ما الذي يجمع الإخوان وداعش والقاعدة؟

ما الذي يجمع الإخوان وداعش والقاعدة وإيران؟

ما الذي يجمع الإخوان وداعش والقاعدة؟


21/02/2024

 تتجذر الروابط الفكرية بين جماعة الإخوان المسلمين، وكافة تنظيمات العنف والتطرف في العالم، وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة اللذان استمدا منهجهما الفكري من مرجعيات إخوانية قطبية خالصة، وفي أحيان كثيرة يكونان بمثابة ذراع مسلحة لتنفيذ أهداف الجماعة، لا سيّما وقائع استهداف المؤسسات المصرية، ودول عربية أخرى، في أعقاب سقوط التنظيم عن الحكم في العام 2013. 

ورغم زعم الإخوان اعتماد نهج ديني وسطي، والترويج له على نطاق واسع، خاصّة لدى المجتمعات الغربية، إلّا أنّ العديد من الشواهد أثبتت الارتباط الوثيق بين الجماعة وكافة تنظيمات العنف في العالم، لعل أبرزها انتماء (أبو بكر البغدادي وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم من قيادات داعش والقاعدة) إلى الجماعة، قبل الانطلاق نحو تأسيس أذرع إرهابية جديدة. 

 الإخوان وتأطير العنف

في احتفاله بالذكرى الـ (70) لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين، كتب يوسف القرضاوي أنّ جماعة الإخوان المسلمين "ليست فقط أكبر حركة إسلامية، لكنّها أم كل الحركات الإسلامية". وباعتبارها سلف الحركة الإسلامية الحديثة، كان لجماعة الإخوان المسلمين تأثير عميق على النظام الاعتقادي الذي يغذي (القاعدة، وداعش، وجمهورية إيران الإسلامية)، وفق دراسة حديثة صادرة عن (المركز العربي لدراسات التطرف). 

وتشير الدراسة ذاتها إلى أنّه بالرغم من خلافاتها، فإنّ هذه الجماعات تشترك في أسس إيديولوجية تستند إلى كتابات المُنظّر الإخواني الراحل سيد قطب وغيره من كتّاب الإخوان، والتي شكلت هذه الكيانات على ما هي عليه اليوم.

تنظيم داعش

 كما كانت جماعة الإخوان بمثابة جسر يربط بين الإسلاميين الشباب بمن فيهم أسامة بن لادن والبغدادي والظواهري، وبين الجماعات الجهادية الأكثر عنفاً، وعلى الرغم من أنّ استراتيجيات التنفيذ الخاصة بها قد تختلف، إلا أنّ المجموعات الـ (3)، في جوهرها، تحافظ على رؤية إسلامية مشتركة لإقامة خلافة عالمية، سنّية بطبيعتها، وهي لعنة بالنسبة إلى جمهورية إيران الإسلامية الشيعية، ومع ذلك، كان لجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة قطب، تأثير عميق على إيران، وفق الدراسة. 

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين لا تحتفظ بعلاقات رسمية مع (داعش والقاعدة)، وعلى السطح قد تبدو المجموعات الـ (3) مختلفة، حيث يدعو كل من تنظيمي (القاعدة وداعش) إلى الجهاد العنيف، في حين تسعى جماعة الإخوان المسلمين رسمياً إلى تغيير المجتمعات من الداخل، ومع ذلك، أعربت المجموعات في بعض الأحيان عن دعمها لبعضها بعضاً، وفي حزيران (يونيو) 2017 أصدر فرع تنظيم القاعدة في اليمن بياناً يدعم قطر، بعد أن تعرضت البلاد لانتقادات جزئية بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين. 

ووفقاً لتقارير، كان العديد من قادة تنظيم القاعدة في اليمن مرتبطين سابقاً بحركة الإخوان المسلمين هناك، وقد قاتلت المجموعتان في بعض الأحيان جنباً إلى جنب ضد الحوثيين. وفي الوقت نفسه دعمت إيران حركة حماس، فرع الإخوان المسلمين، وقدمت مبادرات تجاه الإخوان المسلمين ضد أعدائهم المشتركين.

على ماذا يتفق الإخوان وداعش وإيران؟  

بحسب الدراسة يشترك (الإخوان المسلمون، والقاعدة، وداعش، وإيران) في أكثر من مجرد أسس إيديولوجية عميقة، وأوجه التشابه تفوق بكثير الاختلافات بينهم، كما حفزت الأهداف الإقليمية طويلة المدى أيضاً أشكالاً مختلفة من التعاون بين الجماعات الـ (3)، على سبيل المثال، بين فرع داعش في سيناء وحركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، أو بين إيران والإخوان المسلمين ضد المملكة العربية السعودية، حيث تحتشد بعض حكومات الشرق الأوسط ضدّ الإسلاموية والجماعات المتطرفة التي تستلهم قطب. 

وفي حين تختلف هذه المجموعات في كثير من الأحيان في استراتيجيات المواجهة العامة، إلّا أنّها في نهاية المطاف مرتبطة ببعضها بعضاً من خلال إيديولوجيتها المشتركة ورؤيتها لدولة إسلامية عالمية تحكمها الشريعة الإسلامية.

ويقول الباحث المختص بشؤون التطرف بابكر فيصل: "يزعم كثير من مناصري جماعة الإخوان المسلمين أنّه لا توجد روابط فكرية بين تنظيمهم والحركات الجهادية المتطرفة مثل (القاعدة و"تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، وهو زعم لا تسنده حقائق الواقع. 

ويتابع بحسب تحليل نشره موقع (الحرة) الأمريكي: إنّه بالرغم من أنّ الجماعة تتمتع بسند اجتماعي واسع وتتبنّى منهجاً للدعوة وسط الجماهير يختلف عن تلك الحركات، إلا أنّها تتشارك معها في العديد من الأفكار والوسائل المتبعة لتحقيق الأهداف.

ويرى فيصل أنّ الدعوة لقيام الخلافة الإسلامية تمثل مرتكزاً أساسياً من المرتكزات الفكرية للحركات الجهادية وللإخوان، وقد نادى بها المرشد المؤسس حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس حين قال: "الإخوان المسلمون يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس منهاجهم"، كما أنّه وضعها في المرحلة الخامسة من مراحل التمكين الـ (6) التي تسعى لها الجماعة، والتي تبدأ بالفرد وتنتهي بأستاذية العالم.

غير أنّ ارتباط الحركات الجهادية العنيفة، وعلى وجه الخصوص بفكر الإخوان المسلمين، لا يقتصر فقط على الدعوة إلى إقامة الخلافة، بل يمتد ليشمل المنطلقات الفكرية الأخرى ووسائل العمل ومناهج التغيير.

الإخوان مصدر الإرهاب

بحسب الكاتب والمفكر المصري عبد المنعم سعيد، في دراسة نشرها تحت عنوان: "حقيقة جماعة الإخوان"، برز الجدل حول الإسلام السياسي في نواحٍ عديدة كنتيجة لنقاش سابق حول مصادر الإرهاب في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وقد ركز كلا النقاشين على جذور العنف والإرهاب المنبثق من عالم الإسلام السياسي، الذي يضم كلاً من تنظيم (القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين)، وقد أثارت هذه السجالات تساؤلات ظلت موضع جدل مستمر بين المراقبين ومنتقدي جماعة الإخوان المسلمين. 

وفي السياق، قدّم مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2014 (GTI) بعد دراسة الإرهاب في (162) دولة في الفترة من عام 2000 إلى عام 2013، حيث كان تواتر العمليات الإرهابية وعدد الضحايا في ارتفاع، قدّم العديد من النتائج التي أظهرت الارتباط الوثيق للإخوان بالإرهاب.  

ومن بين النتائج المهمّة التي توصلت إليها مبادرة GTI أنّ الإرهاب والتطرف يتركزان في عدد من البلدان، وفي عام 2013 كان 80% من الضحايا في (5) دول: العراق، وأفغانستان، وباكستان، ونيجيريا، وسوريا، وكانت جميعها تضم تنظيمات الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى مزيج من التنظيمات المسلحة الأخرى، من حركة طالبان في أفغانستان وباكستان، إلى تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، وبوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية