معركة اجتثاث تنظيم القاعدة الأعنف

معركة اجتثاث تنظيم القاعدة الأعنف

معركة اجتثاث تنظيم القاعدة الأعنف


18/09/2022

بعدَ أيامٍ قليلةٍ من توعُّدِ تنظيمِ القاعدةِ للمجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي، والتحالف العربي؛ يشنُّ التنظيمُ هجوماً على نقطةٍ أمنيّةٍ لقواتِ الحزامِ الأمنيِّ في محافظةِ أبين جنوبِ البلاد، يوم الثلاثاء بتاريخ 6 أيلول (سبتمبر) 2022، ويُعدُّ هذا الهجومُ هو الأعنفُ والأقوى منذ أعوام، وقد تبنّى أنصارُ الشريعة، فرع تنظيم القاعدة في اليمن، الهجوم الإرهابي، كما نشرَ مؤخراً صوراً للهجومِ الإرهابيِّ.

وقامت عناصرُ من تنظيمِ القاعدة، في وقتٍ مبكر، بشن هجومٍ على نقطةٍ أمنيّةٍ في منطقةِ أحور -على خط أبين الدوليّ- مما أدَّى  إلى اشتباكاتٍ عنيفةٍ بين قوات الحزام الأمني، وعناصر تنظيمِ القاعدةِ، واستمرت لأكثر  من ثلاثِ ساعاتٍ، حيثُ أدَّى ذلك إلى سقوطِ 21 قتيلاً من قوات الحزام الأمني، و7 قتلى من عناصر تنظيمِ القاعدة.

ومع سقوطِ عددٍ من قتلى قواتِ الحزامٍ الأمنيّ، إلا أنّ العمليةَ الإرهابيّةَ باءت بالفشل، وتسببت باستِياءٍ واستنكارٍ كبيرٍ في أوساطِ تنظيمِ القاعدة، بحسب مصادر خاصة.

يأتي هذا الهجومُ بعدَ أيامٍ مِنْ تعليقِ تنظيمِ القاعدةِ على أحدثِ شبوة الأخيرة في إصدارٍ صوتيٍّ نُشر على مؤسسةِ الملاحمِ الإعلاميّةِ للقياديّ والأمير البارز في التنظيمِ أبو علي الحضرمي، محمد صالح أحمد المغي، المسؤول الدعويّ العام للتنظيمِ في شبه الجزيرة العربية، تحدث فيهِ عن إستراتيجياتٍ جديدةٍ وحدّدَ فيه أولويات المرحلة القادمة للتنظيم، كما تضامن مع قيادة حزب الإصلاح الإخواني، زاعماً أنّ ما حصل للحزب من إقصاء وإزاحة في شبوة إنما هو حلقةٌ من حلقاتِ التآمر السعوديِّ الإماراتي على بلدان "الربيعِ العربي"، كما هاجمَ المجلس الرئاسي واصفاً إياه بـ"مطيّةِ التحالف"، كما هدد وتوعّد المجلسَ الانتقاليَّ الجنوبيّ، والأحزمةَ والنُخبَ الأمنيّة-في جنوب اليمن- وفي ختامِ الكلمةِ عاتبَ قياداتِ حزبِ الإصلاح قائلًا لهم: "تمسكوا بشعاركم الإسلامُ هُوَ الحلُّ"!

  مِنْ جهةٍ أُخْرى: يتزامن ذلك مع إعلانِ القواتِ الجنوبيّةِ عن عملية سِهَامِ الشرقِ؛ والتي انطلقت ابتداءً نحو أبين، وشبوة؛ لبسطِ الأمنِ واجتثاثِ التنظيماتِ الإرهابيّةِ، وهذا ما جعل التنظيمُ يشتاطُ غضباً، ويشتَدُّ ويُصَّعِدُ مَيْدانيّاً ضد القوات الجنوبيّة، حيثُ قام أنصارُ الشريعةِ بسلسلةٍ من العمليات، والاستهدافات الإرهابيّة في محافظة شبوة، ومحافظة أبين، وقد تبنى أنصارُ الشريعة، فرع تنظيم القاعدة في اليمن، عدداً من العملياتِ والاستهدافات الإرهابيّة، كما أعلنَ تنظيمُ القاعدة عن عملية تحت وسم "سهام الحق" على غِرارِ عمليةِ سِهَامِ الشرقِ.

 فيما قد قامتِ القواتُ الجنوبيّةُ بتحريرِ، وبَسْطِ السيطرةِ، والأمنِ على عددٍ من المناطقِ، والأوكارِ الهامةِ لتنظيم القاعدة-في أبين وشبوة- والتي كانت تُعتبر من أهمِّ، وأبْرزِ أوكارِ التنظيمِ؛ مِثْلَ: "عكد" و "سلي" و "السري"، نشهد تقدماً للقوات الجنوبيّة نحو وادي عومران، المعقلُ الأهمُّ، والأخطرُ لتنظيمِ القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهذا ما جعلَ التنظيم يتوحشُ، ولرُبَّما نَشْهدُ في الأيّامِ القادمةِ عملياتِ أكثرَ وحشيّة للتنظيمِ، إلا أنّ جنودَ التنظيمِ يَعيشُونَ خيبةً، ويأساً وأسى، وإحباطاً شديداً، وبِحسب مصادر خاصة فإنّ عدداً من جنودِ التنظيم عازمون على الإنشقاقِ؛ يأتي ذلك مع محاولاتِ إعلامِ القاعدةِ صناعةِ انتصارات وهميّة!، حيث بلغ عددُ البيان الرسميّ عن العملية الواحدة أكثر من ثلاث مرات.

 وبِحسب مصادر عسكرية فقد شنَّ طيرانٌ حربيٌّ ثلاث غاراتٍ، فجر الأحد، على مواقع تتبعُ تنظيمَ القاعدةِ في وادي عومران، ويأتي ذلك مع حديثِ بعضِ وسائلِ الإعلامِ عن وساطاتٍ قبلية لإخراجِ أُقاربِ وذوي التنظيمِ من الوادي.

وسنشهدُ الأيامُ القادمةُ تصعيداً قد يكونُ الأعنفُ، فإن صَحَّ التعبيرُ، فإنّ المرحلةَ القادمةَ بالنسبةِ إلى التنظيم نَكُونُ أو لا نُكُونُ؛ هي معركةُ حياةٍ أو موتٍ، وللحديثِ بقيّةٌ.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية