"مهندس الإسلاموية"... كتاب ألماني يتعمق في شخصية حسن البنا والإخوان المسلمين

"مهندس الإسلام السياسي"... كتاب ألماني تعمق في شخصية حسن البنا والإخوان المسلمين

"مهندس الإسلاموية"... كتاب ألماني يتعمق في شخصية حسن البنا والإخوان المسلمين


02/01/2024

سيرة معمقة عن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، كتبت عنها غودرون كريمر (باحثة ألمانية بارزة في العلوم الإسلامية) تحت العنوان الألماني "مهندس الإسلاموية"، سلطت فيه الضوء على الأسس الفكرية التاريخية والبيئة الاجتماعية والسياق السياسي للإخوان المسلمين.

الكتاب الذي رسم ملامح شخصية هذا الرجل القوي في تأثيره، ألقى الضوء أيضاً على الاضطرابات التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن الـ (20)، والتي اتسمت باضطرابات سياسية واقتصادية قوية بشكل خاص. 

وجاء في الكتاب أنّ حسن البنا، بصفته عضواً في مجموعة من الشباب المتشددين دينياً، كان يسعى بالفعل في مسقط رأسه للدفاع عن "الأخلاق الإسلامية" ضد "التأثيرات الضارة مثل التبشير المسيحي، وتعاطي الكحوليات والمخدرات، والقمار، والدعارة، التي شن تنظيمه، الإخوان المسلمون، حملة ضدها لاحقاً".

حتى عندما كان شاباً، تأثر حسن البنا بحركة مناهضة الاستعمار المتنامية في مصر، والتي وصفها، بشكل أكثر وضوحاً ممّن قبله من الإصلاحيين الإسلاميين بأنّها "جهاد".

 

بفضل الرحلات الدعوية المكثفة التي كان يقوم بها حسن البنا عبر البلاد، تمكنت جماعة الإخوان من التوسع أكثر بعد انتقالها إلى القاهرة في عام 1932 ونشر مجلتها الخاصة أيضاً.

 

وبفضل الرحلات الدعوية المكثفة التي كان يقوم بها حسن البنا عبر البلاد، عادةً خلال العطلات المدرسية، تمكنت جماعة الإخوان من التوسع أكثر بعد انتقالها إلى القاهرة في عام 1932 ونشر مجلتها الخاصة أيضاً.

ومع النمو المتواصل للتنظيم، الذي كان محظوراً عليه كمؤسسة خيرية أيّ نشاط سياسي، تمددت في الوقت نفسه هياكله. وبصفته "المرشد الأعلى"، الذي يتمتع بصلاحيات شاملة، أصبح حسن البنا يراقب الأعضاء، الذين تم تقسيمهم إلى (3) فئات و(10) رتب، "لكل منها"، كما تقول غودرون كريمر، "واجباتها وشاراتها الخاصة، التي تُمَكّن، كما في نادي الجودو تقريباً، من التعرف عليهم من النظرة الأولى".

فشلت محاولات بعض رفقاء حسن البنا للترشح للانتخابات البرلمانية، وكان هو نفسه يفكر بصوت عالٍ في الترشح، رغم أنّه دعا، باسم الوحدة الإسلامية، إلى حل جميع الأحزاب.

 

كان البنا يدعو تارة إلى الجهاد وتارة إلى التعقل، وأدلى أيضاً بآراء متناقضة حول مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية.

 

وعلى الرغم من أنّ جماعة الإخوان المسلمين شهدت نهضة خاطفة خلال الحرب العالمية الثانية بفضل دعم السياسيين المتعاطفين، وكان عدد أعضائها يقدّر بالفعل بمئات الآلاف، إلا أنّها بدأت أيضاً تعيش أولى انشقاقاتها. 

وتعزو المؤلفة فقدان "المرشد الأعلى" التدريجي للسيطرة، والذي كان هناك ضده تمرد صريح (علني) داخلياً، إلى خطه غير المتسق. إذ كان البنا يدعو تارة إلى الجهاد، وتارة إلى التعقل، وأدلى أيضاً بآراء متناقضة حول مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، وفي عام 1936 وافق على تطبيق العقوبات الشرعية البدنية (الحدود)، لكنّه رفضها مرة أخرى في عام 1948. وكان موقفه متناقضاً أيضاً تجاه الإرهاب، الذي سقط هو نفسه ضحية له في النهاية، بحسب ما تقول غودرون كريمر.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية