مظاهرات متزامنة في العراق و"الإطار" يعلن اعتصاماً مفتوحاً.. إلى أين تتجه الأزمة؟

مظاهرات متزامنة في العراق و"الإطار" يعلن اعتصاماً مفتوحاً.. إلى أين تتجه الأزمة؟


13/08/2022

شهور من أزمة سياسية واستقطاب حاد تقف على حافة الصدام بين مؤيدي التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، فقد خرج مئات الآلاف من العراقيين أمس الجمعة في (3) مظاهرات شعبية في أماكن متفرقة ببغداد وعدد من المحافظات العراقية لأنصار وجماهير أطراف سياسية متضادة، لوضع حدٍّ للأزمة السياسية في البلاد.

وفي حين يعتصم مناصرو التيار الصدري منذ أسبوعين في البرلمان داخل المنطقة الخضراء، بدأ أنصار الإطار التنسيقي، المنافس السياسي للتيار الصدري في العراق، اعتصاماً مفتوحاً أمام إحدى بوابات المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد.

 الخلاف بين التظاهرات والأطراف المتضادة الداعية لها دفع مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري إلى إصدار بيان يدعو فيه متظاهري "الإطار التنسيقي" إلى السلمية وإعلاء مصلحة العراق فوق كل اعتبار، في محاولة للمهادنة مع أنصار "الإطار التنسيقي" وتجنب صدام حتمي.

 

خرج مئات الآلاف من العراقيين أمس في (3) مظاهرات شعبية في أماكن متفرقة لأنصار وجماهير أطراف سياسية متضادة

 

 وقال الصدر، في بيان نشره على حسابه الرسمي عبر تويتر: "حسب فهمي، فإنّنا وجماهير الإطار لا نختلف على وجود الفساد واستشرائه في البلاد، وإن اختلفنا مع قياداته في ذلك، فإنّ فسطاط الإصلاح في تظاهراته إنّما يتظاهر من أجلكم أيضاً يا جماهير الإطار"، في مغازلة صريحة لأنصار الإطار التنسيقي لضمّهم إلى صفوف التيار الصدري الذي يتظاهر أنصاره منذ أسبوعين.

 وقد دعا الصدر أنصار الإطار التنسيقي إلى تحويل مظاهراتهم لتكون "نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات التي توالت على العراق بلا فائدة ترتجى"، قبل أن يتراجع عن ذلك قائلا: "العراق أهم من كلّ المسميات".

 وأعلن الإطار التنسيقي "ختام" تظاهرة أجراها عصر الجمعة في المنطقة بإعلان "الاعتصام المفتوح من أجل تحقيق مطالبنا العادلة"، من بينها "الإسراع بتشكيل حكومة خدمية وطنية"، و"إنهاء تعليق عمل" البرلمان، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

 ويستمر الخلاف في العراق بين زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وبين خصومه بشأن إجراء انتخابات مبكرة، وقد شهدت البلاد الجمعة مظاهرتين حاشدتين لكلا الطرفين في خضم تواصل تأزم الوضع السياسي.

 

أعلن الإطار "ختام" تظاهرة نظّمها عصر أمس في المنطقة بإعلان "الاعتصام المفتوح من أجل تحقيق مطالبنا العادلة"

 

 ومنذ تموز (يوليو) يتواجه الطرفان الشيعيان، التيار الصدري والإطار التنسيقي وهو تحالف يضم فصائل شيعية موالية لإيران، في تصعيد جديد لخلافات سياسية حادة من دون أن يؤدي الوضع المتأزم إلى أعمال عنف.

 وكان الصدر قد دعا القضاء العراقي إلى حلّ البرلمان، محدداً نهاية الأسبوع المقبل موعداً نهائياً لطلبه، أمّا الإطار التنسيقي، فيواصل الضغط من أجل "تشكيل الحكومة" بعيداً عن التيار الصدري الذي انسحب في وقت سابق من مجلس النواب (البرلمان).

 ومنذ الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، يواجه العراق شللاً سياسياً تاماً، مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ويكمن الخلاف الأساسي في أنّ التيار الصدري أراد حكومة "أغلبية وطنية" بتحالف مع السنّة والأكراد، في حين أراد خصومه في الإطار التنسيقي الإبقاء على الصيغة التوافقية. وقد بدأت الأزمة الحالية إثر رفض التيار الصدري نهاية تموز (يوليو) الماضي مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية