل أكثر من 200 ألف مركبة مدرعة و40 طائرة مقاتلة وعشرات آلاف البنادق والرشاشات.

بعض المتطرفين الذين ستدفعهم سيطرةُ «طالبان» على كابول للالتحاق بالحركات المتطرفة في أفغانستان بدلاً من سوريا والعراق.

- الحركات المتطرفة، ومنها تنظيم «الدولة الإسلامية -ولاية خراسان» الذي نال أول موطئ قدم له في أفغانستان عام 2015 في منطقة «أشين» الجبلية في مقاطعة ننغارهار شرقي البلاد ولم يستطع تجاوزها. - دول مثل الصين وتركيا وإيران، حيث أكد سهيل شاهين، المتحدث باسم «طالبان»، أن الصين وتركيا ستكونان الشريكين الرئيسيين في إعمار أفغانستان.

- حكومة حركة «طالبان» التي ستصبح المصدر الرئيسي لإيران للحصول على الدولار الأميركي الذي حرمت منه بسبب العقوبات، مقابل تصديرها للنفط الذي تحتاج إليه الحركة. ويرى تجار في طهران ومسؤولون أميركيون سابقون أن إيران استأنفت مؤخراً تصدير الوقود إلى أفغانستان، والنتيجة أن العلاقة التجارية بين طهران و«طالبان» ستحد من آثار حملات الضغط الأميركية الرئيسية ضد الطرفين.

وختاماً فالخشية، كما توضح مجلة «فورين بوليسي»، هي من أن يأتي الدور على العراقيين بعد انهيار أفغانستان وسقوطها في أيدي «طالبان»، عقب الانسحاب الأميركي من بلاد الرافدين. فالعراق، حسب المتابعين، يمكن أن يتجه نحو المسار الأفغاني إذا لم يتم ضبط العلاقات مع واشنطن عبر إبقاء الدور الأميركي في مكافحة الإرهاب ومنع إيران من تنفيذ مخطط تدمير العلاقات الأميركية العراقية.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية