هل تقضي ثورة الجياع في طرابلس الليبية على سيطرة "الإخوان"؟

هل تقضي ثورة الجياع في طرابلس الليبية على سيطرة "الإخوان"؟


29/07/2018

خرجت عدة مظاهرات في عدد من المدن الليبية، أمس، احتجاجاً على الظروف التي يعيشها الليبيون في الآونة الأخيرة.

متظاهرو طرابلس وصبراتة وصرمان رفعوا شعارات مناهضة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وتنظيم الإخوان

المتظاهرون في طرابلس، وصبراتة، وصرمان، رفعوا شعارات مناهضة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وتنظيم الإخوان، ومطالبة بضرورة تحسين ظروفهم المعيشية، كما طالب المتظاهرون الجيش والشرطة، بإنقاذ البلاد من الإرهاب والتشكيلات المسلحة، منادين بإجراء الانتخابات في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وفق اتفاق باريس.

الاحتجاجات، خاصة في طرابلس، أخذت هذه المرة شكلاً مختلفاً؛ حيث شهدت مشاركة واسعة من كافة أطياف المجتمع وشرائحه دون اكتراث للتهديدات التي أطلقها بعض مسؤولي الميليشيات المسلحة وبعض قادة تنظيم الإخوان في ليبيا.

المشاركون في الاحتجاجات أعلنوا أنهم مستمرون في تظاهراتهم حتى يسقط تنظيم الإخوان، وتدخل قوات الجيش الوطني الليبي للعاصمة لإنقاذها من الانهيار.

المتظاهرون طالبوا الجيش والشرطة بإنقاذ البلاد من الإرهاب والتشكيلات المسلحة منادين بإجراء الانتخابات

الوضع المعيشي المأساوي، وسوء الخدمات، وبطش المليشيات، كل ذلك دفع أبناء العاصمة طرابلس إلى النزول بلافتات تحمل شعارات تنادي برحيل الأطراف المهيمنة على العاصمة، التي تفتقر إلى أيّة رؤية للتوصل إلى حلّ للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، ودفعت الليبيين إلى كسر حاجز الخوف الذي زرعته الكتائب المسلحة في قلوبهم.

بدأت أزمة طرابلس بعدم توافر السيولة النقدية بشكل كافٍ في المصارف الليبية؛ إذ يعاني أبناء الشعب الليبي من عدم تمكنهم من صرف أكثر من 400 دينار ليبي لأي صاحب حساب في المصارف، فضلاً عن أزمة الخبز، بعد وصول قنطار الدقيق إلى 300 دينار ليبي، إضافة إلى أزمة قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وهو ما تسبَّب في حالة سخط بين أبناء العاصمة.

"ثورة جياع على الأبواب" جملة ترددت بشكل كبير على لسان أبناء من الشعب الليبي في العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بسبب الحالة المأساوية التي وصلت إليها ليبيا، بسبب فشل الأطراف المتصارعة في العاصمة على حلّ الأزمات التي تهدد حياة المواطنين.

الكتائب المسلحة في العاصمة طرابلس تجري تحركات عسكرية خوفاً من اتساع رقعة الاحتجاجات في المنطقة الغربية

وقد بدأت بعض الكتائب المسلحة في العاصمة طرابلس بتحركات عسكرية، خوفاً من اتساع رقعة الاحتجاجات في المنطقة الغربية، وقبل أن تتحول إلى انتفاضة شعبية على الأوضاع المعيشية الصعبة، ورفض وجود الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مفاصل الدولة في العاصمة الليبية.

فبعض الميليشيات أعلنت حالة طوارئ ونشرت عناصرها في الكثير من المناطق التي يمكن أن يتجمع فيها المتظاهرون، وبعضهم الآخر أطلقوا العنان لسياسيين ورجال دين ينتمون لهم للحديث عبر وسائل إعلامهم في محاولة لوقف مدّ الاحتجاجات، وإقناع الناس بأنّ حلول المشكلات باتت وشيكة، كمفتي الجماعات الإرهابية، الصادق الغرياني، الذي هاجم حراك "لا للتمديد"، الذي كان أحد الجهات الداعية للاحتجاجات، وبعض المليشيات اتبعت أسلوباً مغايراً؛ حيث قامت بملاحقة القيادات الشعبية التي تقوم على الدعوى للاحتجاجات لوقفها عن طريق التخويف والترهيب.

هذا وقد شهدت العاصمة الليبية طرابلس، منذ الأحد الماضي، تصعيداً في حدة الاحتجاجات؛ حيث خرجت مسيرات حاشدة تعبيراً عن الغضب الشعبي على الانقطاع المتواصل للكهرباء وسط تلويح بانتفاضة شاملة ضدّ الميليشيات وحكومة الوفاق الليبية.

وأعلن المتظاهرون إصرارهم على مواصلة التظاهر، حتى إسقاط ما وصفوها بـ "حكومة الإخوان" .

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية