هل حوّلت حماس مساجد غزة إلى مستودعات للسلاح؟

مساجد غزة قنابل موقوتة بعد أن حولتها حماس إلى مستودعات للسلاح

هل حوّلت حماس مساجد غزة إلى مستودعات للسلاح؟


31/07/2023

تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الدينّية على المساجد، لكن أن تكون الوزارة ضمن حكومة تديرها حركة حماس فهنا المشكلة والخطر بالنسبة إلى السكان في غزة، فمنذ سيطرة حماس على قطاع غزة قبل أكثر من (15) عاماً، تحاول بسط كامل سيطرتها على إدارة جميع المساجد المنتشرة في قطاع غزة، بل إنّها تواصل بناء المزيد من تلك المساجد وفق مصالحها، وليس لتقريب بيوت العبادة على المواطنين، حتى أنّ البناء الهندسيّ الذي يتم تشييد المساجد به يثير استغراب المواطنين، لاحتواء غالبية كبيرة من المساجد على طوابق أرضية بعضها يصل إلى طابق وطابقين تحت الأرض، إضافة إلى بناء طوابق عدة فوق صحن المسجد، ووضع رايات خاصة بتنظيم حماس أعلى قباب المساجد لتميزه بأنّ هذا المسجد تابع لها، وهذا ما أثار الشكوك مؤخراً لدى السكان في غزة من بناء حماس المساجد بطرق تخدم مصالحها وتعرّض المصلين إلى الخطر، الذين باتوا يهجرون المساجد خوفاً على حياتهم.

منذ سيطرة حماس على قطاع غزة قبل أكثر من (15) عاماً، تحاول بسط كامل سيطرتها على إدارة جميع المساجد المنتشرة في القطاع

في الخفاء تدور حرب باردة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بعض المصادر الإعلامية تناقلت معلومات عن مصادر أمنية مفادها قيام عناصر من القسام بإطلاق النار تجاه عناصر يتبعون لحركة الجهاد الإسلامي في جنوب قطاع غزة، تبع ذلك حملة اعتقالات من قبل شرطة حكومة غزة التابعة لحماس ضد أفراد من تنظيم الجهاد الإسلامي، وذلك بعد محاولة الجهاد الإسلامي السيطرة على مسجد تم تشييده حديثاً، حيث تم بناؤه بتمويل خارجي تلقت الجهاد الأموال وتابعت البناء، وعند افتتاح المسجد اعترضت حماس على سيطرة الجهاد، وبسطت يدها عليه بالقوة، وفي مثل هذه الحالات ترفض قيادات حماس والجهاد التعليق على مثل هذه الأحداث، بل العمل على تطويق الأحداث داخلياً، لكن تبقى المشاكل وحالة العداء عالقة بين الطرفين.

إسرائيل خلال حروبها المتكررة على قطاع غزة تعمل على استهداف بعض المساجد التي تصفها بالمساجد المركزية التي تديرها حماس بأطنان من المتفجرات، في بدايات قصف المساجد لأول مرة خلال عدوان صيف 2014 على غزة ركزت إسرائيل على تدمير جزء كبير من المساجد في قطاع غزة، لم يكن السكان على دراية كاملة بأسباب تلك الاستهدافات للمساجد سوى أنّها تابعة لحماس فقط، لكن مع مرور الوقت عرف المواطنون أنّ حماس تستخدم المساجد لتخزين السلاح والصواريخ، وإنشاء شبكات الأنفاق داخل الأحياء السكنية انطلاقاً من المساجد، وهذا الاستخدام ناتج عن ضيق مساحة قطاع غزة وعدم وجود أماكن آمنة بالنسبة إلى حماس، حتى أنّ مقراتها العسكرية تتعرض للقصف في أيّ جولة تصعيد، لذلك اتجهت مؤخراً إلى المساجد لتخزين العتاد العسكري، وهذا ما كشفت عنه إسرائيل سابقاً من فضح حماس التي تحوّل المساجد لقنابل موقوتة، من أجل تلبية مصالحها على غرار الجهاد الإسلاميّ التي تتخذ من المساجد منابر للخطابات السّياسية واستخدامها كحيز لتمرير أفكارها إلى الشباب واستقطابهم للانخراط في التنظيم.

خلال الآونة الأخيرة تعرضت منازل بعض السكان ممّن يقطنون بالقرب من بعض المساجد بالتحديد داخل المخيمات لانهيارات أرضيّة

خلال الآونة الأخيرة تعرضت منازل بعض السكان ممّن يقطنون بالقرب من بعض المساجد بالتحديد داخل المخيمات لانهيارات أرضيّة طالت بعض الجدران وأجزاء منها، بفعل الحفر البدائيّ الذي يمارسه عناصر حماس انطلاقاً من تلك المساجد إلى داخل الأحياء، لكنّ حماس سرعان ما تحاول التستر على فضائحها وترميم الخراب الذي تحدثه بمنازل المواطنين، وفي بعض الأحيان دفع مبالغ مالية للمواطنين لمنعهم من فضح ما يجري، حتى أنّ المواطنين يرفضون الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لتلك الانهيارات، خوفاً من تداول الفضائح وتعرضهم للمساءلة والخطر، هذه الأنفاق مهمتها نقل الصواريخ وأنواع السلاح الأخرى إلى المقاتلين في نقاط متفرقة خلال الحروب مع إسرائيل، إضافة إلى ذلك تستخدم حماس بعضاً من المساجد كمعتقلات وسجون، تستخدمها أيضاً بشكل أوسع في أوقات الحروب الإسرائيلية عندما تخلي السجون من النزلاء، وهذا ما كشفته إسرائيل في أثناء حرب أيار (مايو) 2021، عندما استهدفت مسجد الأمين محمد وسط مدينة غزة، والذي حولته حماس إلى سجن خاص بالنزلاء الأمنييّن، حيث أدى الاستهداف الإسرائيلي للمسجد إلى تدميره بالكامل وقتل كافة النزلاء بداخله، وعرف من بينهم نزلاء من قادة حماس الذين تم اعتقالهم بتهمة الخيانة، هذه الأفعال التي تمارسها حماس داخل دور العبادة، دفعت الكثيرين للعزوف عن الذهاب إلى الصلاة في تلك المساجد، بعد قناعتهم بأنّ ما يجري يخالف تعاليم الدين والأخلاق الإسلاميّة والاستهتار المتعمد بأرواح المسلمين، حتى أنّها تمنع أيّاً من أهل الكتاب والسنّة وغيرهم من الوعاظ غير المنتمين لحماس، من الإمامة فيها أو إلقاء الدروس والخطب الدينية، بل توظف أفراداً من المؤيدين للحركة، ينشرون أفكارها والخطب السّياسية من على منابر تلك المساجد التي تدافع عن حماس.

مواضيع ذات صلة:

إسرائيل تخشى ذهاب عائدات حقل الغاز إلى حماس

حماس تستعرض أسلحتها... ما هدفها؟

بعد 16 عاماً من انقلاب حماس.. تحذيرات فلسطينية من الأسوأ



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية