هل تنجح أوروبا في مكافحة التمييز وجرائم الكراهية ضدّ المسلمين؟!

هل تنجح أوروبا في مكافحة التمييز وجرائم الكراهية ضدّ المسلمين؟!


04/12/2018

استضافت المفوضية الأوروبية في بروكسل، أمس، مؤتمراً رفيع المستوى لمعالجة التمييز وخطاب الكراهية، وانعدام التسامح الذي يؤثر على المسلمين في الاتحاد الأوروبي، فيما تعوّل أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي على عداء المسلمين؛ لتحقق مكاسب سياسية أوصلت بعضهم الى سدة الحكم على غرار إيطاليا والنمسا.

اقرأ أيضاً: استحداث قسم خاص لمكافحة التطرف في ألمانيا.. ما هي مهامه؟

وقال النائب الأول لرئيس المفوضية، فرانس تيمرمانس: إنّ "الدراسات الاستقصائية الأخيرة أكدت أنّ انعدام التسامح تجاه المسلمين ينمو في الاتحاد الأوروبي، وأنّ حماية حقوقهم الأساسية يجري تقليصها"، مؤكداً أنّه "لا يجب أن يوجد مكان للتمييز ضدّ أيّة أقلية" وفق ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية.

قدّمت وكالة الحقوق الأساسية الأوروبية قاعدة بيانات تضمّ نظرة عامة عن جرائم الكراهية ضدّ المسلمين في الاتحاد الأوروبي

من جانبها، صرّحت المفوضة، فيرا جورافا، مسؤولة قطاع العدل: بأنّ "التمييز وأعمال التعصب أو العنصرية ضدّ 25 مليون مسلم يعيشون في الاتحاد الأوروبي، كلّها عوامل تشكل انتهاكاً للحقوق الأساسية، ويغذي التهميش والانعزال".

وأوضحت "الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى محاربة هذا التمييز ضدّ المسلمين؛ لأنّ هذه الأمور تجعل المجتمع أكثر ضعفاً وهشاشة".

وقدّمت وكالة الحقوق الأساسية الأوروبية، على هامش المؤتمر، قاعدة بيانات جديدة تقدم نظرة عامة عن جرائم الكراهية، وخطاب الكراهية والتمييز ضدّ المسلمين في الاتحاد الأوروبي؛ من عام 2012 إلى عام 2017.

اقرأ أيضاً: سارة خان: مسلمة بريطانية تقود مكافحة التطرف

بدورها، طالبت الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، الحكومة الألمانية بـ "اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع انتشار المضامين والدعوات المخالفة للدستور الألماني في القرآن الكريم".

حمّل مفوض الحكومة الألمانية لشؤون حرية العقيدة حزب "البديل من أجل ألمانيا" مسؤولية الاعتداءات المستقبلية بحقّ المسلمين

كما طالب الحزب، الذي حقق اكتساحاً في الانتخابات الألمانية الماضية بحلوله ثالثاً، بإلقاء نظرة ناقدة على حصص الدين الإسلامي في المدارس؛ حيث تقرّر حصص الدين الإسلامي بالتنسيق مع حكومات الولايات الألمانية. وعلى سبيل المثال؛ تتضمن الخطة الدراسية لحصص الدين الإسلامي في المدارس الابتدائية بولاية شمال الراين- يستفاليا، منذ عام 2013، الفقرة الآتية: "يتعيّن توعية الأطفال بالتعامل بتسامح مع الممارسات الدينية المختلفة للأديان الأخرى، والشعور بترابط قائم على الاحترام مع كافة الأفراد الذين يصلّون لله في كافة أنحاء العالم".

في المقابل؛ حمّل مفوض الحكومة الألمانية لشؤون حرية العقيدة، ماركوس غروبيل، حزب "البديل من أجل ألمانيا"، مسؤولية الاعتداءات المستقبلية بحقّ المسلمين.

وقال غروبيل: "تتراجع في ألمانيا منذ أعوام، الإجراءات الرادعة ضدّ الخطابات المعادية للأجانب، ولم نكن نسمع هذه الخطابات من قبل"، مضيفاً "يجب أن يسمح لكل شخص في ألمانيا بإظهار انتماءاته الدينية، بغضّ النظر عمّا يرتديه؛ سواء كان "كيباه"، أو صليباً، أو حجاباً".

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل هولندا مع خطاب الكراهية ضد الإسلام؟

يذكر أنّه مع تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا، تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي وجدت في هذه الأزمة سلماً إلى واجهة العمل السياسي، مرتكزة في خطابها على تنمية مخاوف الناخبين من الخطر الأمني المحتمل لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين، وما يمثله أيضاً من عبء على الاقتصاد وفرص التوظيف.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية