قبل أقل من أسبوع من إطلاق معرض إكسبو 2020 الذي تحتضنه مدينة دبي في الأول من الشهر المقبل، جرى الإعلان أمس عن الحكومة الإماراتية الجديدة.
وحافظت النساء التسع في الحكومة السابقة على حضورهن من دون إنقاص في العدد أو تقليل من المسؤوليات، في مؤشر إلى العمل الدؤوب والمتطور للوزيرات اللائي أثبتن حضوراً وكفاءة وتميزاً، وبذلك تواصل الحكومة الجديدة ريادتها كأكثر الحكومات العربية التي تحمل فيها النساء حقائب وزارية.
اقرأ أيضاً: المرأة الإماراتية.. طموحات وإنجازات غير مسبوقة
أحد التعديلات الوزارية المتصلة بحقائب النساء تمثل في تعيين مريم المهيري التي كانت تتولى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2017 منصب وزير الدولة للأمن الغذائي، في منصب وزيرة التغير المناخي والبيئة، خلفاً لعبدالله بلحيف النعيمي الذي كان يتولى هذا المنصب منذ عام 2010.
الإعلان عن الحكومة، جاء من خلال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي صرح بأنّ رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، اعتمد التشكيل، بعد التشاور مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبالتزامن مع التشكيل الوزاري الجديد، أعلن بن راشد عن منهجية جديدة للعمل الحكومي، "بهدف تسريع المنجزات، وتحديد الأولويات"، مؤكداً سموه أنّ "الحكومة الجديدة ستعمل بالمنهجية الجديدة، وستركز على الأولويات التي اعتمدها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ضمن مبادئ الخمسين"، وفق صحيفة "البيان".
بالتركيز على المواقع الحيوية التي تحتلها المرأة في الحكومة الإماراتية التي أعلنت أمس السبت، نجد أنهنّ يحملن حقائب ذات أثر كبير على التنمية المستدامة في شتى الميادين
الحكومة الجديدة، ستواكب المرحلة القادمة بكل متغيراتها وتحدياتها وسرعة تطوراتها.. لتحقيق أهداف المرحلة القادمة من رحلتنا التنموية.
ويعد تمكين النساء في دولة الإمارات واحداً من أركان سياستها، لتكون بذلك الدولة العربية الرائدة التي تترجم الشعارات المؤيدة لمشاركة النساء إلى فعل حقيقي على الأرض.
وتعتبر سياسات تمكين النساء ودمجهمن في الحياة العامة في الإمارات، أحد أهم الأهداف التي سعت إليها وعملت من أجلها وما تزال الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام التي تلقّب بـ"أم الإمارات"، لاهتمامها بالأمومة والطفولة والتنمية الأسرية، ودعم النساء.
اقرأ أيضاً: يوم المرأة الإماراتية: طموح وإشراقة في العام الخمسين للدولة
وترى الشيخة فاطمة أنّ حكام الإمارات الذين "تبنوا نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وساروا على دربه وخطاه، يسخّرون موارد الدولة وإمكاناتها من أجل المواطن، ويقودون المسيرة باقتدار في المجالات كافة خاصة في ملف دعم وتمكين المرأة الإماراتية للنهوض بدورها في تربية النشء وإعدادهم لمستقبلهم ومستقبل وطنهم".
وتجلّت السياسات التي رعتها الشيخة فاطمة، والتي لاقت دعم حكام الإمارات، في أن تتبوأ النساء مراكز عليا، وتدير مؤسسات كبرى، وتبثت موجودية تضاف إلى رصيد النساء الكبير في العالم من حيث العطاء والإبداع.
المواقع الحيوية للنساء في الحكومة الجديدة
وبالتركيز على المواقع الحيوية التي تحتلها المرأة في الحكومة الإماراتية التي أعلنت أمس السبت، نجد أنهنّ يحملن حقائب ذات أثر كبير على التنمية المستدامة في شتى الميادين، وكذلك إدارة جوانب ترتبط بشكل رئيسي بالتطوير الحكومي وشؤون الشباب والتعليم والثقافة، بالإضافة إلى العمل الدبلوماسي:
مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وجميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، وحصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وميثاء الشامسي وزيرة الدولة، وعهود الرومي وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وشما المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وسارة الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة.
تسعى إستراتيجية تمكين المرأة الإماراتية إلى بناء قدراتها، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتكون عنصراً فاعلاً ورائداً في التنمية المستدامة، ولتتبوأ المكانة اللائقة بها
نجاحات المرأة في الإمارات جرى تعزيزها في الإستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021 ، ألتي أطلقتها الشيخ فاطمة بنت مبارك، والتي توفر إطاراً عاماً ومرجعياً وإرشادياً لكل المؤسسات الحكومية (الاتحادية والمحلية) والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها، من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة، ريادية، مبادرة، تشارك في كل المجالات العملية التنموية المستدامة، بما يحقق جودة الحياة لها.
اقرأ أيضاً: المرأة الإماراتية سند للوطن في خطواته نحو الـ 50
وتسعى الإستراتيجية إلى تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتكون عنصراً فاعلاً ورائداً في التنمية المستدامة، ولتتبوأ المكانة اللائقة بها، لتكون، كما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام)، نموذجاً مشرفاً لريادة المرأة في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
وتتضمن إستراتيجية تمكين المرأة أربع أولويات أساسية هي:
*الحفاظ على استدامة الإنجازات التي تحققت للمرأة الإماراتية، والاستمرار في تحقيق المزيد من المكتسبات لها.
*الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة.
*توفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة.
*تنمية روح الريادة والمسؤولية، وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية.
واستندت الإستراتيجية في وضع أهدافها إلى جملة من مرتكزات أساسية، هي: دستور دولة الإمارات، رؤية الحكومة الاتحادية 2021، إستراتيجيات الحكومات المحلية، وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي، منهاج عمل بيجين، خطة التنمية لما بعد 2015، اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، إستراتيجية النهوض بالمرأة العربية، مؤشرات التنافسية العالمية.
أنظار العالم بأكمله تتجه للإمارات
اليوم، على مشارف معرض إكسبو الذي يعد من أبرز الأحداث العالمية، تتقدم الإمارات خطوات في سلم التنافسية العالمي. وكتبت د. ولاء الشحي: أيام معدودة تفصلنا عن إكسبو 2020، أقوى وأكبر حدث عالمي، أنظار العالم بأكمله تتجه لدولة الإمارات وتحديداً لدبي، كل شيء هنا ينبض، كأنها صوت العد التنازلي، لنبدأ معاً رحلة تأخذنا حول العالم، من بلد لآخر، ولكن هذه الرحلة رحلة استثنائية، فهي رحلة للمستقبل، رحلة عبر العلوم والتاريخ، رحلة مليئة بالمتعة والمغامرات، رحلة للتجربة والتعلم المستدام، رحلة أراها بكل تفاصيلها، رحلة كل العجائب.
اقرأ أيضاً: المرأة الإماراتية في قطاع الفضاء .. قصص نجاح ملهمة عنوانها التمكين
وأضافت الشحي في مقال بصحيفة "البيان": من هنا، من الإمارات وإكسبو 2020 ننتظر الحدث والأيقونة التاريخية التي ستسجل في سطور التاريخ، ففي كل حدث لإكسبو هناك اختراع أو إنجاز يسجل باسم هذا الحدث والدولة المضيفة له، كبرج إيفل والكاتشب وشاشات اللمس والكمبيوتر، هذه الإنجازات دخلت بوابة التاريخ وكانت انطلاقتها للعالم والبشرية من هذا الحدث.
وتتابع الكاتبة: سيرى العالم ويشهد على أننا شعب نصنع المستحيل، ويتأكد من أننا نسير على خطى القائد الأول الشيخ زايد طيب الله ثراه ورؤيته لدولة الإمارات، نحن شعب نعمل ونحقق وننجز ونستمر. حدث إكسبو 2020 دليل قاطع على أننا أقوى من أي أزمات وأي كوارث، لأننا معاً قلب واحد ويد واحدة. حينما أنظر لخلف كواليس الحدث من العمل والتخطيط والإنجار، من عامل البناء إلى القادة الذين وقفوا صفاً واحداً لإنجاز هذا العمل ولكن ليس أي إنجاز، بل إنجاز يملأه الابتكار والإبداع، إنجاز دقق في أصغر التفاصيل.
استعدوا وخذوا نفساً عميقاً، خلف خط البداية، أعلم أنه ليس سباقاً عادياً، بل هو سباق مع الزمن والعقل والروح، لتشبع كل رغباتها ونجيب عن كل ما هو مجهول، وننير دروباً جديدة نحو مستقبل لأجيال قادمة تنتظر المزيد والمزيد، موعدنا في الأول من أكتوبر 2021 لتشرق شمسنا على العالم ويعلو هتافنا ونقول "هذا وقتنا".
وكان الشيخ محمد بن راشد ذكر في تغريدة سابقة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر: "نطمئن الجميع بأنّ التجربة التي سيشهدها العالم في إكسبو ستكون غير مسبوقة".
وأضاف: "الإمارات ودبي ستكون على قدر الحدث العالمي.. والستة أشهر التي ستجتمع فيها 191 دولة معنا ستبقى في ذاكرة العالم بإذن الله".
من جانبه، غرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وقت سابق أيضاً، عبر حسابه الرسمي على تويتر، فقال: "قدرات فريقنا الوطني وكفاءتهم، بقيادة أخي محمد بن راشد ستقدم للعالم نموذجاً ملهماً في الإرادة والعزيمة والإنجاز، مستلهمين من إرثنا العريق في التواصل والتبادل الثقافي".
وينطلق إكسبو دبي مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على أن يستمر حتى 31 آذار (مارس) 2022.