ماذا يريد أردوغان من لبنان؟

ماذا يريد أردوغان من لبنان؟


25/06/2020

شهدت خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسعية خلال العامين الأخيرين تطوراً ملحوظاً، مستغلاً الأوضاع الصعبة التي تعصف بعدد من البلدان العربية والأفريقية، فمن ليبيا إلى اليمن إلى الصومال ثم جيبوتي وصولاً إلى لبنان، تحاول أنقرة إيجاد موطئ قدم يحقق لها طموحاتها الاستغلالية والاستيطانية.

في لبنان تجلى النفوذ التركي بالحملة التي شُنّت ضد الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، مطلع شهر حزيران (يونيو) الجاري، بسبب إساءات وجّهها إلى كلٍّ من تركيا وشعبها ورئيسها والدولة العثمانية.

وقد شنّ روّاد على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً حادّاً على نيشان وضيفه وهّاب، الوزير اللبناني السابق المقرّب من النظام السوري، الذي أطلق هو أيضاً افتراءات ضد الرئيس أردوغان، بالإضافة إلى القضايا التي تمّ رفعها ضدّ عدد من المحامين أمام المحاكم اللبنانية بزعم الإساءة لدولة شقيقة (تركيا)، والمساس بالوحدة الوطنية، وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية".

النفوذ التركي تجلى بالحملة التي شنت ضد الإعلامي نيشان، بسبب إساءات وجهها إلى الرئيس التركي والدولة العثمانية

وكان لتجمّع الجمعيات اللبنانية التركية موقف أيضاً، حيث قال في بيان: "يوماً بعد يوم يتكشّف أمام الرأي العام اللبناني غياب الحسّ الوطني لدى بعض الشخصيات العامة والإعلاميين، وعدم احترامهم لبلدهم ولأنفسهم، وعدم اكتراثهم بالمواطنين اللبنانيين ومعتقداتهم ومصالحهم، عبر تماديهم بالعبث بمبادئ الدستور اللبناني ومخالفة القوانين".

وأضاف: أنّ "المدعو نيشان لم تمنعه وطنيته، التي يدّعيها نفاقاً، من المساس بمصالح الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وعلاقتهم المميزة بالدولة التركية والشعب التركي".

وشدّد التجمّع على رفض "التعرّض للشعب التركي الشقيق والصديق، وللدولة التركية الصديقة، ولرئيسها أردوغان، المحبّ للبنان وشعبه على اختلاف أطيافه"، مطالباً القضاء بالتحرك ومحاسبة هذا الشخص، بحسب بيانه الذي نقلته وكالة الأناضول.

ويأتي لبنان على رأس قائمة المطامع التركية، بحسب ما تعكس آراء المحللين السياسيين والإعلاميين والمشهد على الأرض، حيث تحظى تركيا بولاء كبير من التيار السنّي في لبنان، والذي انتفض مؤخراً لمجرّد أن أحد الإعلاميين شتم الرئيس التركي أردوغان، حيث خرجت مظاهرات مندّدة.

ولم يتوقف دعم تركيا على الجمعيات والتكتلات السنّية في لبنان، بل يحاول أردوغان التغلغل في الجيش عن طريق تقديم الدعم له، حيث تسلمت لبنان أول من أمس حاوية ذخيرة تركية حية من عيارات مختلفة، لصالح الجيش اللبناني.

وقال الجيش اللبناني في بيان له: إن "مديرية العتاد في الجيش تسلّمت عبر مرفأ بيروت مستوعبَ ذخيرة من عيارات مختلفة مقدّمة هبة من السلطات التركية". وفق وسائل إعلام محلية.

 لم يتوقف دعم تركيا على الجمعيات والتكتلات السنية في لبنان، بل يحاول أردوغان التغلغل في الجيش

وفي آذار (مارس) 2018، سلّمت السفارة التركية لدى بيروت الجيش اللبناني 147 قطعة غيار للدبابات ولناقلات الجنود المدرّعة، تصل قيمتها إلى مليون دولار. بحسب وكالة (الأناضول) التركية.

وأدرجت تركيا لبنان في "برنامج المساعدة العسكرية الخارجية التركي" عام 2015.

وتعهّدت تركيا، خلال مؤتمر "روما 2"، آذار (مارس) 2018، بدعم القوات المسلحة اللبنانية عبر توسيع مساعداتها العسكرية للمؤسسات الأمنية اللبنانية في الأعوام المقبلة.

كما تعهّدت بتقديم معدات عسكرية بقيمة 7 ملايين دولار إلى "الفوج النموذجي" (قوات خاصة لبنانية)، الذي سيتمّ إنشاؤه في جنوب لبنان فور إبرام الاتفاقات اللازمة.

وتشارك تركيا في قوات "يونيفيل" البحرية المعنية بمراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية