مفاجأة من العيار الثقيل.. البصرة تعصف بتحالفات العبادي

مفاجأة من العيار الثقيل.. البصرة تعصف بتحالفات العبادي


09/09/2018

لم يصدر عن الجلسة الاستثنائية للبرلمان العراقي، التي عقدت أمس، أيّة نتائج تذكر حول أزمة البصرة، وكان أهمّ ما ميزها تبادل التهم بين القوائم المتنازعة على السلطة في العراق؛ حيث طالبت قائمتان فائزتان في الانتخابات الأخيرة، حيدر العبادي بالاستقالة "لإخفاقه في تحقيق أهداف المحتجين في البصرة".

"سائرون" و"فتح" تعلن ضمنياً التحالف وتطالب حيدر العبادي بالاستقالة بسبب إحداث البصرة

لكن ما اتضح في الجلسة؛ أنّ رئيس الوزراء، حيدر العبادي، فقد للوهلة الأولى حليفين أساسيين لحكومة جديدة برئاسته في ولايته الثانية؛ حيث طالبت قائمتا "سائرون" بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، و"الفتح" بزعامة رجل إيران في العراق هادي العامري، رئيس الوزراء حيدر العبادي بالاستقالة، وباستقالة حكومته على الفور، بسبب الإخفاق في حلّ أزمة البصرة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وقال المتحدث باسم تحالف "سائرون"، النائب حسن العاقولي، في مجلس النواب: "نطالب رئيس الوزراء وأعضاء الكابينة الوزارية، بتقديم استقالتهم والاعتذار للشعب العراقي"، كما أعلن المتحدث باسم قائمة "الفتح"، النائب أحمد الأسدي: أنّ "التقصير والفشل الواضح في أزمة البصرة كان بإجماع النواب، ونطالب باستقالة رئيس الوزراء والوزراء فوراً"، وأضاف الأسدي: "سنعمل سريعاً، خلال الساعات المقبلة، لتشكيل الحكومة، نحن و"سائرون" على خط واحد، لتشكيل الحكومة الجديدة وبناء العراق، وواهم من يعتقد أننا مفترقون".

العبادي؛ الذي كان يعوّل على تحالفه السياسي مع ائتلاف "سائرون"، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، لتشكيل الكتلة الأكبر، وبالتالي تسميته لولاية ثانية، يجد نفسه في موقف صعب، وجاء هذان الإعلانان بعيد جلسة برلمانية استثنائية بحضور وزراء من الحكومة ورئيسها، لبحث الوضع القائم في محافظة البصرة، بعد أسبوع من الاحتجاجات الدموية التي أسفرت عن مقتل 12 متظاهراً، وإحراق القنصلية الإيرانية، ومبانٍ حكومية عدة.

ومنذ بداية تموز (يوليو) الماضي؛ خرج الآلاف في البصرة بداية، ثم في كامل الجنوب العراقي، في تظاهرات ضدّ الفساد وانعدام الخدمات العامة، والبطالة، والأوضاع التي زادها سوءً العام الحالي الجفاف الذي قلّص الإنتاج الزراعي بشكل كبير، لكنّ الأمور اتخذت منحى تصعيدياً، اعتباراً من الثلاثاء الماضي، على خلفية أزمة صحية غير مسبوقة في البصرة؛ حيث نقل 30 ألف شخص إلى المستشفى جراء تسمّم بالمياه الملوثة.

الحشد الشعبي يعلن نزوله إلى الشارع لوقف انفلات الوضع الأمني في المدينة والحفاظ على أرواح المواطنين

وأمام نحو 172 نائباً حاضراً، من أصل 329، قال رئيس الوزراء، المنتهية ولايته، حيدر العبادي: "البصرة عامرة وتبقى عامرة بأهلها، والخراب فيها هو خراب سياسي"، مضيفاً: "مطالب أهل البصرة هي تقديم الخدمات، يجب أن نعزل الجانب السياسي عن الجانب الخدمي، هناك متظاهرون أدانوا، هم أنفسهم، أعمال التخريب والحرق".

لكنّ الجلسة البرلمانية لم تكن على مستوى طموحات المتظاهرين، الذين كانوا يتوقعون حلولاً آنية، بل على العكس؛ كانت نقاشاً عقيماً بين الحاضرين، تبادل فيه العبادي ومحافظ البصرة، أسعد العيداني، الاتهامات بالمسؤولية.

وقال منسّق تجمّع شباب البصرة، منتظر الكركوشي، الذي يشارك في التظاهرات منذ انطلاقها قبل شهرين: إنّ "مثل هذه البيانات والجلسات لا يمكن أن تهدّئ الشارع البصري".

ويسعى بعض النواب إلى طرح الحلول الأكثر جذرية؛ حيث قالت النائبة انتصار حسن، من تحالف "الفتح" في البصرة، وفق وكالة أنباء "فرانس برس": إنّه " في حال بقيت الأوضاع على ما هو عليه، تتوجه الأمور إلى حكومة طوارئ"، وتمنح حالة الطوارئ، دستورياً، صلاحيات كاملة لرئيس الوزراء.

وفي تطوّر لافت، قالت قيادة هيئة الحشد الشعبي في محافظة البصرة، أمس: إنّ "الوضع الأمني في المدينة يحتّم علينا النزول إلى الشارع لحفظ الأمن في المحافظة".

وأوضح بيان لقيادة الحشد الشعبي في محافظة البصرة: أنّه "بعد إعلان أهالي البصرة براءتهم من هؤلاء المندسين المخربين، الذي يمارسون أعمالاً تخريبية في البصرة، وإعلان شيوخ العشائر الشرفاء، نرى أنّ وقف انفلات الوضع الأمني والحفاظ على أرواح المواطنين واجب شرعي وإنساني ووطني مقدس، وهو يحتم علينا النزول إلى الشارع لحفظ البصرة".

يذكر أنّ الحشد الشعبي تأسّس فقط لمحاربة تنظيم داعش، وبدعوة من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، ودخوله في معترك الأزمة السياسية في البصرة يعني تطوراً جديداً لا تحمد عقباه.

من جهة أخرى؛ رفعت السلطات العراقية حظر التجول المفروض في مدينة البصرة، وجاء الإعلان عن رفع حظر التجول، الذي فُرض أمس الأول، بعدما أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بإقالة عدد من كبار ضباط الشرطة في البصرة، بعد أيام من الاحتجاجات الدامية هناك، ومقتل 12 شخصاً في اشتباكات مع قوات الأمن خلال الأيام القليلة الماضية.

وفُرض حظر التجول، بعد أن أضرم محتجون النار في القنصلية الإيرانية في المدينة، ذات الغالبية الشيعية، مردّدين شعارات مناهضة للنفوذ الإيراني في العراق.

ويتّهم السكان الحكومة المركزية في بغداد بالفساد، قائلين: إنّها "سمحت بانهيار البنية التحتية في المنطقة، التي تسهم بقسط كبير من ثروة البلد النفطية".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية