من رابعة إلى الرقة.. قادة إخوان يتحولون إلى أمراء في داعش

من رابعة إلى الرقة.. قادة إخوان يتحولون إلى أمراء في داعش

من رابعة إلى الرقة.. قادة إخوان يتحولون إلى أمراء في داعش


08/07/2025

في تحوّل صادم يكشف عن عمق التشابك بين جماعة الإخوان وتنظيم "داعش"، كشف تقرير حديث لصحيفة "الدستور" المصرية، عن انضمام عدد من القيادات الإخوانية الشابة إلى صفوف التنظيم المتطرف، وتحوّل بعضهم إلى مواقع قيادية في أفرعه بمصر وليبيا وسوريا، بعد انهيار مشروع الإخوان السياسي واندحارهم شعبياً وتنظيمياً منذ عام 2013.

التقرير، الذي نشرته الدستور بتاريخ 7 تموز / يوليو 2025، وثّق بالأسماء والوقائع كيف انتقل بعض هؤلاء من اعتصام رابعة العدوية، أو من صفوف اللجان النوعية، إلى مراكز متقدمة داخل تنظيم "داعش". فبعد فشل الجماعة في فرض مشروعها على الدولة والمجتمع، لجأ البعض إلى خيار العنف المسلح، واعتنق خطاب "الجهاد العالمي"، الذي مثّله داعش بوضوح ودموية.

أحد أبرز الأسماء المذكورة في التقرير هو "أحمد سيد حسين"، الذي انتقل من كلية الهندسة إلى معسكرات التنظيم في ليبيا، حيث ظهر في إصدار مصوّر وهو يبايع التنظيم. كما برز اسم "بلال محمد عبداللطيف"، وهو إمام وخطيب سابق انخرط في دورات تدريبية لتأهيل المقاتلين الأجانب في سوريا، وصولًا إلى "محمد كمال أحمد"، المسؤول الإعلامي السابق في اعتصام رابعة، والذي قُتل في غارة أمريكية بعد أن أصبح قياديًا بارزًا في ديوان الدعوة والمساجد التابع للتنظيم.

التقرير يتحدث أيضًا عن "أحمد سيد زيدان"، أحد عناصر اللجان النوعية الذي التحق بداعش في سيناء وشارك في هجمات مسلحة على الجيش، إلى جانب "عبدالله رمضان عبدالعال" و"خالد عبدالرحمن موسى"، اللذين تنقلا بين جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام في سوريا، ثم انضما إلى الفرع الليبي للتنظيم وتدرجا في مسؤوليته الإعلامية.

ويؤكد التقرير أن هذه التحوّلات لم تكن فردية أو عشوائية، بل ناتجة عن انكسار المشروع الإخواني من جهة، وغياب القيادة الجامعة من جهة أخرى، ما فتح الباب أمام خطاب أكثر راديكالية وعنفًا، استثمر في الغضب والفراغ التنظيمي. كما أن أغلب هذه التحولات حدثت في سياق السجون أو التهجير القسري أو العزلة السياسية، ما جعل من بعض المنصّات الجهادية بديلًا مغريًا لبعض الكوادر الإخوانية.

هذه المعطيات تفتح ملفًا شديد الحساسية حول هشاشة الخطاب الإخواني أمام صدمة الفشل، واستعداد بعض عناصره للانتقال إلى أخطر تنظيم عرفه العقد الماضي، ما يفرض تحديات أمنية وفكرية تتجاوز الإخوان إلى عمق البيئة الحاضنة للتطرف.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية