ما قصة مافيا العائلات في ألمانيا... وما علاقة حزب الله؟

ما قصة مافيا العائلات في ألمانيا... وما علاقة حزب الله؟


19/07/2020

كشفت تقارير عن تعاون حزب الله اللبناني مع عصابات عائلية في ألمانيا، توسّعت على نحو لافت خلال الأعوام الماضية، معتمدة على استقطاب اللاجئين، خصوصاً ممّن لا يجيدون لغة الدولة وليس لديهم فرص للعمل.

وكانت ألمانيا قد صنّفت حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وحظرت أنشطته على أراضيها، وذلك في نهاية نيسان (إبريل) الماضي، مخالفة باقي دول الاتحاد الأوروبي التي تفرّق بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله.

وأشار تقرير لجريدة "العرب" اللندنية إلى أنّ تعاون حزب الله مع العصابات العائلية يجعله قادراً على تسيير أموره في أوروبا وليس في ألمانيا فقط.

ووصل إلى ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، منذ العام 2015، غالبيتهم العظمى من الشباب الذين يبحثون عن عمل لتأمين حياتهم ولا يتكلمون لغة البلد، الأمر الذي استغلته تلك العصابات، ونقلت صحيفة "دي فيلت"، عن محقق بالشرطة الألمانية أنّ "الشباب الأقوياء جسدياً هم الأكثر عرضة للتجنيد".

وتنتشر في ألمانيا منذ عدة سنوات مجموعات إجرامية تُعرف في الأوساط الألمانية بالعصابات العائلية، التي يعتقد باحثون ألمان أنّ أصلها عربي من لبنان.

ويعتبر الباحث اللبناني الألماني رالف غضبان، الذي أصدر كتاباً بعنوان "العشائر العربية ـ الخطر المستهان به" أنّ الخوف من التمييز بحقّ الأقليات جعل من الممنوع الحديث عن عصابات ذات طابع عرقي، بحسب المصدر ذاته.

وقال غضبان: إنّ العصابات و"العشائر العربية" تُعدّ من الحلفاء الموثوقين لحزب الله في العمليات الإجرامية في ألمانيا.

ويرى أنّ حزب الله قد يعتمد الآن أكثر على هذه العصابات بعد حظره. لافتاً إلى أنه بالرغم من أنّ الاستخبارات الألمانية تعدّ 1050 شخصاً أعضاء منتمين إلى حزب الله في ألمانيا، فإنّ أعدادهم الحقيقية قد تكون أكبر بكثير من ذلك. إذ إنّه منذ سقوط جدار برلين عام 1991 وصلت موجة كبيرة من اللبنانيين إلى ألمانيا، بينهم عدد كبير من الشيعة.

وكانت هذه الموجة الثانية من اللبنانيين الشيعة التي تصل إلى ألمانيا، بعد موجة أصغر وصلت عام 1982، بعدما احتلت إسرائيل جنوب لبنان.

صنّفت ألمانيا حزب الله اللبناني منظمة إرهابية مخالفة لباقي دول الاتحاد الأوروبي التي تفرّق بين الجناحين العسكري والسياسي

وأضاف أنّ هؤلاء وصلوا حاملين معهم انتماءاتهم السياسية نفسها؛ أي إنّهم في غالبيتهم مؤيدون لحزب الله وحركة أمل، ما يعكس الانتماءات السياسية للشيعة في لبنان.

ويعود سبب رغبة هذه العصابات في زجّ اللاجئين الشباب في هذه الأعمال إلى أنّ الكثير منهم "وصلوا وحيدين إلى ألمانيا وليست لديهم ملفات قضائية"، ما يقلل من احتمال سجنهم في حال التوقيف، بحسب ما أفاد المسؤول في الشرطة الألمانية بنيامين يندرو.

وتتميز العصابات العربية، كما تسميها الصحافة الألمانية، بعملياتها الجريئة، مثل السطو والقتل بناء على الطلب واستعراض القوة.

وتعود أصول غالبية العصابات العائلية إلى لبنان، حيث وصل معظم أفرادها في أوج الحرب الأهلية قبل 3 عقود، وانخرطت في تجارة المخدرات والسرقات، بحسب الجريدة، وتعمد اليوم هذه العصابات إلى استغلال ظروف اللاجئين لتنفيذ مختلف الأعمال الإجرامية.

ويقول ماتياس روه الخبير في شؤون المجتمعات العربية: لم يكن لهؤلاء المهاجرين الحق في التعليم أو العمل، لذا أصبحت بيئتهم ملائمة للانحراف.

واليوم، تتشكّل هذه العصابات من 12عائلة، وفقاً للشرطة، وهي تسيطر على تجارة المخدّرات وشبكات الدعارة في برلين، وتنشط بشكل أساسي في أحياء غرب العاصمة الألمانية، وتتجنّب الصدام مع العصابات الروسية والشيشانية والفيتنامية المنافسة.

الصفحة الرئيسية