محلل فلسطيني: هؤلاء ينافسون حسين الشيخ في خلافة محمود عباس

محلل فلسطيني: هؤلاء ينافسون حسين الشيخ في خلافة محمود عباس


18/07/2022

يقول محلل سياسي فلسطيني إنّ هناك العديد من الأسماء التي تنافس القيادي في فتح حسين الشيخ على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 ورغم الانتقادات المتصاعدة بشأنه، والأنباء المتداولة عن تدهور أوضاعه الصحية، وحالة الترهل التي تشهدها المؤسسات الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، تدور سجالات داخل الساحة الفلسطينية عن مرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتكاثف الحديث عن خلافة الرئيس عباس خلال المرحلة المقبلة، بالنظر إلى التعيينات السياسية التي جرى إقرارها، سواء في المجلس الوطني أو المجلس المركزي لمنظمة التحرير، فضلاً عن التنقلات الإدارية والأمنية داخل المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

ولفتت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إلى أنّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وزعت المهام على أعضائها، عقب اجتماع عقدته، برئاسة الرئيس محمود عباس، أواخر الشهر الماضي

وذكرت الوكالة أنّ توزيع المناصب جاء على النحو التالي: "الرئيس محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دولة فلسطين. حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في المنظمة".

كما تم تعيين "عزام الأحمد، بدائرة الشؤون العربية والبرلمانية، وزياد أبو عمرو دائرة العلاقات الدولية، صالح رأفت الدائرة العسكرية والأمنية في اللجنة التنفيذية، وبسام الصالحي دائرة الشؤون الاجتماعية، وأحمد مجدلاني دائرة العمل والتخطيط".

القيادي الأسير مروان البرغوثي

وكانت وكالة "قدس برس" قد أعلنت، في 6 حزيران (يونيو) 2022، نقلاً عن "مصادر خاصة" لم تسمّها، تأكيدها أنّ الرئيس "لم يعد قادراً على القيام بمهامه بالشكل المطلوب"، مبينةً أنّ عباس أُصيب بإرهاق عقب زيارة وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وأُبعد يومين، على الأقل، عن مقرّ الرئاسة في رام الله.

مرض الرئيس

وتقترح مصادر الشبكة أنّ مسألة "مرض الرئيس، وإن كان جزء منها صحيحاً، تندرج في إطار "المناكفات العنيفة والخلافات الداخلية العميقة التي تعيشها حركة فتح"، والانقسام الحادّ الذي يسود اللجنة المركزية للحركة، والذي امتدّ إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".

وفي مقابلة حصرية مع "أسوشييتد برس"، دافع حسين الشيخ عن القيادة الفلسطينية، قائلاً إنّها تبذل قصارى جهدها في ظلّ الظروف الصعبة للاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمرّ منذ 55 عاماً، وبصفته المسؤول عن التعامل مع إسرائيل؛ قال إنّه لا خيار سوى التعاون لتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين.

وامتنع الشيخ (61 عاماً) عن الإفصاح عمّا إذا كان راغباً في خلافة عباس، وقال إنّ الرئيس المقبل يجب أن يتمّ اختياره من خلال انتخابات، لا يمكن إجراؤها إلا إذا سمحت إسرائيل بالتصويت في القدس الشرقية.

المجلس المركزي أضعف بشكل كبير دور منظمة التحرير واللجنة التنفيذية بسبب مقاطعة فصائل لهذا المجلس، وكذلك لأنّه جاء لتحقيق هدف واحد، وهو إجراء تعديلات على قيادة المنظمة

وأضاف: "لا يمكن تعيين الرئيس الفلسطيني، أو أن يتولى السلطة بالقوة، أو أن يأتي بسبب مصلحة إقليمية أو دولية، أو أن يأتي على متن دبابة إسرائيلية".

وردّاً على سؤال حول تهديد عباس بقطع العلاقات الأمنية، أو حتى سحب الاعتراف بإسرائيل، وهو حجر الزاوية في عملية أوسلو للسلام في التسعينيات؛ قال الشيخ: "القيادة الفلسطينية على وشك اتخاذ قرارات مهمة وصعبة. ليس لدينا شكّ في أنّ إسرائيل لا تريد حلّ الدولتين. إنّهم لا يريدون التفاوض".

قرار ليس مفاجئاً
قرار تكليف المقرب من عباس بالموقع الأهم بعد موقع رئيس اللجنة التنفيذية الذي يشغله عباس نفسه، لم يكن مفاجئاً في ظلّ اختياره، في شباط (فبراير) الماضي، في جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، عضواً في التنفيذية بديلاً عن الراحل صائب عريقات، الذي كان أمين سرّ التنفيذية، إلى جانب آخرين استكملوا شواغر المنظمة، بينهم محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار، بدلاً عن حنان عشراوي، التي قدّمت استقالتها، وفريد سروع بدلاً عن تيسير خالد الذي قدم استقالته.

القرار بدا كأنّه إعلان رسمي عن انطلاق ترتيبات خلافة رئيس السلطة والمنظمة وفتح محمود عباس قياساً على طبيعة المرشحين والدور المفترض أن يلعبوه في حالة غياب أبو مازن عن الساحة السياسية لأيّ سبب كان.

اختيار الشيخ لهذا المنصب، الذي ظلّ خالياً منذ وفاة عريقات بفيروس كورونا، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، يجعله الأقرب لخلافة عباس.

ويعدّ الشيخ أحد أكثر المقربين إلى عباس، وحاز خلال العامين الماضيين على ثقته المطلقة، وصار يرافقه في الاجتماعات الأهم وسفرياته إلى الخارج. وسيكون الشيخ، إذا ما تمّ دفعه حتى النهاية من أجل خلافة عباس، في منافسة مع شخصيات بارزة تم طرحها كذلك في سياق خلافة الرجل الذي وصل إلى سن 86 عاماً.

ويحوز الشيخ، إضافة إلى ثقة عباس، على علاقات جيدة مع الإسرائيليين والأمريكيين وفي الإقليم، باعتباره رجلاً من الجيد التعامل معه.

وأظهر استطلاع للرأي أنّ ما يقرب من 80% من الفلسطينيين يريدون استقالة الرئيس محمود عباس، ما يعكس الغضب العارم إزاء مقتل ناشط في حجز لقوات الأمن وقمع الاحتجاجات خلال الصيف.

وقد خلص الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، عام 2021، إلى أنّ 45% من الفلسطينيين يعتقدون أنّ "حماس" يجب أن تقودهم وتمثّلهم، بينما قال 19% فقط إنّ حركة "فتح"، التي يتزعمها عباس تستحق هذا الدور، ما يظهر تحولاً طفيفاً فقط لصالح فتح على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.

كما وجد الاستطلاع أنّ 78% من الفلسطينيين يريدون أن يستقيل عباس، و19% فقط يعتقدون أنّه يجب أن يظلّ في منصبه.

منافسو حسين الشيخ

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش، في حديثه لـ "حفريات"؛ أنّ "موضوع خلافة الرئيس محمود عباس لم يحسم بعد، لا من قبل المؤسسات القيادية الفلسطينية، سواء في فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية، ولا من قبل الشعب الفلسطيني".

نهاد أبو غوش: موضوع خلافة الرئيس محمود عباس لم يحسم بعد

وتابع أبو غوش: "التعيينات التي أقرّها المجلس المركزي، في شباط (فبراير) الماضي، تحديداً اختيار حسين الشيخ لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ثم لمنصب أمين سرّ اللجنة التنفيذية، ومسؤولاً عن ملفّ المفاوضات، إضافة إلى وظائفه الحالية، تمثّل تحسّناً ملموساً لفرص الشيخ في المنافسة، لكن حسم الأمور يجب أن يمرّ في النهاية من خلال المؤسسات القيادية لحركة فتح ومنظمة التحرير، وكذلك من خلال انتخابات عامة شاملة لمنصب رئيس السلطة وللمجلس التشريعي والمجلس الوطني".

وأوضح أنّه "من المتوقع أن يبرز منافسون للشيخ حتى داخل حركة فتح، أمثال القيادي الأسير مروان البرغوثي، الذي تظهر جميع استطلاعات الرأي تقدمه على منافسيه، سواء كانوا من حركة فتح أو من حركة حماس، كذلك توجد قيادات فتحاوية مهمة ذات وزن وتأثير تنظيمي وحضور جماهيري، مثل: جبريل الرجوب ومحمود العالول وتوفيق الطيراوي، وكذلك القيادي المفصول محمد دحلان، رئيس تيار الإصلاح الديمقراطي، الذي ما يزال يتمتع بتأثير جدي، وكذلك القيادي المفصول ناصر القدوة الذي يصرّ على تقديم نفسه كسياسي وناشط فتحاوي".

وأشار إلى أنّه "لا يُستثنى من ذلك احتساب قوى المعارضة من حماس والجهاد الإسلامي، وباقي قوى منظمة التحرير اليسارية والقومية والوطنية والتيارات الجديدة التي برزت وعبّرت عن نفسها من خلال قوائم مستقلة عن الفصائل خلال مرحلة التحضير لانتخابات التشريعي، التي كانت مقررة في أيار (مايو) 2021، وألغيت، بالتالي؛ فإنّ فرص حسين الشيخ تتعزز فقط في حال شطب موضوع الانتخابات بشكل نهائي والاعتماد فقط على أجهزة السلطة المدنية والأمنية في ترتيبات موضوع الخلافة حال شغور منصب الرئيس، وهذا ما تشجعه الإدارة الأمريكية على الأقل في المدى المنظور".

قيادات تلتزم بالتنسيق الأمني

ويعتقد أبو غوش أنّ "الولايات المتحدة وإسرائيل يعملان ويخططان ويتدخلان في ترتيبات خلافة الرئيس عباس أكثر مما يفعل الفلسطينيون ومؤسساتهم وفصائلهم، وعلى الأغلب هم يشجعون أيّ خيار يتبنّى التسوية وينبذ الخيارات الكفاحية التي تشمل المقاومة والانتفاضة، بالتالي، هم يريدون قيادات تلتزم بمواصلة التنسيق الأمني، على الرغم من أنّ جميع القيادات الفلسطينية تواصل الحديث عن الثوابت الفلسطينية والدولة الفلسطينية، بعاصمتها القدس، وحتى عن حقّ العودة، كما أنّها تندّد جميعها بالاحتلال وممارساته وجرائمه، لكنّه يبقى كلاماً لن يؤثر على إسرائيل في شيء".

المحلل السياسي نهاد أبو غوش لـ"حفريات": يتوقع أن يبرز منافسون لحسين الشيخ أمثال القيادي الأسير مروان البرغوثي، وجبريل الرجوب، ومحمود العالول، وتوفيق الطيراوي، وكذلك محمد دحلان، وناصر القدوة

وأكّد  أنّ "دورة المجلس المركزي الـ 31 عقدت وسط ظروف وخلافات شديدة ووسط مقاطعة واسعة طالت حتى بعض الفصائل التاريخية في منظمة التحرير وشخصيات مستقلة، كما أحاطت بالدورة شوائب قانونية جدّية في طريقة الدعوة واختيار الأعضاء وفي حلول المجلس المركزي عملياً محل المجلس الوطني، مع أنّ تفويضه مثل هذه الصلاحيات كان مشروطاً بحالات الضرورة ولقضايا لا يمكن تأجيلها".

وبيّن أنّ "انعقاد المجلس بهذه الطريقة، التي كان واضحاً منها أنّها فقط لملء الشواغر، وإعادة التأكيد على القرارات السابقة التي اتخذت مراراً وتكراراً بطريقة القصّ واللصق، دون التقيّد بها أو حتى محاولة تنفيذ الممكن منها، كلّ ذلك أضعف ثقة الناس في مصداقية المؤسسات الفلسطينية جميعها، وليس المجلس المركزي فقط، بالتالي، ساهم ذلك في إضعاف المنظمة، وتآكل شرعيتها".

ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى أنّ "انهيار منظمة التحرير يعني تقسيم الشعب الفلسطيني لتجمعات غير متجانسة، لكلّ منها مطالبه الخاصة المنفصلة، وذلك على حساب القضايا الوطنية المركزية، مثل القدس والدولة والاستيطان واللاجئين، وهو ما يقود إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية وإعادتها إلى ما كانت عليه في الخمسينيات، كمجموعة من القضايا الإنسانية المتفرّقة المتعلقة بهموم اللاجئين، لذلك من حقّ الجميع انتقاد قيادة منظمة التحرير على أدائها والضغط عليها والنضال لتصويب أوضاعها، وهو واجب على كلّ الوطنيين الفلسطينيين".

إجراء انتخابات رئاسية

وأكّد الكاتب والمحلل السياسي عصمت منصور: "مفهوم أن يكون هناك رئيس للشعب الفلسطيني، سواء كان حسين الشيخ أم غيره، وهذا أمر يحتاج إلى إجراء انتخابات رئاسية يقوم من خلالها الشعب الفلسطيني بانتخاب من يمثله، أما أن يتم فرض الرئيس كأمر واقع، أو أن يتم الاستمرار في تعطيل الانتخابات والقفز عنها، فذلك يخالف الأسس الديمقراطية، ويعزّز حالة الانقسام داخل الشعب الفلسطيني وداخل حركة فتح أيضاً".

عصمت منصور: دولة الاحتلال والولايات المتحدة معنيتان باستقرار الأوضاع في داخل السلطة الفلسطينية

ويضيف منصور، لـ "حفريات"؛ "دولة الاحتلال والولايات المتحدة معنيتان باستقرار الأوضاع في داخل السلطة الفلسطينية، لكنّهما تعتقدان أنّ الرئيس عباس قد وصل إلى مرحلة متأخرة من العمر، بعد تيقنهما بأنّ إمكانية استمراره في منصبه تبدو صعبة في الوقت الحالي، ومن هنا تم الحديث عن خليفة له"، مبيناً أنّه "في حال عدم استمرارية قيادة السلطة في أداء مهامها، يعني ذلك بالنسبة لتل أبيب وواشنطن أنّه سيولد نوع من الفوضى تنعكس آثاره سلباً على الاحتلال".

وتابع بأنّ "المجلس المركزي أضعف بشكل كبير دور منظمة التحرير واللجنة التنفيذية بسبب مقاطعة فصائل لهذا المجلس، وكذلك لأنّه جاء لتحقيق هدف واحد، وهو إجراء تعديلات على قيادة المنظمة، وتولّي الشيخ للجنة التنفيذية، وبذلك يخالف المجلس لقراراته وتوزيع الدوائر والذي تمّ بشكل فوضوي، الأمر الذي ساهم في اتساع الفجوة بين الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير".

وبيّن منصور أنّ "القرارات المتخذة خلال الفترة الأخيرة أضعفت منظمة التحرير وحصرت دورها ونفوذها، بالتالي، مدى قدرتها على إدارة نضال الشعب الفلسطيني وقيادته، وهو ما يتطلّب العمل على إصلاحها، ودمج فصائل فلسطينية بداخلها، لتنخرط بشكل فاعل وحقيقي، بهدف تطوير رؤية المنظمة لتستوعب الجميع بمختلف أفكارهم وتوجهاتهم، ويعود لها دورها الكفاحي والوطني والتمثيلي لسائر الفلسطينيين في الوطن والشتات".

 

مواضيع ذات صلة:

الإخوان والقضية الفلسطينية.. هكذا يسرقون التاريخ!

فلسطين: هل تسقط قضية ضمير عالمي بالتقادم؟!‎

هل هي حرب حماس أم حرب فلسطين؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية