منافسة وتنوع... تعرف إلى خريطة الدراما العربية خلال الموسم الرمضاني 2023

منافسة وتنوع... تعرف إلى خارطة الدراما العربية خلال الموسم الرمضاني

منافسة وتنوع... تعرف إلى خريطة الدراما العربية خلال الموسم الرمضاني 2023


26/03/2023

تحفل الخريطة الدرامية خلال الموسم الرمضاني الجاري بعشرات الأعمال التي تتنافس بقوة لحصد أكبر عدد من المشاهدين بمختلف الدول العربية، وتتنوع بين الدراما والتاريخ والكوميديا، إلى جانب أعمال دينية، وسيرة ذاتية، وقد سجل بعضها حضوراً قوياً منذ الأيام الأولى لعرضها، بينما ما يزال العديد منها محل تقييم الجمهور على مدار الشهر الفضيل، ولا تخلو الدراما الرمضانية من الجدل هذا العام، فقد أثارت بعض الأعمال حالة كبيرة من الجدل قبل عرضها، كان أبرزها مسلسل "تحت الوصاية" للفنانة منى زكي.

وتستعرض "حفريات" في هذا التقرير خريطة بأبرز الأعمال الدرامية في مصر ودول الخليج ومنطقة المغرب العربي، حيث تتنوع القضايا وتختلف الموضوعات وآليات العرض والإنتاج، وتبقى المنافسة حاضرة وبقوة لتحقيق أكبر قدر من الانتشار والتميز في المنطقة العربية، ونيل إعجاب أكبر فئة من الجمهور.

عشرات الأعمال الدرامية في مصر

تبدو السمة الغالبة على الأعمال الدرامية في مصر هذا العام مرتبطة بغزارة الإنتاج، والميل نحو طرح قضايا أكثر جرأة وتنوعاً، كما يعتمد عدد كبير نسبياً من الأعمال على اختصار مدة العرض إلى (15) حلقة فقط، يتم عرضها في النصف الأول أو الثاني من الشهر.

ملمح آخر يغلب على خريطة الدراما المصرية، هو غياب الدراما الوطنية التي كانت حاضرة وبقوة خلال الأعوام الـ (3) الماضية، أبرزها مسلسل "الاختيار"، "العائدون"، "هجمة مرتدة"، وهذا العام يقدّم صناع الدراما عملاً واحداً يحمل الصبغة الوطنية هو "الكتيبة 101" فيما تتصدر الدراما التاريخية مثل مسلسل "الإمام الشافعي"، و"سوق الكانتو".

ما أبرز الأعمال الدرامية المعروضة بمصر؟

من أبرز المسلسلات التي تُعرض على الشاشات المصرية وبعض الشاشات العربية، من إنتاج مصري هذا العام، مسلسل "حضرة العمدة"، بطولة روبي، و"عملة نادرة" بطولة نيلي كريم، و"رسالة الإمام" بطولة خالد النبوي، و"سره الباتع" الذي يشهد عودة المخرج المصري خالد يوسف بعد أعوام من الغياب، وهو بطولة جماعية لعدد من النجوم المصريين منهم؛ حنان مطاوع وأحمد السعدني وخالد الصاوي، ويُعدّ من قائمة الدراما التاريخية، و"جعفر العمدة" بطولة محمد رمضان، و"حرب" بطولة أحمد السقا ومحمد فراج.

هذا العام يقدّم صناع الدراما عملاً واحداً يحمل الصبغة الوطنية هو "الكتيبة 101"

وتعرض القنوات المصرية أيضاً مجموعة من المسلسلات التي تتميز بالبطولة النسائية أبرزها مسلسل "تحت الوصاية"، من بطولة منى زكي، و"ستهم" بطولة روجينا، و"تغيير جو" بطولة منة شلبي، و"1000 حمد الله على السلامة" بطولة يسرا، و "ليل- أم البنات" الذي يشهد عودة النجمة سهير رمزي بعد غياب طويل.

كما تعرض القنوات أجزاءً جديدة من عدة مسلسلات، منها "رمضان كريم" بطولة سيد رجب، و"المداح- أسطورة الوادي" من بطولة حمادة هلال، و"الكبير" بطولة أحمد مكي ورحمة أحمد.

خريطة متنوعة للدراما الخليجية

تنافس دراما الخليج هذا العام بمجموعة متنوعة من الأعمال، بين التاريخ والدراما والكوميديا، ومن المرتقب أن تكون بقلب المنافسة، أبرزها مسلسل "حياة لا تشبهني"، وهو عمل تاريخي اجتماعي، تدور أحداثه في ثمانينيات القرن الماضي من بطولة هبه الدري، وحسين المهدي.

السمة الغالبة على الأعمال الدرامية في مصر هذا العام مرتبطة بغزارة الإنتاج، والميل نحو طرح قضايا أكثر جرأة وتنوعاً

ومسلسل "بيت القصيد"، من الأعمال الإماراتية التي تتناول دراما تاريخية، ويشارك في بطولته مرعي الحليان، وفاطمة الحوسني، ومسلسل "النكران" الذي تدور أحداثه في إطار درامي مشوق، ويقدم عدة قصص إنسانية، منها ما يخص الصراع الذي يعيشه الإنسان مع أقرب الناس إليه، وهو من بطولة داود حسين وباسمة حمادة.

كما تعرض القنوات الخليجية خلال الموسم الرمضاني الحالي مسلسل "قرة عينيك"، وهو من نوعية الأعمال الاجتماعية التي تناقش قضايا في إطار كوميدي، عن امرأة تحبس ظلماً لمدة (30) عاماً، قبل أن تظهر براءتها، وهو من بطولة حياة الفهد.

مسلسل "النكران" تدور أحداثه في إطار درامي مشوق، ويقدم عدة قصص إنسانية

ومسلسل "مجاريح"، وهو من نوعية مسلسلات الدراما الاجتماعية التي تركز على المرأة، ويعرض مشكلات مجموعة كبيرة من النساء في ضوء أحداث تشويقية، بطولة سعاد عبد الله، و"البوشية" وهو من نوعية الدراما الاجتماعية أيضاً، ويناقش العلاقات المعقدة بين الأسر الثرية والمكافحة، من بطولة مريم الصالح وعبد الرحمن العقل.

دراما المغرب العربي على أجندة المنافسة

خريطة الدراما في المغرب العربي أيضاً تحفل بالعديد من الأعمال التي يطمح صناعها بوصولها لأكبر عدد من الجمهور العربي، وإن كانت اللهجة تمثل عائقاً في ذلك على حدّ تقدير بعض المراقبين.

تعرض القنوات المغربية على سبيل المثال خلال الموسم الرمضاني الجزء الثاني من مسلسل "المكتوب" الذي حقق نسب مشاهدة عالية في رمضان 2022، وأيضاً مسلسل "طريق الورد" الذي يحكي قصة شابة قروية عاشقة للورد تواجه مشكلات عائلية اضطرتها للهجرة إلى المدينة بحثاً عن مستقبل أفضل.

مسلسل "تحت الوصاية"، من بطولة منى زكي

ويعرض خلال الموسم الرمضاني كذلك الجزء الخامس من مسلسل "سلمات أبو البنات" الذي حقق نسب مشاهدة عالية خلال المواسم السابقة، ومسلسل "غدر الزمان"، و"كاينة ظروف" الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي حول قصة (3) نساء غادرن السجن ويحاولن الاندماج داخل المجتمع بالرغم من الصعوبات التي ستواجههن.

كيف يرى النقاد هذا الموسم؟

يقول الناقد الفني المصري طارق الشناوي: إنّ هناك تنوعاً هائلاً في الأعمال الدرامية التي تقدّم هذا العام، مشيراً إلى أنّ هذا التنوع بدأ يظهر جلياً خلال الأعوام الأخيرة، وكان هناك جزء مهم لتوثيق الحياة المصرية المعاصرة وما حدث بها من متغيرات في الحياة من خلال المسلسلات مثل "الاختيار".

طارق الشناوي: هناك تنوع هائل في الأعمال الدرامية التي تقدّم هذا العام، مشيراً إلى أنّ هذا التنوع بدأ يظهر جلياً خلال الأعوام الأخيرة

ويشير الشناوي في تصريح لصحيفة "الوطن" المصرية إلى أنّه مستبشر خيراً لموسم دراما رمضان هذا العام في ظل الإعلان عن الأعمال الموجودة والمشاركة، خصوصاً مسلسل "رسالة الإمام" باعتباره من الدراما التاريخية، ويتناول سيرة الإمام الشافعي الذي يستحق الحديث عنه فنياً لأنّه من الأئمة المستنيرين.

كما يشيد الناقد المصري بتطبيق فكرة المسلسلات ذات الـ (15) حلقة، التي تمنح التنوع وتقدم أصحاب المواهب، الأمر الذي يجعلنا نتمنى أن تكون هناك مسلسلات سباعية أيضاً، وكل ذلك بجوار المسلسلات الطويلة الـ(30) حلقة، ويكون هناك تعدد للدوائر الدرامية ولا يكون التركيز فقط على عدد الحلقات كما كان يحدث في الماضي حيث كان الأمر يرتبط وقتها بفكرة التسويق حسب عدد أيام رمضان دون الاستناد إلى المنطق الدرامي وهل المسلسل يحتاج ذلك أم لا.

مسلسل "مجاريح" هو من نوعية مسلسلات الدراما الاجتماعية التي تركز على المرأة

أمّا الناقدة الكويتية ليلى أحمد، فقد توقعت "موسماً حافلاً للدراما الخليجية خلال رمضان 2023"، وأن "تنال الأعمال المتنوعة إعجاب المتابعين". 

وتقول في تصريح لـ "سكاي نيوز": إنّه "فيما يتعلق بطبيعة المنافسة بين الأعمال الخليجية ونظائرها المصرية والسورية، فإنّ خريطة المشاهدة في رمضان تنقسم إلى ما يشبه الأقاليم؛ حيث يهتم كل جمهور بما تقدمه شاشته".

ليلى أحمد: من الضروري تجاوز بعض العيوب الخاصة في الأعمال الخليجية مثل التركيز على مظاهر الثراء الفاحش، أو التزين المبالغ فيه للمرأة

وتضيف: "يتابع جمهور الخليج الدراما العربية بشكل عام، والدراما الخليجية تتنشر عربياً لكن بشكل تدريجي، ربما بسبب صعوبة بعض اللهجات، ومن الضروري تجاوز بعض العيوب الخاصة بالتركيز على مظاهر الثراء الفاحش، أو التزين المبالغ فيه للمرأة، والتركيز بدلاً من ذلك بشكل أكبر على المحتوى والقضايا".

وترى ليلى أحمد أنّه "من المبكر الحكم على الأعمال الدرامية قبل عرضها، لكنّ نوعية الموضوعات المطروحة تبشر بأعمال جيدة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية