هل يعود تنظيم داعش بشكل أقوى خلال العام 2025؟

هل يعود تنظيم داعش بشكل أقوى خلال العام 2025؟

هل يعود تنظيم داعش بشكل أقوى خلال العام 2025؟


20/03/2025

رغم تراجع نفوذه بشكل ملحوظ خلال عام 2023، إذ انخفض عدد عملياته العالمية إلى أكثر من النصف ليصل 838 هجوما مقارنة بـ 1.811 هجوماً في العام الذي سبق، شهد تنظيم "داعش" تصاعدا ملحوظا في نشاطه من خلال تنفيذ عمليات نوعية داخل سوريا والعراق وخارجهما.

ومنحه انهيار نظام الأسد المفاجئ فرصة جديدة، إذ استولى على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها الجيش النظام السوري والميليشيات الموالية له. ووفقا لتقارير وخبراء عسكريين، يعمل التنظيم حاليا على تدريب مجندين جدد وحشد قواته في الصحراء السورية، في محاولة لإحياء مشروعه المتطرف.

وقد شهد العام الماضي تحولا في عمل التنظيم الذي استطاع تنفيذ عدة عمليات نوعية كبيرة، أبرزها هجوم موسكو في آذار / مارس الذي أوقع 143 قتيلا، وهجوم كيرمان في إيران في كانون الثاني / يناير الذي أسفر عن مقتل نحو 100 شخص، وصولا إلى هجوم نيو أورليانز.

مؤشرات قوية على عودة داعش في 2025

وبحسب تقرير نشره موقع "إرم نيوز"، يخشى متابعون أن تكون الأوضاع الأمنية الهشة في سوريا "إبرة حياة" للتنظيم، الذي كشفت تقارير صحفية عن استيلائه على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها جيش الأسد والميليشيات الموالية له، مع أنباء أخرى تتحدث عن تدريبه لمجنّدين جدد، وحشد قواته في الصحراء السورية.

أما في ناحية الشرق، في مخيم الهول بمحافظة الحسكة على الحدود العراقية، الذي يعد "الخزان البشري" للتنظيم الإرهابي، فقط رصد تقرير لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، عودة مفزعة لخطر داعش داخل المخيّم وخارجه، وسط أنباء متواترة عن محاولات هروب شبه يومي من المخيم.

 شهد تنظيم "داعش" تصاعدا ملحوظاً في نشاطه من خلال تنفيذ عمليات نوعية داخل سوريا والعراق وخارجهما.

ونقلت القناة عن كين أحمد، وهو قائد في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أن المعلومات الاستخباراتية تكشف عن عمليات مستمرة لداعش، ومحاولات لتهريب السلاح والأشخاص، مؤكداً أن التنظيم يتلقى مساعدة من خلاياه الخارجية.

كما استُخدمت شاحنات نقل لتهريب المعتقلين في مقاعد مُجوّفة، وحُوّلت الممرات المائية إلى طرق لتهريب الأطفال الذين تسارعت وتيرة تجنيدهم ليكونوا "أشبال الخلافة". 

 

يخشى متابعون أن تكون الأوضاع الأمنية الهشة في سوريا "إبرة حياة" للتنظيم الذي كشفت تقارير صحفية عن استيلائه على مخزونات من الأسلحة

 

وقد كشفت المداهمات التي نفذتها قسد على المخيم عن كميّات كبيرة من القنابل اليدوية والبنادق، وحتى السكاكين، وتنقل القناة البريطانية عبارات أطلقها دواعش من خلف أسوار المخيم "داعش يعود. سنقطع رؤوسكم". 

وبعد عام 2023، الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في النشاط الإرهابي لتنظيم داعش، فقد كان العام الماضي، 2024، يحوي تحولاً خطيراً في التنظيم في أوروبا، أبرزها هجوم موسكو الدموي الذي أسفر عن 112 قتيلاً، لكن اللافت كان في تضاعف هجمات داعش في سوريا، ثلاث مرات، لتصل إلى حوالي 700 هجوم، بحسب تقرير لمركز "صوفان" للشؤون الأمنية.

لا يزال يشكل تهديداً

من جهته، قال توماس واريك، نائب مساعد وزير الأمن الداخلي الأمريكي الأسبق لسياسات مكافحة الإرهاب، في حديثه لقناة "الحرة"، إن تنظيم داعش، رغم الخسائر التي تكبدها، لا يزال يشكل تهديدًا للمنطقة، وأنه ما زال قادرًا على "ابتزاز مئات الآلاف من الدولارات من الأهالي وأصحاب الأعمال في شمال شرق سوريا". وأضاف أن التنظيم يعتمد على نفس الأسلوب في شمال غرب العراق.

وأشار إلى مشكلة أخرى تتمثل في قدرة داعش على استبدال قادته الذين يتم تصفيتهم بسرعة بكوادر جديدة، لكنه شدد على أن القضاء على قيادات هامة مثل "أبو خديجة" يجعل من الصعب على التنظيم العثور على شخص آخر يمتلك نفس القدرات.

داعش لا يزال يُشكّل التهديد الرئيسي في أوروبا

وقد أكد تقرير حديث لخبراء الأمم المتحدة، أن نار الجهاد والإرهاب لا تزال مُشتعلة في أوروبا، وأن الشعور بالقلق يتصاعد في فرنسا بشكل خاص، وقد كشف المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب أوليفييه كريستين مؤخراً، أنّه من بين الهجمات الإرهابية التسع التي تمّ إحباطها عام 2024 في بلاده، كانت 5 منها "تُعتبر مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم داعش الإرهابي في خراسان".

توماس واريك: تنظيم داعش، رغم الخسائر التي تكبدها، لا يزال يشكل تهديدًا للمنطقة

كما لفت التقرير إلى أن التحقيقات الاستخباراتية الدولية أكدت الترابط المُتبادل بين أنشطة تنظيم داعش الإرهابي بين أوروبا، وشمال أفريقيا وصولاً لمنطقة الساحل.

وكشف خبراء الأمم المتحدة المعنيين بمُكافحة الإرهاب في تقريرهم الأخير، الذي يُغطّي النصف الثاني من عام 2024 عن أنشطة تنظيمي داعش والقاعدة في العالم، حيث خلصوا إلى أنّ تنظيم داعش في خراسان لا يزال يُشكّل التهديد الرئيسي في أوروبا، وأنّ تجدد الفكر المُتطرّف تحت تأثير التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي هو اتجاه عالمي.

وحسب التقرير فإنّ التهديد الرئيسي للغرب، لم يعد يأتي من تنظيم القاعدة الذي أصبح ضعيفاً جداً، وبالتالي، فإنّ الخطر الذي يُشكّله قد انتهى، على الأقل في الوقت الراهن.

 

داعش لا يزال يشكل تهديدًا للمنطقة وما زال قادرًا على ابتزاز مئات الآلاف من الدولارات من الأهالي وأصحاب الأعمال في شمال شرق سوريا

 

ووفقاً لما يراه الكاتب والمحلل السياسي في يومية "لوفيغارو" الفرنسية جان تشيتشيزولا، فإنّه بالنسبة للدول الأوروبية، فإنّ تنظيم داعش الإرهابي في خراسان، الفرع الأفغاني للتنظيم "يُمثّل التهديد الإرهابي الخارجي الأكبر"، حيث أنّ "الوتيرة المُتزايدة للهجمات الفاشلة" في العام الماضي، أظهرت تصميم التنظيم على "تنفيذ هجمات مميتة للغاية على الأراضي الأوروبية، وخاصة ضدّ أهداف غير محمية وحشود كبيرة".

وبالنسبة لأوروبا، فإنّ هذا التهديد الذي يُشكّله تنظيم داعش الإرهابي "نشأ تحت تأثير جهاز دعاية قوي على شبكة الإنترنت، وتمّ تسهيله من خلال شبكات لوجستية بعيدة تستخدم اللغة الروسية المشتركة بين دول آسيا الوسطى، ومنطقة شمال القوقاز في الاتحاد الروسي".

ويُشير التقرير أيضاً إلى أنّ "الاعتقالات الأخيرة أظهرت بوضوح وجود العديد من المُتعاطفين مع شتات المُهاجرين من آسيا الوسطى، وشمال القوقاز في أوروبا ممن يحملون تصاريح إقامة قانونية، والذين سهّلوا تثبيت عملاء في منطقة شنغن وقدّموا الدعم المالي واللوجستي لتنفيذ أعمال انتهازية".

إلى ذلك، يُشير خبراء الأمم المتحدة إلى أنّ "تجديد" الإرهابيين ظاهرة عالمية، حيث تُشير المنظمة الدولية إلى أنّ "العديد من الدول الأعضاء لاحظت أنّ متوسط ​​أعمار الأفراد المُتطرّفين يبدو أنه يتناقص".

تهديد أكبر يلوح في الأفق 

وكانت دراسة نشرها "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، قد أكدت في أواخر العام 2024، أن تنظيم داعش لا يحتاج، في الوقت الحالي، إرسال “مقاتلين جدد” إلى أوروبا كما فعل في عامي 2014 و2015 لكن يتم استثمار المتعاطفين مع التنظيم. 

وأشارت إلى أن خطاب تنظيم داعش يقول:” أنتم يمكنكم أن تصبحوا مقاتلين ولا تحتاج إلى القدوم إلى سوريا أو الانضمام إلى داعش، كل ما عليك فعله هو تسجيل مقطع فيديو والاعتراف بتنظيم داعش قبل اتخاذ أي إجراء، ثم نعترف لك، وأنت مقاتل داخل التنظيم يحق لك العمل و”الشهادة”. 

وبهذه الطريقة، يعمل تنظيم داعش على زيادة  قدراته وإمكانياته. وهناك استراتيجية أخرى تتمثل في قيام قيادات تنظيم داعش بالبحث عن “المجندين” المحتملين في مساحات الإنترنت ومن ثم توجيههم كموجهين.

 

التهديد الذي يُشكّله تنظيم داعش الإرهابي "نشأ تحت تأثير جهاز دعاية قوي على شبكة الإنترنت وتمّ تسهيله من خلال شبكات لوجستية

 

كما أشارت إلى وجود دلائل كافية على أن “تهديد” أكبر يلوح في الأفق، حيث أصبحت “التأثيرات” من خلال الإنترنت أكثر تواتراً وأقرب. 

وسيطر تنظيم داعش في العام 2014 على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وأعلن قيام "الخلافة" وأثار الرعب في المنطقة والعالم. وفي العام 2017، أعلن العراق دحر تنظيم داعش في العراق بمساندة من تحالف دولي ضد التنظيم بقيادة واشنطن.

ثم اندحر التنظيم المتطرف في سوريا في العام 2019 أمام المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن. ولا يزال عناصر من التنظيم مختبئين في مناطق نائية قادرين على شنّ هجمات ونصب كمائن.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية في يوليو 2024 إن التنظيم يحاول "إعادة تشكيل نفسه بعد سنوات من تراجع قدراته".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية