الإخوان يتنصلون من "حسم"... انقسام داخلي أم مناورة جديدة؟

في بيان أثار جدلًا سياسيًا واسعًا، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين تصريحًا أدانت فيه الفيديو الأخير الذي نشرته حركة "حسم" المسلحة، والذي تضمن تهديدات صريحة ومباشرة لمؤسسات الدولة المصرية، ولأمنها القومي.

اللافت في البيان، الذي صدر تحت ما بات يُعرف إعلاميًا بجناح "المنارة الجديدة" داخل الجماعة، أنّه لم يكتفِ بالتنصل من الحركة المسلحة، بل تضمن مفردات وإشارات وُصفت بأنّها اعتراف ضمني بحالة الانقسام داخل التنظيم الأم، و"تبييض الصفحة" أمام الدولة، وفق ما نقلت صحيفة (الغد).

وزعم البيان أنّ الجماعة لم تتورط في دماء المصريين، ولن تقبل بأيّ صراع يُستغل من قبل "أعداء الأمّة"، مشددة على التزامها الكامل بالوسائل السلمية في التعبير والمعارضة. 

وأعادت التأكيد على موقفها المعلن منذ عام 2019 بعدم وجود أيّ صلة لها بما يُسمّى بـ"حركة حسم"، التي توصف بأنّها الذراع المسلحة غير المعلنة للجماعة.

غير أنّ أكثر ما أثار الانتباه هو إشادة البيان بدور القوات المسلحة المصرية، ودعوته إلى تقويتها وتركيزها على حماية الأمن القومي، وهي لغة غير مألوفة في أدبيات الجماعة التقليدية، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا تكتيكيًا أو محاولة لفتح قناة تواصل مع الدولة، ربما بإيعاز من جناح داخل التنظيم يسعى إلى فك الارتباط مع الجماعات المسلحة.

تصريحات الجماعة تأتي في وقت حساس، يتزامن مع مؤشرات على إعادة ترتيب المشهد داخل التنظيم، وتزايد الحديث عن انقسامات بين تيارات ترى في الاستمرار بالخطاب الصدامي عبئًا ثقيلًا على مستقبل الجماعة، وبين من يسعى للتكيّف مع المتغيرات السياسية الإقليمية.