آخرها مباراة مصر والسودان... محاولات إخوانية مكثفة لصناعة الفوضى

آخرها مباراة مصر والسودان... محاولات إخوانية مكثفة لصناعة الفوضى

آخرها مباراة مصر والسودان... محاولات إخوانية مكثفة لصناعة الفوضى


06/04/2023

لا تتوقف جماعة الإخوان منذ أعوام عن محاولات صناعة الفوضى في مصر، بتوظيف كافة أذرعها المسلحة والسياسية والإعلامية أيضاً، تلك المحاولات التي تشهد نشاطاً مكثفاً خلال الأشهر الماضية، خاصة بعد فشل التنظيم في فتح مساحات للتفاوض مع السلطات المصرية بهدف العودة إلى المشهد السياسي، أو التفاوض حول مصالحة، يصفها مراقبون بأنّها مستحيلة مع الدولة المصرية.

آخر تلك المحاولات كانت الأسبوع الماضي، فقد حاولت الجماعة استغلال الحشود الجماهرية التي حضرت مباراة الأهلي المصري، والهلال السوداني ضمن دوري أبطال أفريقيا، الأول من نيسان (أبريل) الجاري، من أجل تسخين المشهد العام، والبدء بأعمال شغب، لكنّها محاولة فاشلة تضاف إلى سجل طويل من فشل التنظيم خلال الأعوام الماضية.

محاولة الإخوان الأخيرة لإثارة الفوضى داخل مصر كشف عنها بعض القيادات من خلال منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبّروا فيها عن يأسهم من فشل الدعوة إلى استغلال الحشود الجماهيرية من داخل استاد القاهرة الدولي من أجل تفعيل حالة الغضب وأعمال الشغب.

ومن بين أبرز التعليقات ما كتبه القيادي الإخواني محيي عيسى عبر صفحته على "فيس بوك"، قائلاً: "ليس تيئيساً، ولكنّه رفع للواقع، تواجد (80) ألف مشجع في مباراة كرة وانصرافهم في هدوء وسلام دون أيّ محاولة لتنفيس حالة الغضب العام من أحوال المعيشة، أو حتى إشارة من بعيد، مؤشر سلبي على أيّ أمل في تحرك شعبي قريب.

فيديو مفبرك ونفي رسمي

الجماعة التي فشلت في تسييس جماهير مباراة كرة القدم، كما فشلت أيضاً في دسّ عناصرها بينهم، بفضل الجهود الأمنية المكثفة لتأمين المباراة، وجدت ضالتها في "الفبركة" المعتادة، لتحشيد الرأي العام وإثارة غضب المصريين، من خلال تزييف أحد الفيديوهات لمشاجرة قديمة داخل استاد القاهرة، انتشر بشكل سريع جداً بعد دقائق من انتهاء المباراة، عبر مختلف منصاتها ولجانها الإلكترونية.

ما كتبه القيادي الإخواني محيي عيسى عبر صفحته على (فيس بوك)

النفي جاء سريعاً من خلال بيان رسمي، نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية عبر "تويتر"، أكدت خلاله أنّ المادة المنشورة مفبركة، وليس لها أيّ أساس من الصحة، وأنّ الجماعة الإرهابية تعمدت نشرها بشكل مكثف عقب المباراة في محاولة جديدة لتأليب الرأي العام داخل مصر وإثارة الوقيعة مع الشعب السوداني الشقيق.

وقالت الداخلية المصرية في بيانها المنشور السبت الماضي: إنّه "لا صحة لما تم تداوله بمقطع فيديو بإحدى الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية بأحد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود تجاوزات من الجماهير بإحدى مباريات كرة القدم، والتي أقيمت باستاد القاهرة بتاريخ أول نيسان (أبريل) الجاري".

محاولة الإخوان الأخيرة لإثارة الفوضى داخل مصر كشف عنها بعض القيادات من خلال منشورات عبر وسائل التواصل عبّروا فيها عن يأسهم من فشل الدعوة إلى استغلال الحشود الجماهيرية من داخل استاد القاهرة الدولي من أجل تفعيل حالة الغضب وأعمال الشغب

وأضافت الوزارة في بيانها: "بالفحص تبين أنّه تم تركيب مقطع صوتي قديم منذ عام 2013 على مقطع فيديو تم تصويره من داخل الاستاد، وأنّ المباراة لم تشهد أيّ تجاوزات، وأنّ ذلك يأتي في إطار محاولة جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة البلبلة وتشويه صورة جماهير الكرة المصرية وإحداث الوقيعة بينهم".

تكثيف مخططات نشر الفوضى 

من جانبه، يقول الكاتب السياسي المصري ثروت الخرباوي لـ "حفريات": إنّ هناك نشاطاً ملحوظاً للجماعة الإرهابية مؤخراً لمحاولة إثارة الفوضى في مصر، يعتمد بالأساس على توظيف المناسبات، والحشود الطبيعية، وكذلك الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية، بهدف خلق واقع مغاير للحقيقة، وتأليب الرأي العام وإثارة المشاعر السلبية وتعزيز الشعور بالإحباط والسخط لدى المواطنين.

وبحسب الخرباوي، تستهدف أجندة الإخوان تحقيق عدة أهداف تخريبية؛ أبرزها تشويه مؤسسات الدولة المصرية، والتقليل من كافة المنجزات التي تحدث على الأرض، وأيضاً توظيف بعض الظروف الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، لخلق وتعزيز الغضب الشعبي ضد القيادة الشعبية، والأهم هو فرض نفسها على المشهد السياسي في مصر من باب المعارضة، بعد أن فشلت مخططات الإرهاب، وأصبح نشاط التنظيم محاصراً أمنياً.

ثروت الخرباوي: الشعب المصري بات على قدر كبير من الوعي لفرز الأكاذيب والشائعات

وتركز الجماعة في حربها ضد مصر مؤخراً على الأذرع الإعلامية كبدائل للعناصر المسلحة، التي باتت محاصرة وغير قادرة على تنفيذ أيّ عمليات جديدة، لذلك يعمل التنظيم على إثارة الفوضى من خلال تحفيز الغضب لدى المواطنين، ودفعهم للحراك، الذي تخطط الجماعة لاستغلاله مستقبلاً لتنفيذ أجندتها التخريبية والعودة مجدداً إلى المشهد المصري.

لماذا الآن؟

بحسب الخرباوي، تريد الجماعة التي تعاني أزمات طاحنة، وتعجز عن تحقيق أيّ هدف، فرض نفسها بالقوة على الواقع المصري، متسللة من باب الفوضى الذي استغلته في وقت سابق (إبّان 2011)، للوصول إلى الحكم، خاصة أنّها فشلت في تحقيق ذلك من خلال الأذرع المسلحة التي نشطت بشكل كبير في البلاد منذ عام 2013.

ثروت الخرباوي: تركز الجماعة في حربها ضد مصر مؤخراً على الأذرع الإعلامية كبدائل للعناصر المسلحة التي باتت محاصرة وغير قادرة على تنفيذ أيّ عمليات جديدة

ويؤكد الخرباوي أنّ الجماعة ما تزال في حالة عداء شديد مع الدولة المصرية، ورغم تلويحها مؤخراً بالرغبة في التفاوض من أجل المصالحة، الأمر الذي ترفضه مصر بشكل قاطع، إلا أنّ واقع هذا التنظيم يؤكد أنّ الجماعة تكنّ كل شرور الدنيا للمصريين، وكافة دوافعها نحو العودة إلى مصر مغلفة بالانتقام، وتنفيذ أجندات تخريبية لصالح مشروع التنظيم.

كيف يتعامل المصريون مع تلك المحاولات؟

يؤكد الخرباوي أنّ جماعة الإخوان باتت منبوذة شعبياً بشكل كامل، بعد أن اتضحت مخططاتها الإرهابية خلال الأعوام الماضية، ولم يعد من الممكن بأيّ شكل أن تعود إلى المشهد المصري، فهي مصنفة على قوائم الإرهاب استناداً إلى حكم قضائي، استند على مئات الوقائع والوثائق التي أثبتت تورط التنظيم وعناصره بتنفيذ عمليات إرهابية استهدفت أمن مصر بشكل مباشر.

ويقول الخرباوي: إنّ الشعب المصري بات على قدر كبير من الوعي لفرز الأكاذيب والشائعات، ولم يعد يصدّق أو يثق بأيّ معلومة يقدمها التنظيم، والدليل على ذلك فشل عشرات وربما مئات الحملات التي نفذتها الخلايا الإلكترونية التابعة للإخوان خلال الأعوام الماضية، فضلاً عن دعوات التظاهر المستمرة، في تحريك المصريين أو إقناعهم بالتظاهر أو غيره.

هذه الحملات التخريبية الجديدة تضاف، بحسب الخرباوي، إلى سجل الفشل الإخواني الطويل مع الشعب المصري، ومن غير المتوقع أن تنجح أيّ دعوات تخريبية من جانب التنظيم الإرهابي في تحقيق أهدافها مستقبلاً، وسيبقى التنظيم يدور في دوائر متصلة من الفشل، إلى أن ينتهي ويتلاشى تماماً.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية