مخاوف دانماركية من استيلاء قطر على الجامع الكبير في كوبنهاغن

مخاوف دانماركية من استيلاء قطر على الجامع الكبير في كوبنهاغن


29/06/2020

بعد أن كشف تحقيق هولندي مؤخراً مساعي تركية قطرية لتوسيع النفوذ في هولندا من خلال السيطرة على مؤسسات دينية عديدة والإنفاق عليها بسخاء، في خطوة تعكس تخطيط جماعة الإخوان المسلمين لتوسيع النفوذ داخل أوروبا، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية، انتقل السجال إلى الدانمارك التي تعصف بها الآن أزمة سياسية؛ بسبب ما تصفه وسائل إعلام محلية بأنه "استيلاء قطري على السلطة في جامع كوبنهاغن الكبير".

وفقًا لصحيفة (Berlingske) الدانماركية، فقد "سيطرت دولة قطر على مسجد مركز حمد بن خليفة الحضاري في روفسينجاد، والذي تلقى ما يقرب من ربع مليار دولار من التبرعات من قطر".

...

رابط تقرير الصحيفة: https://cutt.us/UkkE6

وكشفت الصحيفة في تقرير، نشر الأسبوع الماضي، عن استبدال مجلس إدارة الصندوق الذي يدير المسجد، بحيث يحصل خمسة أشخاص من قطر على الأغلبية المطلقة. وقال التقرير إنّ أحد أعضاء مجلس الإدارة الجدد هو شاهين الغانم، الذي كان مديراً لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

المسجد الكبير في روفسينجيد

وبحسب صحيفة (Berlingske)، فإنّ المسجد الكبير في روفسينجيد لديه بالفعل صلة وثيقة بقطر؛ إذ تبرعت المنظمات التابعة لقطر بما لا يقل عن 227 مليون كرونة دانماركية لصندوق متاجر كوبنهاغن الذي يدير المسجد في روفسينجيد.

وقال المتحدث باسم حزب الشعب الدانماركي بيا كويرسجارد "إذا كنت تجلس على لوحة مسجد في الدانمارك فإنك تعيش في قطر، ومن الواضح ما هي المصالح التي تحاول حمايتها، وهي ليست الدانمارك ".

صحيفة دانماركية: نفوذ قطر الجديد والمعزز في مسجد روفسينجيد هو تتويج للصراع على السلطة على متن صندوق كوبنهاغن الكبير

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما اتضح بعد ذلك بوقت قصير أنّ مؤسسة قطر الخيرية ومقرها الدوحة، والمرتبطة، وفق الصحيفة، بجماعة الإخوان المسلمين، قد تبرعت بأموال لمدرسة مجانية في آرهوس، طرح عمدة البلدية جينس هنريك ثوليسن دال أسئلة حول حالة الأجانب لوزير الاندماج، فرد الوزير، قائلاً "تعتبر الحكومة أنّ الأمر خطير للغاية إذا حاولت قوى ذات رؤية من العصور الوسطى للديمقراطية والحرية والمساواة من خلال التبرعات الاقتصادية أن تكتسب نفوذاً في الدانمارك، وبالتالي اكتساب التأثيرات التي يمكن أن تساعد في تقويض الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان".

وأعلنت الحكومة في الوقت نفسه، أنها ستقترح مشروع قانون يحظر تلقي التبرعات من بعض الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين.

نفوذ قطر الجديد

وأردفت الصحيفة أنّ "نفوذ قطر الجديد والمعزز في مسجد روفسينجيد هو تتويج للصراع على السلطة على متن صندوق كوبنهاغن الكبير". وانتقد ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة رئيس مجلس الإدارة، "لكنّ أعضاء مجلس الإدارة المهمين هم الآن خارج المجلس".

اقرأ أيضاً: تقرير برلماني: ماذا تفعل قطر وتركيا في هولندا؟

وعلقت المتخصصة في الثقافة والمجتمع في قسم دراسة الدين في الدانمارك ليني كوهل للصحيفة ذاتها بأنّ الفوضى الجارية الآن لا تتعلق بالضرورة بالدين. إنها بالأحرى سؤال يتصل بأنّ قطر تريد تأمين استثماراتها، حسب اعتقادها. ومع ذلك، فإنّ الحقيقة هي أنّ "مركز حمد بن خليفة الحضاري" كان محل نزاع لأسباب دينية. فـ"على سبيل المثال، قام الإمام أبو بلال، المدان بدعوته لقتل اليهود، بالوعظ عدة مرات في المسجد. وعندما ظهرت هذه المعلومات في شباط (فبراير)، قال ممثلو المسجد إنّ أبو بلال لم يكن يعتبر متطرفاً".

اقرأ أيضاً: ما دور تركيا وقطر في إفشال لقاء مقديشو وصومالي لاند؟

ويسود الاعتقاد الآن في الدانمارك بأنّ قطر استولت على الجامع الكبير في كوبنهاغن من خلال حيازة الأغلبية المطلقة في المجلس الذي يدير المسجد، حيث يريد اليسار الآن أن تضع الحكومة حداً للتدخل الأجنبي في المساجد الدانماركية.

قضية اختلاس

وشهد منتصف العام الماضي، قضية اختلاس، بطلاها الإخوانيان التونسي عبد الحميد الحمدي والفلسطيني زياد شحيبر، من الجالية المسلمة في الدانمارك، حيث توغلا، كما ذكرت صحيفة "الخليج" في المجتمع الدانماركي بدعم قطري، وتمكنا من السيطرة على المؤسسات الإسلامية هناك، فعبد الحميد الحمدي، الذي يتولى رئاسة المجلس الإسلامي الدانماركي حصل على 27 مليون يورو من قطر لإنشاء مركز حمد بن خليفة في كوبنهاجن، المركز الذي واجه معارضات كبرى بسبب ضخامة التمويل، وثارت تساؤلات حول نشاطه وأهدافه الحقيقية، ما دفع عمدة كوبنهاجن لرفض المركز بسبب ضخامة التمويل، وجاء تواطؤ الحمدي مع زياد شحيبر، رئيس وقف كوبنهاجن الكبير الذي مهمته جمع التبرعات لدعم القضايا الإنسانية، لكن تلك التبرعات لم تسلك مسارها الصحيح، حيث وجه الإخوانيان أموال التبرعات الإنسانية لدعم التطرف في المنطقة، ولم يكتفيا بذلك؛ بل ذهبت ملايين الدولارات لحساباتهما البنكية، وانكشفت فضائح الاختلاس للجالية المسلمة في الدانمارك.

وتأتي هذه التدخلات القطرية، والتركية أيضاً في شؤون المساجد والمدارس في أوروبا في سياق مد النفوذ السياسي والأيديولوجي، حيث رأت اللجنة البرلمانية الهولندية، التي أشرفت على إنجاز التقرير الكاشف للتمويلات التركية القطرية للمؤسسات الدينية في هولندا، أنّ تأثير الحكومة التركية يؤدي إلى الضغط الاجتماعي ونشر الخوف في هولندا، حيث يتم التأثير فيه بطرق مختلفة.

المساجد الخاضعة للرؤى الأيديولوجية

كما يوضح التقرير النهائي للجنة ذلك، من خلال إنشاء المساجد والمنظمات المالية وإدارتها ودعمها، مثل مدارس المساجد الخاضعة لوجهة النظر السياسية والدينية التي يتمتع بها المموّلون، والتي تعزّز وتقوّي الرسالة التركية القطرية في المنطقة.

تأتي هذه التدخلات القطرية، والتركية أيضاً في شؤون المساجد والمدارس في أوروبا في سياق مد النفوذ السياسي والأيديولوجي

وتعاني غالبية الدول الأوروبية من التدخلات القطرية والتركية في المساجد والمدارس، حيث احتجت العام الماضي لوكسمبورج على هذه التدخلات، وقامت بتحقيقات برلمانية حول تمويلات قطرية لأحد المساجد بعد ظهور وثائق عن "أهداف مشبوهة للدوحة في أوروبا" كما ذكر موقع "العين" الإخباري.

ووفقاً لموقع "آر تي إل توداي" في لوكسمبورج، فإنّ كتاباً جديداً لصحفيين فرنسيين يحمل اسم "أوراق قطر" يتناول وجوه التمويل القطري في أوروبا، عبر مؤسسة "قطر الخيرية" أشار إلى مساهمة المؤسسة بـ2 مليون يورو لمسجد في مدينة "بونفوي".

وفي هذا السياق، استجوب لوران موسار، النائب ببرلمان لوكسمبورج عن حزب الشعب الاجتماعي المسيحي، رئيس الوزراء كزافييه بيتيل، بشأن معرفته أي معلومة عن الأموال التي تلقاها المسجد، وسأله عن رأيه في الموضوع وما إن كان هناك حاجة لإصدار قانون بشأن تمويل أماكن العبادة.

وأجاب رئيس الوزراء بأنّ الكتاب يتناول عدداً من المشروعات التي مولتها قطر في عدة دول بتكلفة 70 مليون يورو، وسنتأكد من صحة تلك المزاعم.

وأكد بيتيل أنّ لوكسمبورج لديها لوائح تنظيمية تتعلق بتمويل أماكن العبادة، ويجب على جميع الطوائف الدينية احترامها، بما في ذلك هيئة شورى المسلمين في البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية