قدمت "دار سوذبي" للمزادات أول عمل متكامل ومتغير للذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال لوحة ابتكرها برنامج صممه المبرمج الألماني ماريو كلينجمان.
اقرأ أيضاً: "المسيح ميتاً".. قصة لوحة سحقت دوستويفسكي
عُرضت لوحة " ميموريز أوف باسرباي آي" في لندن أول من أمس، ولفتت الأنظار وسط أعمال فنانين كبار قبل مزاد فني كبير سيقام الأسبوع المقبل في لندن.
ومن المرجح، أن تحقق لوحات فنانين كبار منهم لوسيان فرويد، وآندي وأرهول، وجان ميشيل باسكيا، وروي ليختنشتاين، بعضاً من أعلى الأسعار، لكن لوحة ميموريز أوف باسرباي آي، التي ابتكرها برنامج صممه المبرمج الألماني ماريو كلينجمان ستثير الكثير من الاهتمام.
قدمت دار سوذبي للمزادات أول عمل متكامل للذكاء الاصطناعي من خلال لوحة ابتكرها برنامج صممه الألماني ماريو كلينجمان
وقالت دار سوذبي للمزادات، وهي رابع أقدم دار مزاد في العالم، "إنّ أول عمل متكامل ومتغير للذكاء الاصطناعي يظهر في الأسواق، يقدم عرضاً فنياً لا ينتهي".
وكان فريق من رجال الأعمال الفرنسيين قد أقدم، العام الماضي، على تصميم خوارزميات على الحاسوب، يمكنها أن تعيد رسم لوحات أصلية تشابه أعمال كبار الفنانين مثل "رامبرانت".
ورغم أنّ النتيجة النهائية جاءت مشوشة وغير واضحة بما لا يثير إعجاب المولعين بفن رامبرانت، فقد كانت جيدة بما يكفي لعرض إحداها في دار كريستيز للمزادات في نيويورك للبيع، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بسعر يقدر بما يتراوح بين 7-10 آلاف دولار.
اقرأ أيضاً: خلف كل لوحة قصة.. ماذا تفعل هذه المرأة المنقبة على الدراجة النارية؟
وقال هوجو كازيل دوبر، مهندس الكمبيوتر الذي أسس المجموعة مع صديقي طفولته جوتييه فيرنيير وبيير فوتريل، "نحن فنانون بنوع مختلف من ريشة الرسم، ريشتنا هي خوارزمية نطورها على جهاز حاسوب".
أما لوحة الذكاء الاصطناعي الجديدة فتتألف، وفق ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية، من شاشتين موصلتين سلكياً بحاسوب، موضوع في صندوق خشبي عتيق التصميم. وتعرض إحدى الشاشتين وجها يبدو أنه لرجل والأخرى تعرض وجها لامرأة على ما يبدو لكن الوجهين يتغيران باستمرار وبسلاسة.
إن أول عمل متكامل ومتغير للذكاء الاصطناعي يظهر في الأسواق يقدم عرضاً فنياً لا ينتهي
وقال كلينجمان المتخصص في استخدام شيفرات الحاسوب لإبداع أعمال فنية "اللوحة عبارة عن آلة ابتكرتها وستظل تتغير وتنتج وجوها لأشخاص غير موجودين إلى الأبد".
لكن بعض الفنانين لم يقتنعوا بأن آلة يمكنها أن تصنع فناً حقيقياً.
وقال الرسام روبيرت بريستجياكومو: "هناك على الدوام إحساس ما خلف اللوحة، سواء كان غضباً أو اشتياقاً أو رغبة. لكن الذكاء الاصطناعي ها هو التعبير يتحدث عن نفسه.. اصطناعي".
وتتراوح تقديرات سعر اللوحة بين 30 و40 ألف جنيه إسترليني، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالأسعار المتوقعة للأعمال الفنية التقليدية في مزادات دار سوذبي للفن المعاصر.
اقرأ أيضاً: "الفنّ لا يغني من جوع" ... هكذا شوّهوا أطفالنا
ومن المتوقع أن تباع لوحة "رأس صبي" (هيد أوف إيه بوي) للفنان لوسيان فرويد بما يصل إلى 6.5 مليون جنيه إسترليني، وفقاً لتقديرات ما قبل البيع. كما من المرجح أن تباع لوحة لجسد عار بريشة الفنانة البريطانية جيني سافيل وبطول ثلاثة أمتار بما يتراوح بين خمسة ملايين وسبعة ملايين جنيه إسترليني، وهو ما وصفته سوذبي بأنه "أعلى تقدير قبل البيع لأحد الأعمال الفنية لرسامة على قيد الحياة".
وستباع الأعمال الفنية في المزاد الذي يقام يومي الخامس والسادس من آذار (مارس) الحالي.