هل يخرج اليمين المتطرف في ألمانيا عن السيطرة؟.. إليكم أبرز الحركات

هل يخرج اليمين المتطرف في ألمانيا عن السيطرة؟.. إليكم أبرز الحركات

هل يخرج اليمين المتطرف في ألمانيا عن السيطرة؟.. إليكم أبرز الحركات


12/10/2023

أولت الحكومة الألمانية ملف التنظيمات والمجموعات اليمينية المتطرفة اهتماماً كبيراً، أكثر من أيّ وقت مضى، لما تشكّله من خطورة على الأمن المجتمعي والتعايش واندماج الأجانب.

ووفق السلطات الألمانية، فإنّه ما تزال جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا تميل إلى العنف، وتشكل أكبر تهديد للديمقراطية والمجتمع الألماني، حيث تتبنّى استراتيجية "التدمير البنّاء"، وعدم الاعتراف بمؤسسات الدولة الألمانية.

ووفق دراسة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، فقد كشفت السلطات الألمانية أبرز جماعات اليمين المتطرف، ومنها رابطة (هامرسكينز دويتشلاند) Hammerskins Deutschland، التي تُعدّ فرعاً من رابطة في الولايات المتحدة، وتتواجد في ألمانيا منذ أوائل تسعينيات القرن الـ (20).

وتتبنّى الرابطة اتجاهات مناهضة للدستور والديمقراطية الألمانية، وترفض فكرة التفاهم بين الشعوب، وتتعارض أنشطتها مع القوانين الجنائية الألمانية، وتسعى من خلال حفلاتها الموسيقية للتأثير على غير الأعضاء بها بأفكار يمينية متطرفة.

كما تطرقت السلطات في بياناتها الى حركة (فولكيش)؛ وهي حركة عرقية قومية ألمانية تأسست أواخر القرن الـ (19)، وظهرت جماعات موالية لها تعارض التغيرات الاجتماعية والثقافية الألمانية، وتتخد الحركة من الأرياف الألمانية في منطقة (لونبرغ) شمال ألمانيا مركزاً لها، ولا يدخلها أحد إلا أتباعها، وتسعى الحركة لبناء مجتمع خاص يؤمن بأفكار يمينية متطرفة، ويعيش وفق ضوابط وقيود إيديولوجية.

أولت الحكومة الألمانية ملف التنظيمات والمجموعات اليمينية المتطرفة اهتماماً كبيراً

أمّا عن حركة (مواطنو الرايخ)، فبحسب دراسة المركز الأوروبي، هي حركة تعتقد أنّ (الرايخ) أو الإمبراطورية الألمانية التي كانت قائمة بين 1917 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ما تزال قائمة، وترفض الحركة الاعتراف بالدولة الألمانية بنظامها السياسي القائم.

وتضم الحركة متطرفين يمينيين ومؤمنين بنظرية المؤامرة ومتحمسين لاقتناء السلاح. ويقدّر عدد أعضاء الحركة بنحو (21) ألف عضو، من بينهم (5%) تمّ تصنيفهم بوصفهم يمينيين متطرفين، وغالبية أعضاء الحركة ذكور، وتتجاوز أعمارهم الـ (50) عاماً في المتوسط.

تضاعف عدد مظاهرات اليمين المتطرف في النصف الأول من العام 2023 بأكثر من (3) مرات، مقارنة بعددها في الفترة نفسها من العام 2022

وفي السياق ذاته، تطرقت الدراسة إلى مجموعة (لواء العاصفة 44) أو (لواء الذئب)، وهي مجموعة تهدف إلى "إعادة بناء الدولة النازية السابقة"، وهي على صلة وطيدة بالمتطرفين اليمينيين في ألمانيا، وتورط أعضاء منها في العام 2019 بتشكيل جماعة إجرامية، وذلك بعد الاشتباه في مشاركتهم في التجمعات اليمينية المتطرفة الإقليمية ورسم "الصليب المعقوف" على الجدران.

ومن الحركات اليمينية أيضاً منظمة (الشباب) التابعة لحزب (البديل من أجل ألمانيا)؛ وتضم أفراداً ومنظمات لا تنفذ أعمالاً عنيفة، لكنّها تغذي "ثورة ثقافية يمينية متطرفة"، وتسلك مساعي مناهضة للدستور الألماني، وتنشر مفهوماً عرقياً للمجتمع، يقوم على افتراضات بيولوجية أساسية، وتخضع المنظمة للمراقبة باعتبارها حالة مؤكدة من التطرف اليميني، بعد أن كانت حالة يمينية متطرفة مشتبهاً بها.

كما تناولت الدراسة (معهد البحوث لسياسة الدولة) الذي يُعتبر مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة، تأسس عام 2000، ويقع مقره في مدينة (شنيلرودا) شرق ألمانيا.

يعقد المعهد مؤتمرات، وينشر دراسات وأوراقاً بحثية تدعم إيديولوجية اليمين المتطرف، وينتمي معظم المتحدثين في هذه المؤتمرات والكتّاب إلى "الجناح المتطرف" داخل حزب (البديل من أجل ألمانيا).

حركة (مواطنو الرايخ) تعتقد أنّ الإمبراطورية الألمانية ما تزال قائمة

أمّا منظمة (واحد في المئة)، فقد أشار المركز إلى أنّها تأسست عام 2015، ولديها علاقة وثيقة بحركة (الهوية) الألمانية، ويتجاوز عدد أنصارها (52) ألف شخص تقريباً، وترى المنظمة أنّ موجات الهجرة واللجوء تمثل التهديد الرئيسي للمجتمع الألماني، كما ترى نفسها "منصة مقاومة مهنية للدفاع عن المصالح الألمانية".

ومن الحركات المتطرفة (حركة الهوية)، والتي يتراوح عدد أعضائها في ألمانيا ما بين (200 ـ 600) ناشط تقريباً، و(1000) مؤيد. ويوجد للحركة فروع في الولايات الألمانية الـ (16) بالإضافة إلى وكالة إعلامية وكيان استشاري مالي ومتجر إلكتروني، وتتعارض أنشطة الحركة مع مبادئ الديمقراطية .

وفي الإطار ذاته، أدرجت الدراسة حركة (بيغيدا) ضمن الجماعات اليمينية المتطرفة، وأكدت الدراسة أنّها تأسست كحركة مناهضة للإسلام واللاجئين في ألمانيا، وتستغل الحركة الأزمات المرتبطة بالهجرة واللجوء لبث دعايتها اليمينية المتطرفة.

عزا تقرير الاستخبارات الزيادة الحادة في نسبة الميول العنيفة لدى عناصر اليمين المتطرف، إلى ارتفاع عدد أنصار (حزب البديل من أجل ألمانيا)AFD ، الذين تم وضعهم لأول مرة تحت المراقبة، وتقدّر الهيئة عددهم بأكثر من (10) آلاف شخص

وبحسب الدراسة، تستقطب الحركة أفراد الطبقة الوسطى في ألمانيا، ويتبنّى مؤيدوها فكرة أنّ المجتمع الألماني في حاجة إلى أن "يفيق" إلى تهديدات "الإسلامويين المتطرفين"، وتتهم الحركة السلطات الألمانية بالفشل في تطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة.

وأوردت الدراسة تصريحاً لوزارة الداخلية الألمانية صدر في 19 أيلول (سبتمبر) 2023 أكدت فيه أنّ حظر الجماعات اليمينية المتطرفة مثل رابطة (هامرسكينز دويتشلاند) يمثل "ضربة قوية ضد التطرف اليميني المنظم"، وهذا يرسل "إشارة واضحة ضد العنصرية"، كما أنّ التطرف اليميني "ما يزال يمثل أكبر تهديد متطرف للديمقراطية الألمانية ومؤسسات الدولة، لذلك تواصل السلطات الألمانية تفكيك الهياكل اليمينية المتطرفة".

وكانت هيئة حماية الدستور الألمانية "الاستخبارات الداخلية" قد حذّرت في 20 حزيران (يونيو) 2023 من الارتفاع "الحاد" في نسبة المتطرفين ذوي الميول العنيفة بالبلاد. حيث رصدت خلال العام 2022 مظاهر ارتفاع العنف بشكل خاص في أوساط الطيف اليميني المتطرف بنحو (14.5%)، وسجلت من أصل (40) ألف عنصر يميني متطرف، (14) ألفاً منهم لديهم استعداد لارتكاب هجمات إرهابية.

وعزا تقرير الاستخبارات الزيادة الحادة في نسبة الميول العنيفة لدى عناصر اليمين المتطرف، إلى ارتفاع عدد أنصار (حزب البديل من أجل ألمانيا)AFD ، الذين تم وضعهم لأول مرة تحت المراقبة، وتقدّر الهيئة عددهم بأكثر من (10) آلاف شخص.

أدرجت الدراسة حركة (بيغيدا) ضمن الجماعات اليمينية المتطرفة

وأظهرت دراسة في 23 أيلول (سبتمبر) 2023 أنّ انتشار المواقف اليمينية المتطرفة بين السكان في ألمانيا زاد بشكل حاد منذ عام 2021، مشيرة إلى أنّ (1 من كل 12) شخصاً بالغاً بمعدل (8.3%) يتبنّى حالياً وجهة نظر يمينية متطرفة، وكانت نسبة هؤلاء تتراوح بين (2 ـ 3%) في الأعوام الماضية.

وأشار المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، في 10 أيار (مايو) 2022 إلى أنّ "عنف" اليمين المتطرف ربما يكون في طريقه لـ "الخروج عن السيطرة" بالفعل. وأظهرت نتائج دراسة ألمانية في 29 آب (أغسطس) 2023 أنّ الشعبوية والإيمان بالمؤامرات منتشران على نطاق واسع في البلاد، وذهبت إلى أنّ (1 من كل 4) ألمان على قناعة بأنّ هناك "قوى سرّية" توجّه السياسة. ويقول (فرانك برتشنايدر) الخبير وعالم الاتصالات: إنّه "بوجه عام، أكثر من ثلث الألمان لديهم تصوّر يميني شعبوي بالمعنى الأوسع عن العالم". وذكر (برتشنايدر) أنّ هذه النظرة إلى العالم لم تترسخ لدى مجموعة كبيرة ممّن شاركوا في الاستطلاع وحسب؛ بل إنّها تزداد شعبية، مؤكداً انخفاض الرضا عن أداء الديمقراطية بين عامي 2022 و2023″. ملف: اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل وتداعيات صعود حزب البديل من أجل ألمانيا.

ووفق الدراسة، فقد تضاعف عدد مظاهرات اليمين المتطرف في النصف الأول من العام 2023 بأكثر من (3) مرات، مقارنة بعددها في الفترة نفسها من العام 2022، حيث ارتفع عدد المسيرات اليمينية المتطرفة في كل أنحاء ألمانيا من (35) مسيرة في النصف الأول من 2022 إلى (110) مسيرات في النصف الأول من العام 2023.

ورجّحت الدراسة أن يشكل تنامي جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا أرضاً خصبة لظهور جماعات وتنظيمات متطرفة أخرى، ومن المحتمل أن يجذب اليمين المتطرف المزيد من الأصوات الانتخابية في الولايات الألمانية، كما أنّ هناك أيضاً انتخابات البرلمان الأوروبي خلال عام 2024، وغير مستبعد أن يصعد اليمين المتطرف ليحتل الأغلبية.

مواضيع ذات صلة:

تصاعد اليمين المتطرف ١-٢

تصاعد اليمين المتطرف ٢-٢

الصفحة الرئيسية