ليبيا: هل استعادت ميليشيات الوفاق نشاطها؟.. الدبيبة أمام اختبار صعب

ليبيا: هل استعادت ميليشيات الوفاق نشاطها؟.. الدبيبة أمام اختبار صعب


18/03/2021

رصد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمعني بليبيا، في تقريره الذي أفصح عنه مؤخراً أمام مجلس الأمن الدولي، جرائم مروعة ارتكبتها الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق.

وأكد التقرير الذي أوردته وكالة "فرانس برس" أنه تحصل على شهادات لـ"ضحايا" المجموعة المسلحة المسمّاة "قوة الردع"، التي تتبع وزير الداخلية في حكومة السراج "السابقة" فتحي باشاغا.

وبحسب الشهادات التي أوردها التقرير، فقد ارتكبت تلك الميليشيات أعمال "تعسف وتعذيب وإذلال جنسي".

وكشف التقرير عن تجاوزات عديدة تحدث في المنطقة الغربية، في ظل غياب لسلطة القانون، ضارباً مثالاً بعدم تنفيذ مذكرة إيقاف بحق الميليشياوي محمد بحرون الذي يقود مجموعة مسلحة بمدينة الزاوية، حيث ما زال يتحرك بحرّية.

وحذّر من استمرار نشاط تنظيم "داعش" في البلاد بدرجة "متوسطة الخطورة"، أمّا تنظيم القاعدة، فهو "في حالة خمول في ليبيا، وخلاياه موجودة في مدينة صبراتة (غربي البلاد)".

 

فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة يكشف جرائم مروعة ارتكبتها الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق

 

ورصد الخبراء نشاطاً للمجموعات المسلحة التشادية الموالية للمعارضة هناك، التي تتمركز في المنطقة على جانبي الحدود بين البلدين، والتي حاول بشكل أو بآخر وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا فتح ملف الجنسيات لتلك الميليشيات، التي تمتد بأصولها إلى قبائل تقطن داخل ليبيا منذ عشرات الأعوام.

وقال التقرير الدولي: إنّ هناك 4 آلاف مقاتل سوري، يعملون تحت قيادة حكومة فائز السراج، من بينهم 250 قاصراً، ويتمركزون في عدة مواقع غرباً.

وهذه التقديرات أقلّ بكثير من أخرى تشير إلى أنّ العدد أضعاف ذلك، وسبق أن قدّرت المبعوثة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة لدى ليبيا ستيفاني وليامز عدد المرتزقة في ليبيا بنحو 20 ألف مسلح.

وبسبب هذه الجرائم لجأت بعض المنظمات الحقوقية الليبية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والتي قبلت أمس الشكوى التي تقدّمت بها المنظمة الليبية لضحايا الإرهاب والتطرف ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة الليبية السابق فائز السراج.

 

اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا يقضي بخروج مرتزقة أردوغان من ليبيا في غضون أسبوعين

 

وأفادت وكالة "نوفا" بأنّ "المنظمة الليبية لضحايا الإرهاب والتطرف" بالتعاون مع المركز الأفروآسيوي للدراسات والاستشارات تقدّما بدعوى "العدوان التركي على ليبيا"، على أردوغان بصفته وشخصه وعدد من قياداته العسكرية، والسراج بصفته وشخصه، وعدد من أركان حكومته، بالإضافة إلى عدد من قادة الميليشيات، بجرم "التعاون في ارتكاب 20 جريمة من جرائم الحرب في الأراضي الليبية".

 

التقرير الدولي: 4 آلاف مقاتل سوري يعملون تحت قيادة حكومة السراج، من بينهم 250 قاصراً

 

ووفق المستندات التي تمّ تقديمها مع الدعوى، فإنّ الجرائم تشمل "جريمة العدوان، وجريمة الإبادة الجماعية بالقتل، وجريمة الإبادة الجماعية بإلحاق أذى بدني أو معنوي جسيم، وجريمة الإبادة الجماعية بفرض أحوال معيشية يقصد بها التسبب عمداً في هلاك مادي، وجريمة القتل العمد الذي يشكّل جريمة ضد الإنسانية، وجريمة الحرب المتمثلة في تدمير الممتلكات والاستيلاء عليها، وجريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين، وجريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على الأعيان المدنية، وجريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على موظفين مستخدمين أو أعيان مستخدمة في مهمة من مهام المساعدة الإنسانية أو حفظ السلام، وجريمة الحرب المتمثلة بالهجوم على أماكن عزلاء، وجريمة الحرب المتمثلة في النهب والسرقة لأماكن عزلاء، وجريمة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وبث الكراهية والمساعدة أو تشجيع التخطيط أو الإعداد لها، وجريمة نقل وتدريب وتمويل وتجنيد المرتزقة.

ورغم تسلّم حكومة عبد الحميد الدبيبة زمام الأمور في ليبيا، إلّا أنه حتى الآن تشهد العاصمة اشتباكات بين الميليشيات، تارة على مكتسبات مادية وتارة بدافع خلافات شخصية من قبل زعماء تلك الميليشيات، وقد اعتبره البعض التحدّي الأكبر أمام الدبيبة والمجلس الرئاسي الجديد.

وبحسب مصادر لـ"حفريات"، شهدت بعض مناطق العاصمة طرابلس تجمّعاً كبيراً لمدرّعات وسيارات مصفحة تتبع المدعو غنيوة الككلي، تستعدّ للهجوم على ككلة على خلفية اختطاف فتحي شقيق غنيوة الككلي بوساطة أيمن الأحول فجر أمس لمقايضته بمجموعة شباب وشيوخ يحتجزهم غنيوة من قبيلة أيمن الأحول المتواجد الآن في منطقة ككلة.

 

منظمات حقوقية ليبية تلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد أردوغان وفائز السراج

 

هذا، وسُمع صباح اليوم دوّيّ إطلاق أعيرة نارية بكثافة في منطقة بوسليم، وقال شهود عيان لـ"حفريات": إنها اشتباكات بين مجموعات مسلحة موالية للطرفين، ما يُعتبر مؤشراً على توسع الاشتباكات.

ويمثل تغوّل الميليشيات المثير للقلق على أموال ومناصب الدولة جزءاً من التركة الثقيلة التي ورثتها السلطة التنفيذية الجديدة من حكومة الوفاق، والتي لم تفصح إلى الآن عن الطريقة أو الاستراتيجية التي ستتبعها لتفكيك هذه الميليشيات النافذة والمتنافسة، التي تتحكم في العاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي، ونزع أسلحتها والحدّ من تحركاتها، ولم تكشف عن آليات توحيد المؤسسات الأمنية.

وفي سياق متعلق بمرتزقة أردوغان، كشفت مصادر عن اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا يقضي بخروج المرتزقة من الفصائل السورية الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا في غضون أسبوعين.

وأكدت مصادر نقلت عنها صحيفة "بوابة أفريقيا" أنّ مباحثات كبرى جرت على مستوى السفيرين التركي والأمريكي في ليبيا بشأن ضرورة إخراج المرتزقة، وأنه جرى الاتفاق على أن يتمّ ذلك خلال أسبوعين.

وأوضح المصدر أنّ هناك مسؤولين ليبيين اطلعوا على بنود الاتفاق وعلى علم به.

 

مصادر تؤكد  لـ"حفريات" أنّ بعض مناطق العاصمة طرابلس تشهد تجمعاً كبيراً لمدرّعات وسيارات مصفحة تابعة للميليشيات

 

وأشار المصدر إلى أنّ طائرات من الخطوط الأفريقية وطائرات تركية ستنقل المرتزقة من مطار معيتيقة الدولي إلى تركيا ثمّ إلى سورية.

وأكد المصدر أنه فور ورود أنباء عن الاتفاق استنفرت معسكرات المرتزقة تمهيداً للإخلاء.

وقد أرسلت تركيا مرتزقة سوريين وطائرات مُسيّرة ومدربين ومستشارين عسكريين إلى ليبيا، بموجب اتفاق عسكري موقّع مع حكومة الوفاق، لصدّ الجيش الوطني الليبي.

وذكرت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا "ستيفاني ويليامز" في وقت سابق، أنه يوجد 20 ألفاً من "القوات الأجنبية والمرتزقة"، بالإضافة إلى 10 قواعد عسكرية تشغلها بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية ومرتزقة، معتبرة ذلك انتهاكاً "مروعاً" للسيادة الوطنية.

ويذكر أنّ اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 قد طالبت في اجتماعها بجنيف في 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بإخراج المرتزقة، وتجميد الاتفاقيات المبرمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية