هذا ما ينتظر تركيا بعد صفقة "إس 400"

هذا ما ينتظر تركيا بعد صفقة "إس 400"


16/06/2019

يرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؛ أنّ منظومة صواريخ "إس 400"، التي اتفق عليها مع موسكو عام 2017، هي طوق أمان له أمام أيّة محاولة انقلابية، لكي تحميه من سلاح الجو التركي المعروف بميله للتيار العلماني.

لكنّ صفقة" إس 400 "الروسية، على عكس ما توهّم أردوغان، قد تكون بالنسبة إليه نقمة لا نعمة، فالولايات المتحدة، حليف تركيا في حلف شمال الأطلسي، ترى في هذه المنظومة تهديداً مباشرًا لمقاتلاتها "إف 35" المتطورة، التي ترغب تركيا في شراء 100 نسخة منها، وهو ما تطلَّب عدة تحذيرات أمريكية ازدادت نبرتها التصعيدية مع تعنّت الموقف الترك، وفق ما نقل موقع "عثمانلي".

صفقة" إس 400 "الروسية تجعل تركيا تخسر دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بما يتعلق بأزمة قبرص واليونان

في أيار (مايو) الماضي، نقلت وكالة أنباء "رويترز"، على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، تحذيرات مباشرة لتركيا من مغبة إتمام صفقة شراء منظومة "إس 400 "الروسية، وقالت: "ستكون هناك عواقب فعلية وخيمة جداً في حال حدوث ذلك".

أول تلك العواقب، في ظلّ عدم استجابة أنقرة لدعوات واشنطن بالتخلي عن صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية" إس 400 "من روسيا، هدّدت الولايات المتحدة بوقف تزويد تركيا بمقاتلات "إف 35"؛ بل ولوّحت باحتمالية طردها من برنامج "إف 35"، الذي استثمرت فيه تركيا ملياري دولار، وهو ما يعني خسارة عسكرية ومالية باهظة.

وناهيك عن الخسارة الهائلة التي ستتكبدها الشركات التركية، المشاركة في برنامج "إف 35"؛ إذ تنتج الشركات التركية أكثر من 900 قطعة من أجزاء الطائرة، فإنّ خروج تركيا من البرنامج يعدّ خسارة إستراتيجية فادحة، فأنقرة تعوّل على هذه المقاتلات المتطورة لتحديث أسطولها الجوي، من أجل تحقيق التفوق الجوي.

ومن العواقب أيضاً، في حال واصلت أنقرة مضيها في صفقة" إس 400 "الروسية، فقد تواجه بذلك خطراً إستراتيجياً وشيكاً؛ إذ حذّر الأمريكيون من إمكانية أن تخسر أنقرة، بسبب هذه الصفقة، جميع مزايا التكامل مع التحالف الغربي "حلف الناتو".

ويعدّ حلف الناتو أهم مصادر قوة تركيا، وهي تعتمد عليه لتوفير الحماية لسياساتها الرعناء، وما تمارسه من أعمال في منطقة شرق المتوسط، وستؤدّي صفقة "إس 400" إلى حرمان تركيا من الدعم الأمريكي وحلف الناتو، فيما يتعلق بالأزمة القبرصية، وخلافها مع اليونان فيما يتعلق بجزر بحر إيجة.

وستعزز صفقة" إس 400 "التقارب اليوناني الأمريكي في مواجهة تركيا، ولن تغضّ واشنطن الطرف فيما بعد عن الأعمال الاستفزازية التي تمارسها تركيا ضدّ جارتها اليونان.

تركيا تتعرض لخسارة عسكرية ومالية باهظة بوقف تزويدها بمقاتلات "إف 35" وباحتمالية طردها من برنامج "إف 35"

كما تهدّد صفقة "إس 400 "الحلم التركي بتشييد حاملات الطائرات، وذلك لسبب تقني، يعود إلى فكرة أنّ الطائرات التي تزوَّد بها حاملات الطائرات يجب أن تتميز بالقدرة على الإقلاع القصير والهبوط العمودي، وهذا النوع من المقاتلات غير متوفر حالياً إلا في مقاتلتين فقط، إحداهما مقاتلات "هارير" البريطانية، التي بدأت تخرج من الخدمة، والثانية مقاتلات" إف 35" الأمريكية، التي ستُحرم منها تركيا تبعاً للعقوبات الأمريكية.

ومن المتوقع أن تؤدي العقوبات الأمريكية إلى لجوء أردوغان إلى روسيا، وهو ما سيقضي على الوجود العسكري التركي في سوريا، وينهي المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، كما سيؤدي إلى فشل مخططات أردوغان في إنشاء جيب تركي في المنطقة الشمالية من سوريا، ويكبّد الميليشيات المسلحة التي تدعمها بلاده بهزيمة عسكرية ساحقة.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية